نجح العماد ميشال سليمان، فى الحفاظ على وحدة المؤسسة العسكرية، عقب اتفاق الدوحة الأربعاء على انتخابه رئيساً توافقياً للبنان، رغم احتدام الصراع السياسى فى البلاد، وما صاحبه من تداعيات أمنية. وكان سليمان (59 عاماً) قد عين قائداً للجيش عام 1998 عندما كان لبنان يخضع للنفوذ السورى. ورغم أن البعض اتهمه بأنه مدعوم من دمشق، إلا أنه تمكن خلال الأعوام العشرة التى تولى فيها قيادة الجيش من البقاء على الحياد وسط الانقسام اللبنانى الحاد، وخصوصاً مع تفاقم أزمة الاستحقاق الرئاسى. الجيش لم ينج من الانتقاد خلال المواجهات التى اندلعت بين مناصرى المعارضة والأكثرية بين السابع والخامس عشر من مايو، وذلك رداً على قرارين للحكومة اعتبرا "مساساً بسلاح المقاومة" ووصفهما الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأنهما "بمثابة إعلان حرب". ودافع سليمان عن موقف الجيش مؤكداً أن دوره يكمن فى البقاء على الحياد وعدم التحول إلى طرف فى النزاع السياسى. وقال خلال تفقده وحدات الجيش فى جنوب لبنان نهاية الأسبوع الفائت إن "توريط الجيش فى النزاعات الداخلية يخدم مصالح إسرائيل". بقى سليمان محايداً خلال الأزمة الرئاسية ولم يعلن ترشيحه، وظل يحض السياسيين على حل خلافاتهم مناشداً إياهم أن "يعودوا جميعاً إلى تطبيق اتفاق الطائف نصاً وروحاً، ويقدموا التنازلات المتبادلة حتى نتمكن جميعاً من العبور إلى بر الأمان". وقال سليمان فى حديث صحفى: "الجيش حياتى، أنا متمسك به وأرفض أن أراه منقسماً". وأكد أنه يؤيد قيام علاقات حسن جوار مع سوريا، رافضاً اتهامه بأنه يخضع للنفوذ السورى. وأضاف "علينا ألا نوجه الاتهامات إلى سوريا، بل يجب أن نقيم معها علاقات متوازنة كبلدين سيدين". ورغم كونه مارونياً، وهى الطائفة التى ينتمى إليها عادة الرئيس اللبنانى، شدد سليمان على رفضه زج الدين فى الشئون السياسية. وقال إن "التربية المسيحية الفعلية تعلم المرء أن يحترم الوطن والديمقراطية والحرية وكل الديانات". واكتسب قائد الجيش احترام اللبنانيين على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم قبل عامين، حين بادر إلى حماية التظاهرات التى شهدها وسط بيروت إثر اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريرى فى فبراير 2005. يومها، رفض سليمان قمع المشاركين فى التحركات الشعبية التى عجلت بانسحاب الجيش السورى من لبنان تطبيقاً للقرار الدولى 1559 الصادر فى سبتمبر 2004. واتهمت سلسلة تقارير أصدرتها لجنة التحقيق الدولية الأجهزة الأمنية السورية بالضلوع فى اغتيال الحريرى، الأمر الذى نفته دمشق. وشهد لبنان أحداثاً عدة منذ اغتيال الحريرى عززت موقع سليمان، وخصوصاً انتشار الجيش فى صيف 2006 على الحدود مع إسرائيل فى مناطق غاب عنها ثلاثة عقود، ثم خوضه معركة شرسة ضد متطرفين إرهابيين فى شمال لبنان وانتصاره عليهم فى سبتمبر الفائت. وفى يناير الماضى، فرض الجيش أيضاً حظراً للتجوال لإنهاء مواجهات سنية شيعية فى بيروت أسفرت عن أربعة قتلى و152 جريحاً. لمعلوماتك.. ◄ميشال سليمان من أبناء بلدة عمشيت الساحلية (شمال لبنان). انضم إلى الجيش عام 1967 ويسير على خطى والده الذى كان عنصراً فى قوى الأمن الداخلى. ◄يقول "حلمت دائماً بأن أصبح مهندساً، لكن الوضع الاجتماعى لعائلتى لم يسعفنى، فعملت بنصيحة والدى وانضممت إلى الجيش"، ويضيف "لست نادماً على هذا القرار، رغم أن الطريق لم يكن سهلاً". ◄تخرج من المدرسة الحربية عام 1970 وتدرج فى الرتب العسكرية حتى عين قائداً عاماً للجيش فى ديسمبر 1998. ◄عايش الحرب الأهلية اللبنانية بين 1975 و1990 ولم يحضر ولادة ابنته فى 1975 بسبب المعارك، وقال "رأيتها لاحقاً وكان عمرها 22 يوماً". ◄يحمل إجازة فى العلوم السياسية والإدارية من الجامعة اللبنانية، ويهوى السباحة والمشى وكرة المضرب. ◄ متزوج من السيدة وفاء سليمان وله منها ثلاثة أبناء.