صمت الجدران

لفينى.. وفى دفْ حضنك لفينى.. ضمينى.. دفينى.. زملينى..دثرينى.. افترشينى مخدعاً لدوام حضورك.. واًوينى فى براءة مهد قلبك..
اضغطى على.. دثرينى فى رقائق بشرتك.. اطوينى.. ابذرينى فى صدرك.. مزقى ثوبى..اغرزى أظافرك فى لحمى وأروى بدمى طين نبتتك..
انثرينى فى كل أطلال وجودك.. اسحبى عمرى وأطيلى عمرالبسمة تختال فرحاً على ضفاف غمازتيك..!!
،،،
إيه..
ليت عمرى يداوى وجعك..؟
فسامحينى حبيتى..؟
قبيل الرحيل سامحينى..؟
ففى دفْ حضنك أردت الهروب.. وفى شعاع عينيك وأدت مشوار حياتى.. وفى ملمس يديك التمست من الاله التصاق الموت..
وغدا صدرك مخدعى الأخير.. وأنام.. فأنام دون إرادتى حبيبتى.. دون إرادتى..
وانتظرك حبيبتى فى رحاب وعفو الرب.. حيث وجود بلافراق..لابعاد..لارحيل.. لاموت..والبقاء..
البقاء المستحيل.. !
،،،
سامحينى حبيبتى..
آلمتك قبيل الرحيل..و..و.. وأرحل ووجعك ووجع البعاد..!
الليل موجات ظلمة.. هجمات سواد.. النسمة تتخطى شرفتى.. أوراق الشجر تساقط.. تساقط..
القطط السوداء تهرول.. تفزع.. تنثر قمامات الأرض.. تفترش القاذورات ابداع السحر.. تنقلها ريح غريبة عَ الليل إلى حيث ألتمس من الاله أن تسامحينى..
والقدر يسحب الليل.. يجره.. وأبكى..أختنق وأختنق.. أسجد للاله.. الفئران تنفر من جحورها.. تهجم.. الكلاب تتحفز.. العرايا فى النوافذ.. ورجال عفنة.. وشباب يتلصصون.. يشربون.. يسكرون.. يرقصون.. يعربدون.. موسيقى صاخبة.. صفارات انذار.. عواء.. نشاز يخترق احتجاج الليل..
يعاقبنى..
وأصرخ.. وأصرخ.. أنادى الشيخ الطيب المذكور فى كل الأشعار والأوراد والأسفار..
ينظر الى.. يتألمنى.. يعاتبنى.. يمر بجانبى..
وأهمس : حتى أنت..!
حتى أنت.. إلا.. إلا.. إلا أنت ياشيخى الطيب..؟
ويهمس فى : آلمتها..!
أوجعها حبك..!
وأصرخ :
لا..
بل حبها..!
حبها الذى أوجعها..!
حبها فى قلبى تفجر بركاناً فتماس ووجودها فحطم كوخها.. ولامس جانبها..!
عشقها فى وجدانى.. امتد موجاً.., فأصاب ضفتيها.. وغطى نصف قاربها.. وعوم مجداف العشق..!
احتواء وجودها فى كيانى طهرنى.. ركعت لربى.. سجدت.. شكرت.. حمدت.. وددت.. وددت لو احتوتنى زوجاً قبيل الرحيل..!
وددت.. فقط ياشيخى الطيب.. وددت وماتهورت..!
وددت ياشيخى الطيب حرماناً بعد ألف ألف عام.. وددت وما فعلت..!!
رغبت ياشيخى الطيب.. و..
وقاومت حبيبتى..
قاومت.. وآلمتها.. وبألمها تألمت.. !
وتمنيت فى دفء حضنها موتاً جميلاً.. تمنيت الموت..ف.. فهويت..!
وددت ياشيخى الطيب.. وحلمت.. وحلمت.. و..
والمحروم تغتاله اليقظة.. تقتله قطرة ماء..!
تمنعت حبيبتى..
واستيقظت من الحلم..و..
وأرحل..
أرحل وآلامها.. آلامها وحرمانى..!
,,,,
ياشيخى الطيب أرتعد.. أرتعد..و.. وأخاف..
ويهمس الشيخ الطيب: آلمتها ياولدى..
أخطأت.. تسرعت.. وماتهورت..!
استعجلت اللمسة قبيل نهاية نشوى الهمسة..,
أردت القبلة ومابدأت اللمسة..!
وسحبت اليد باردة بدون دماء.. خالية من استعداد وصل.. من التماس دفء..!
ياولدى..
أحببت..
عشقت..
أعياك الوجد.. وأوجعك تباريح الهوى فأخطأت..
أخطأت..!
- ياشيخى الطيب:
ليس لدى وقت..!
ياشيخى..
طفل ولدت..,
وطفل أحببت..!
- ياشيخى الطيب:
ليس لدى وقت..
و..
وغداً أرحل فأموت.. أو..
أو قد مت..!
ويهمس:
ياولدى
الحب براءة طفل.. العشق رجولة فعل..
والوجد الآلهى نشوى يباركها الاله بلا ألم.. ودفء نبت السما تحت المطر.. وظل.. ظل ثمر فوق..
فوق الشجر..!
آلمتها ياولدى..
آلمتها..
- لا..
لاتؤلمنى ياشيخى الطيب..؟
لاتؤلمنى..؟
انه الرحيل.. الرحيل للأرض الخراب..!
قدرى وحبى..
أجدها فأرحل.. آراها فأبعد.. ابتسم فأشفى..و..
وأحزن.. أتألم.. أبعد.. وأرحل وأرحل..
سامحينى حبيبتى..
أوراق الليل تودعنى.. الندى يتقطر احمراراً.. السما تنوح.. الشروق يتكاسل.. النهار كئيب.. صفراء هى ابتسامة ذاك الصباح.. اليوم عليل.. أناجى لوحة وجهك.. ألتمس طيفك وهفهات ثوبك.. وصدق الوجود الأول فى حضنى.. ودندات نسيم الليل.. ومداعبات القطة الشقية والجنية الشرسة.. وأحلام الصياد.. وأمانى الغفير الذى حولته دمعة عشقك إلى أمير.. ولوحات فنان يبحث عن سندريلا منذ ألف ألف عام..!
،،،
سامحينى حبيبتى..
وأعود..
أعود لصمت الجدران.. وتطبق على جدران سوداء بلارؤى ولاخيال..
وأجلس على مائدة واحدة.. وأفترش الكآبة مخدعاً لأيامى.. والليالى كابوس فراق يدوم ويطول.. و..
وأتقيأ اللقمة وراء اللقمة.. واسير.. والغثيان يطاردنى.. الطرقات تمتد.. وأقاوم دمعة..!
وأدور..
وأدور فى ساقية أعمى.. أروى اللاهدف.. ويتلاشى العمر فى ليالى الغربة.. وتتداعى القوة هماً أبدياً..!!
،،،
سامحينى حبيبتى..
سامحينى..
كان حضنك آخر ملجأ لى.. و..
وفشلت..!
سامحينى حبيبتى..؟
آلمتك.. و..
وخرجت من دائرة حضنك دون دفء.. بدون حياء.. مطرود من كنف الكبرياء..؟
سامحينى حبيبتى..؟
فغداَ رحيل- وجع بعاد – وأرض خراب..
آلمتك حبيبتى..
آلمتك.. ولكن..
ولكنكِ.. ولكنكِ..!
*****