نحن لا نتوقع أن يكون المديرون فى المؤسسات والشركات حاملى لأعلى الدرجات العلميه فى مجال الإدارة التنفيذية، ولكن أن يكونوا غير ملمين بأبسط قواعد الإدارة وغير مكترثين بحقوق الموظفين وضاربين بقانون العمل وأخلاقيات المهنة عرض الحائط هذه هى الكارثه الكبرى. هو سيناريو متكرر والذى ينتهى غالباً بأن تدفع المؤسسة الثمن من أموال طائلة أنفقت على تدريب وتطوير وتوظيف الكوادر من العاملين، حيث إن المديرين السيئين هم السبب الرئيسى فى ترك الموظفين والعمال الجيدين للعمل. وبما أنى من أنصار الفهم قبل الحفظ سوف أسرد الموضوع من خلال هذه القصه القصيره ومن ثم نقوم بمقارنتها بالجزء الأخير من المقال الجزء المعنى بمواصفات المدير الناجح. مشهد يتكرر مع سيادته صاحب السمو طويل العمر يطول عمره ولا ينصره على مين يعاديه. المكان: المكتب التنفيذى بأحد الفنادق الكبرى الزمان: الساعه التاسعة صباحاً أبطال القصة: واحد صحى من النوم ولقى نفسه كده "المدير" وفتاة طموحة تقدر قيمة العمل ليه معرفش بس هيا بتقدروا وخلاص "الموظفة" تجلس الموظفة على مكتبها وتباشر أعمالها، ثم يقوم بالتشريف حضرته فى تمام الساعة العاشرة، أصل مواعيد المديرين غير الموظفين، ويحمل فى يده كوب القهوة لزوم الدماغ العالية. لو نطق صباح الخير يبقى كرم من حضرته بس يمكن عنده حالة من الخرس المؤقت. ثم تقول الموظفة فى بالها (معلش خلينى أنا الكبيرة وتذهب وراء صاحب السمو لتلقى التحية وتستعرض معه إنجازات اليوم السابق وكلها حماسة فى حماسة وبردوا ليه معرفش. المدير: هل قمتى بإعداد التقرير الفلانى والعلانى وقبل أن ترد يقاطهعا بالعشرين مهمة التى يجب تنفيذهم فى نفس اليوم ونفس الوقت أحسن الفندق يقع على دماغهم ولا حاجة. والجدير بالذكر هنا لماذا يسأل عن ما تم أنجازه فى اليوم السابق فى نفس اللحظة الذى ينطق فيها بأعطاء أوامر اليوم الجديد ومن دون الأكتراث تماماً، بلاش نظلمه يا حرام ده الرجل مش ملاحق. بعد تدوين مهام اليوم الجديد تحاول أن تستوضح الموظفة بعض النقاط التى سوف تساعدها على إنجاز هذه المهام ولكن حضرته وقته ثمين أنه لا يملك وقتاً لموظفيه. إنه يتصفح الفيس توك والبريد الإلكترونى، إذن فهو غير موجود بنطاق الخدمة وبالمرة يلحق يشرب القهوة قبل ما تبرد. تذهب الموظفة وتحاول إنجاز ما يمكن إنجازه ثم يخرج حضرته من مكتبه ويقول أنا ورايا مشوار مهم ثم يذهب مع الريح ويختفى لساعات طويلة، فين بقى، بيقول أنه رايح يفيش الهوامش. طبعاً عشان حضرته مستعجل نسى أن يذكر بعض المهام فيقوم بالأتصال بمساعدته الأداريه (الموظفة) ويقوم بإضافة عشر مهام أخرى ده غير الخمس مهام من اليوم السابق طبعا بسبب مواقف خارجه عن سيطرتها لأن هذه المهام متصله بموظفين من أدارات اخرى و طبعا لو مش طالبة معاهم شغل أكيد مش هتروح تضربهم ويبقى الشعار,,الى حين ميسرة. ولو فكرت الموظفه تشتكيهم لمديرنهم (الموظفين الكسالى دول) هيزعل منها حضرته لقطع العلاقات الدبلوماسيه مع" زينهم بيك السلحدار" و"سلطح بابا" وأتفاقا مع القاعده العلميه البحته (أهم من الشغل تظبيط الشغل) وعجبى. ثم تقوم بالأتصال به لتذكره بميعاده مع الموردين والوظفين المرشحين من قبل قسم الموارد البشريه المنتظرين فى غرفة الأنتظار يرد فى هدوء دعيهم ينتظروا الى عايز يشتغل لازم يتعب، وينتظر المطحونين فى الأرض بالساعات ولسه حضرته بيفيش فى الهوامش. بعد خمس ساعات من العمل المتواصل تستأذن الموظفه من مديرها لتذهب إلى كافيتيريا الفندق لتأخذ راحه وتتناول الغذاء ويكون الأجابه بالرفض. قائلا :هو أنتوا عايزين تشتغلوا وكمان تاخدوا راحه طيب أيه رأيكوا تريحوا علطول!.. مفيش مشكله عشان خاطر سيادته بلاش ناكل ده حتى الأكل بيتخن. تأتى الساعة السادسة والسابعة مساء ولا تكترث الموظفة، حيث إنها تحب عملها وتقوم بمساعدة غيرها من الزملاء. ويمر حضرته ويرى حجم الإنجاز الذى تم وتنتظر الموظفة كلمة شكر أو إطراء لتخفف من جهد وحدة اليوم ولكن لا حياة لمن تنادى، إنه زمن العبيد أذن فهو ليس عليه حرج. تقوم بمغادرة المكتب فى تمام الساعة التاسعة مساء مجهدة ومحبطة وهى مدركة تماماً أن اليوم انتهى وأنه لا يوجد أى نشاط أو حياة اجتماعية بعد العمل لضيق الوقت وايضا عدم وجود الطاقه الكافية ولكن كلها أمل أن ياتى يوم و يلاحظ هذا المدير مجهودهها و تفانيها فى العمل، لكن لم يحدث و لن يحدث. تمر الأيام والشهور على نفس المنوال ويقوم حضرته فجأة فى يوم من الأيام وبدون أسباب مقبولة أو عادلة يقوم برفد الفتاة الطموحة. وللقصة بقية.. ولكن دعونا نسلط الضوء على مواصفات المدير الناجح و مقارنتها بالقصه المذكورة: الأمانة: وهى شرط النجاح لكنها فى المسئول أو المدير أكثر ضرورة ؛ لأنه مؤتمن على حقوق الموظفين التى يجب أن تكون قبل حقوق المؤسسة، لأن من غير موظفين لا توجد مؤسسة من الأصل. العلم والخبرة: الخبرة العلمية والعملية فى تخصصه؛ التى يجب استخدامها لمساعدة مرؤوسيه، وبدون استخدامهم يبقى علمه نظرياً لا يسعفه أو يسعف الموظفين عند الحاجة إليه. التواضع فى التعامل مع الموظفين والجمهور الذى له علاقة بالمؤسسة ، يجب أن يكون المدير قوياً فى غير عنف وكذلك متواضعاً فى غير ضعف ليكسب الكل فيسعى الجميع للتعاون معه . هو الذى يمدح عملنا ويقدر الجهود المتميزة.. هناك خيط رفيع بين الثقه بالنفس والغرور فالغرور هو العدو الأول النجاح. المشاروة: لأن المستبد قد يسيّر أجساد الناس للعمل لكن بدون قلوبهم ولا إخلاصهم ولا طاقاتهم. الاعتراف بالخطأ إذا تبين: والاعتذار والرجوع عنه وعدم الإصرار عليه. ينسب النجاح إلى صاحب الناجح، لا أن يجعل النجاح من حصته، وإذا كان الفشل وارداً بسببه يبيّن ذلك من دون أن ينسبه إلى غيره. يطلع من هم حوله عن الجديد فى مجال العمل لكل من لديه الرغبة فى التعلم. يتصرف كما لو أن هناك من يراقبه حتى لو لم يوجد من يراقبه. هو من يصنع بيئة صحيه للعمل . وأخيراً "المدير الناجح لا يوجد معه موظف سيئ". الإدارة هى العمود الفقرى لكل مؤسسة وكلما كان على رأس هذه المؤسسة إدارة واعية ومتطورة كان النجاح حليفها فى كل خطواتها.