يشارك عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، فى فعاليات المنتدى الثالث لتحالف الحضارات، الذى أفتتحة لولا دا سيلفا الرئيس البرازيلى اليوم الجمعة تحت شعار "ملتقى الثقافات والإبداعات وبناء السلام" المقام بمدينة ريو دى جانيرو بمشاركة أكثر من 120 دولة حول العالم. ويحضر الأمين العام الجلسة الافتتاحية المخصصة لرؤساء دول أمريكا الجنوبية لتفعيل الإدارة السياسية الجماعية للتعامل مع انعدام التوازن العالمى والتوترات العالمية وحصر مصادر الصراعات، ويلتقى موسى على هامش المنتدى مع بان كى مون، الأمين العام للأمم المتحدة، فى جلسة ثنائية خاصة، كما يلتقى بعض زعماء الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية. وأكد عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية، أن الجامعة ومنذ انطلاق مبادرة تحالف الحضارات كانت وما زالت حاضرة بقوة فى المنتديات، وهى تحرص على المشاركة فى هذه التظاهرة العالمية بفاعلية، باعتبار "أننا المتهمون الأساسيون، فى حين نرى أن الآخرين هم المتهمون الأساسيون"، ولذلك من المهم إجراء مناقشة موضوعية لحقيقة العلاقة بين الحضارة الإسلامية والعربية والحضارات الأخرى. وأضاف أنه من الطبيعى جدا أن يكون للعرب إسهام فى دعم تحالف الحضارات الذى نشأ أساسا كرد على نظرية صراع الحضارات، وبمبادرة من رئيسى وزراء تركيا وإسبانيا، مرحبا فى الوقت نفسه بأن تحتضن إحدى العواصم العربية تحالفا عالميا من هذا النوع. وأكد موسى أن مبادرة تحالف الحضارات من شأنها أن تعمل على هزيمة نظرية صراع الحضارات، مشيرا إلى أن العرب معنيون بهذا العمل، "لأننا نحن من اتهمنا من قبل أصحاب هذه النظرية بالكثير من الاتهامات والمبالغات وأحيانا التزوير". وقال "إن المهمة الملقاة على الجانب العربى هى أن يكون له موقف واضح جدا فى اتجاه رفض "النظرية الشيطانية الخاصة بصراع الحضارات وبالذات الصراع مع الإسلام"، ومشددا على ضرورة أن تتضح كل هذه الأمور، وهو ما سيتم طرحه من قبل المجموعة العربية سواء فى منتدى ريو دى جانيرو أو منتدى الدوحة الرابع. وأعرب موسى عن تطلعه باهتمام بالغ إلى المنتدى الرابع لتحالف الحضارات الذى تستضيفه دولة قطر العام القادم باعتبار أن الدوحة عاصمة لتلاقى الحضارات والثقافات، وهو ما يعزز من نجاح أهداف هذا المنتدى الذى أصبح من التظاهرات المهمة على أجندة الأممالمتحدة، وأكد موسى خلال وجوده فى ريو دى جانيرو لحضور منتدى تحالف الحضارات الثالث أنه من المهم أن ينعقد المنتدى القادم فى عاصمة عربية، خاصة إذا ما نظرنا إلى أن صراع الحضارات كان موجها أساسا ضد العرب والمسلمين. ويتناول المنتدى التحديات المعقدة التى تواجه المجتمعات المختلفة، ومن بينها بناء علاقات سليمة عبر خلق تفاعل وتفاهم بين الثقافات والأديان واللغات المختلفة، كما يتم بحث الجلسة التحديات التى يواجهها تحالف الحضارات وضرورة العمل بشكل أسرع، بغية تحقيق الأهداف التى انطلق من أجلها هذا التحالف بما يصب فى النهاية لصالح تعزيز التفاهم بين المجتمعات والثقافات المختلفة. ويبحث المشاركون أيضا فى تأثير العولمة على الانتماء والهوية، وتأثير التفاوتات الاقتصادية على العلاقات بين الطوائف والأدوات التى يمكن من خلالها بناء مجتمعات تقوم على احترام حقوق الإنسان والتنوع، ويعد منتدى تحالف الحضارات من التظاهرات العالمية المهمة على أجندة الأممالمتحدة منذ عام 2008، حين انعقد المنتدى الأول فى إسبانيا يومى 15 و16 يناير، بينما انعقد المنتدى الثانى بإسطنبول فى تركيا يومى 6 و7 إبريل 2009. وكانت فكرة إنشاء منتدى التحالف قد طرحها رئيس الوزراء الإسبانى خوسيه لويس ثابتيرو على الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر من عام 2004، وذلك فى سبيل "التغلب على سوء الفهم بين الثقافات المختلفة"، حيث جاءت هذه المبادرة عقب التفجيرات التى شهدتها مدريد فى العام نفسه.
