توصلت فايزة عبد العاطى القمحاوى الباحثة بجامعة الإسكندرية فى دراستها حول تطور الملاجئ والإصلاحيات إلى إن مصر اتخذت أولى تدبيراتها لجمع الأطفال السجناء فى مكان واحد وفصلهم عن الكبار عام " 1894"، الذى شهد أول ظهور لمصطلح "إصلاحية الأحداث" فى الإسكندرية، الأمر الذى نتج عن التطورات الفكرية والتشريعية الدولية الخاصة بتنفيذ الأحكام والعقوبات على الأطفال السجناء لتطبيق نظرية الإصلاح والتهذيب بديلا عن العقاب والانتقام. توضح الدراسة أنه بالرغم من هذه النقلة فلم يختلف نظام الإصلاحيات عن نظام السجون فى شيء ونقلتها الحكومة إلى القاهرة بعدها بستين عاما. كما وثقت الدراسة أن الحكومة المصرية أنشأت إصلاحية للفتيات المنحرفات والمشردات فى حلوان عام 1907، وفى العام التالى صدر قانون للأحداث المشردين القانون رقم 2 لسنة 1908 ، على أن يستند الإيداع بالإصلاحية على قانون العقوبات والتشرد. وأشارت الدراسة إلى أنه بدءً من عام 1929 خصصت مصلحة السجون إصلاحية المرج للأحداث للمجرمين حتى لا يختلطوا بالأحداث المشردين أو الخارجين عن أبائهم والذين اقتصروا على إصلاحية الجيزة، فاستقبلت الأولى المحكوم عليهم بموجب قانون العقوبات بينما استقبلت الثانية نظرائهم المحكوم عليهم بمقتضى قانون التشرد، بينما ظلت إصلاحية البنات تستوعب المنحرفات والمشردات معا. أضافت الدراسة أن الإصلاحيات كانت بمثابة معاهد تستوعب الأحداث ينالون فيها حظهم من رعاية الدولة من حيث الإيواء والإطعام والكساء والتعليم العام مع مزيد من الاهتمام بالتعليم الصناعى أو الزراعى للبنين والتدبير المنزلى للبنات. وفى عام 1938 رأى القائمون بالأمر على إصلاحيات القاهرةوالجيزة ضرورة وضع نظام لوقاية المجتمع من الأحداث المشردين فأصدرت الأوامر بالقبض على الأطفال الذين يتم القبض عليهم أثناء تشردهم بالشوارع، وفى عام 1953 صدر القرار الجمهورى بإنشاء الاتحاد العام لرعاية الأحداث ليضم جميع الهيئات والمؤسسات التى تعمل برعاية الأحداث المشردين والمنحرفين والمعرضين لذلك، ولكن فى عام 1964 صدر القرار بنقل ملكية الاتحاد العام لرعاية الأحداث ومؤسساته ووحداته إلى الدولة وأصبحت المؤسسات تابعة بشكل مباشر إلى وزارة الشئون الاجتماعية حتى الآن.
