فى البدءِ كان أُحادى الذاكرة بحرا قديما وُأسطورة وصمتا مطرزا بالألم يصعدُ إلى صدرِ الخوف ويسبحُ فى ظلمةِ الساعات كالنسيان اصطّبر تِسعون عاماً من حُزن سيسرى فى عروقِك شِعرٌ من دمِ الشتاءِ البعيد وأحلامٌ مهرولةٌ وأنا وسبعُ سنبلات خُضر لنْ يأكلهنّ العجافُ اليابسات لنْ تَختبئ خلفَ الحقولِ والأشجارِ المراوغات وترٌ وشوقٌ والعشقُ قدر فيا سيدّ الصمتِ هَبنى حُبَك وزِد فيه للأشواقِ جذوةٌ بالحنين تستعر وقَُبلة من بكاء وفجرٌ يلج فى ثنايا الليل وقصيدةٌ تنتظر لهبَ الموتِ الساطع وطريقٌ بِلا سفر _---------------- فى البدء كان وحيدا تذروه الغربة يتمددُ على شاطئ صخِب سئمَ التشظى والأرق صوتَه يهمس يرتفع ينادى أحبك تعالى فالمقعد الآن خالِ هادئ هو اللقاء يمرر النبضَ والسكون على فراغاتِ القلب ويشعلُ الذكريات ويبتهج يمارس طقوسَ العودة والرحيل يقرع الأجراس أتلوه أوراداً على شفاهٍ من رمال مع زئيرِ الرياح وقيثارة الشجن ينثرُ خطاياهُ فى تيهِ الزمن واحتضان الظلام يهيئ الوقتَ والوجع يصفعُنى بالفِراق