عندما تتطلع لأعلى فندق لوتى الفخم فى وسط العاصمة الروسية موسكو حاليا، لابد أن يلفت نظرك العلم المصرى الذى يتوسط علمى روسياوكوريا الجنوبية، ولأول وهلة تشعر أن قمة ثلاثية للدول الثلاثة تقام فى هذا البناء الفخم المرتفع فى منطقة غنية بالعاصمة الروسية، لكن المدقق سيعرف بعد قليل أن العلم المصرى يشير إلى إقامة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى زيارته الثالثة لموسكو وأن العلم الروسى إنما يشير إلى الدولة المضيف بينما يدل علم كوريا الجنوبية على هوية الفندق الفخم. فندق لوتى هو أحد أفخم الفنادق فى العاصمة الروسية، وينتمى لمجموعة "لوتى" الكورية الجنوبية المتخصصة فى المنتجعات والفنادق الفاخرة، وتم افتتاحه فى موسكو عام 2011، ليدل على الفخامة المطلقة فهم يضم جناحا ملكيا على مساحة 500 متر وجناحا رئاسيا على مساحة 270 مترا، وتم تصميمه وتوفير خدمات الأمن به ليكون صالحا لاستضافة الشخصيات العامة رفيعة المستوى من خارج روسيا. وفور وصول الرئيس السيسى إلى مقر الفندق، أصبح من المعتاد أن تشاهد الوجوه الشرقية فى لوبى الفندق الضخم الذين يتوزعون بين مسئولى أمن الرئاسة أو الإداريين ورجال العلاقات الخارجية الذين حولوا الباحة الرئيسية للفندق إلى خلية نحل دائمة لتنظيم استقبال الشخصيات الهامة فى كافة المجالات التى استقبلها الرئيس وكذا تنظيم اللقاءات الإعلامية السريعة والمكثفة والتى أصبحت طابعا للفندق طوال الأيام الثلاثة الماضية. مقر إقامة الرئيس السيسى شهد توافد عدد كبير من رجال الدولة الروسية، نائب رئيس الوزراء أركادى دفوركوفيتش وعدد من كبار المسئولين فى الحكومة فى مقدمتهم دينيس مانتوروف وزير الصناعة والتجارة، بالإضافة إلى رؤساء عدد كبير من شركات الكهربا والغاز والطاقة النووية، كان فى مقدمتهم بالطبع رئيسا مجلس إدارتى شركتى "روزا توم" و"روس نافت" وشهد مقر إقامة الرئيس مفاوضات فنية متشعبة حول الجوانب المالية والفنية الدقيقة بين رئيس مجلس إدارة شركة روزا توم وفريقه المساعد وبين وزير الكهرباء محمد شاكر وعدد من المسئولين والفنيين المصريين فى حضور الرئيس، حتى قطعت المفاوضات بين الجانبين شوطا متقدما فى طريق التوصل لإقامة أول محطة نووية سلمية لإنتاج الكهرباء فى منطقة الضبعة بحلول 2020. كما شهد الجناح الرئاسى بالفندق الفخم مفاوضات ناجحة مع رئيس شركة روس نافت، لاستمرار توريد شحنات الغاز المسال إلى مصر حتى 2019، بحسب عدد من التصريحات الإعلامية نشرتها الصحف ووسائل الإعلام الروسية. مغادرة ودخول الرئيس السيسى من وإلى مقر إقامته بالفندق الفخم، مثلت حدثا فى ذاتها، ففى كل مرة يتوجه الرئيس فيها للخارج أو يعود إلى مقر إقامته يلتف الصحفيون وأطقم وسائل الإعلام وعدد من المواطنين الروس وأبناء الجالية المصرية، ليروا الزعيم المصرى الذى استطاع وقف الفوضى فى مصر وتحجيم آثارها فى منطقة الشرق الأوسط، كما استطاع أن يحظى بشعبية كبيرة فى روسيا نفسها خلال وقت قياسى، وكعادته دائما يقابل الرئيس السيسى المتجمعين لتحيته بابتسامة ودودة وتلويحة من يده وقد يتوقف قليلا ليستمع إلى سؤال أو يصافح أحد الإعلاميين، ماضيا إلى أجندته المزدحمة بالمباحثات والآمال لتحقيق الخير لبلاده ولشعوب المنطقة.
