خرج سيناريو قمة كأس مصر بين الأهلى والزمالك مخالفا لكل التوقعات التى تصورها الخبراء قبل المباراة بأنها متكافئة ومن المستحيل توقع الفريق الفائز، حيث انكشفت الحقيقة بعد 10 دقائق فقط، وتأكد الجميع فى الاستاد وأمام الشاشات أن الأهلى سيفوز بعدد وافر من الأهداف بعدما ظهر الإصرار واضحا على لاعبى القلعة الحمراء فى تحقيق الانتصار، ولم يهتز الأحمر للهدف المبكر الذى خطفه حسين ياسر المحمدى للزمالك فتحرك جميع نجوم الأهلى فى كل مكان بالملعب وسيطروا تماما على زمام الأمور فتعادلوا ثم أنهوا الشوط الأول متقدمين 2/1. وكان التتار الأحمر له الكلمة العليا فى الشوط الثانى من بدايته إلى نهايته بلا مقاومة من الأبيض الذى استسلم تماما أمام الأهلى الذى صادف لاعبوه سوء حظ غريب، ولو كان التوفيق مع لاعبى الأهلى لخرجت القمة بنتيجة تاريخية. قدم حسام البدرى، المدير الفنى للأهلى، خلال قمة الأربعاء أوراق اعتماده كواحد من المدربين الكبار بعدما نجح تماما فى الإدارة الفنية لفريقه واستطاع قراءة اللقاء بشكل رائع، وكانت تغييراته موضوعية ومفيدة ومؤثرة وأيضا كان حسام حسن، المدير الفنى للزمالك، متميزا فى قيادة الفريق الأبيض حتى خرج لاعبه إبراهيم صلاح مصابا، وبعدها انقلبت موازين القمة لصالح الأحمر. ثلاثية الأهلى وتفوقه على منافسه جاء منطقيا لعدة أسباب، أولها الإعداد النفسى لفريق الزمالك الذى صور للاعبين أن معهم "مصباح علاء الدين" مع "فركه" ها يكسب الزمالك وهذا غير حقيقى فى عالم كرة القدم التى لا تعترف إلا ببذل المجهود والاستعداد الجيد، كما أن إصابة إبراهيم صلاح، دينامو خط الوسط، وخروجه أثر كثيرا على الزمالك وجعل السيطرة تنتقل للأهلى وزاد الأمر سوءا التغيير غير المناسب بنزول صبرى رحيل وتأخر الدفع بهانى سعيد والسبب الرئيسى الأهم فى الفوز الأهلاوى هو الحالة الفنية الرائعة التى كان عليها لاعبو الفريق الأحمر وتعاملهم بموضوعية مع ظروف المباراة. ورغم أن الزمالك تقدم بهدف مبكر إلا أن الأهلى لم يهتز إطلاقا وسيطر على المباراة بشكل متميز ظهر فيه كل لاعبى القلعة الحمراء نجوما فوق العادة، ولم يكن غريبا أن أعلنها أن فريق الأهلى كاملا نجم المباراة وفى المقابل كان لاعبو الزمالك خارج الخدمة تماما باستثناء الثنائى المتألق عبد الواحد السيد الحارس العملاق الذى أنقذ فريقه من نصف دستة أهداف ونجح فى حفظ ماء الوجه للنتيجة، والآخر حسن مصطفى الذى تحمل بمفرده مواجهة ثلاثى الوسط الأهلاوى. وفى النهاية لا يفوتنى التأكيد على أن القمة كانت شاهدة على أن شهاب الدين أحمد، لاعب الأهلى الصاعد، "نضج قبل أوانه بكثير"، ومحمد أبو تريكة بدأ ينفض الغبار ويظهر معدنه النفيس، ومحمد بركات هو "بركات ملك الحركات"، أما حسام عاشور فهو يعيش أزهى فتراته الكروية.