أقام النائب طلعت السادات، عضو مجلس الشعب والمحام اليوم، مؤتمرا صحفيا بمكتبه تناول قضية مقتل الشاب المصرى بلبنان، وشهد المؤتمر حضورا إعلاميا وجماهيريا واسع النطاق، بالإضافة إلى محامين لبنانين ومصريين وأسرة الشاب القتيل. أعلن طلعت السادات أنه تولى الدفاع عن الشاب المصرى المغدور به فى لبنان بناء على توكيل رسمى من أسرته، وقال إن هذه الجريمة ترفضها جميع الأديان السماوية، معربا عن مدى دهشته من المجتمع اللبنانى الذى يتمتع بقدر كبير من الحرية كيف ارتكب هذه الجريمة البشعة فى حق الإنسانية جمعاء. وأضاف السادات أن تحريات مباحث لبنان تضاربت مع تحقيقات المحامى الأول لمنطقة كترمايا، وأن المجنى عليه كان مشتبها فيه، وليس متهما، وأنه طبقا للقانون فإن المتهم برئ حتى تثبت إدانته، ناهيك على أن الشاب المصرى لم يعرض على جهات قضائية للبت فى أمره، إلا أن المواطنين اللبنانيين استعجلوا كل ذلك ونصبوا أنفسهم قضاة وذبحوه دون وجه حق، مشيرا إلى أن قانون الغاب ترفضه كل الأعراف والقوانين، مضيفا أن رجال الداخلية اللبنانين أسهموا بقدر كبير فى هذه الجريمة البشعة عندما أصروا على تمثيل الجريمة أثناء تشييع جثمان المقتولين اللبنانيين الأربعة، وهو ما أثار حفيظة أقاربهم وجيرانهم وجعلهم ينتقمون من شاب مصرى لا علاقة له بالأمر، سوى أنه أتى من مصر للبحث عن لقمة العيش لابنته الوحيدة فكيف يقتل. ونفى السادات ما تردد بأن الشاب المصرى اغتصب فتاة، قائلا إن الداخلية اللبنانية ليس لديها أية مستندات تثبت هذا الادعاء الكاذب، وإنما حاولوا أن يخرجوا من مأزق جريمتهم النكراء من خلال الشائعات الكاذبة التى أطلقوها على مواطن برئ لا يوجد دليل مادى واحد ضده. وأوضح السادات أنه أرسل خطابا إلى كل من وزير الخارجية اللبنانى والنائب العام المصرى، المستشار عبد المجيد محمود، لمعرفة آخر المستجدات وما وصلت إليه التحقيقات فى هذا الموضوع، عاقدا العزم على السفر خلال الأيام القادمة إلى لبنان لمباشرة القضية بنفسه. فيما قالت ريده بدر الدين، المحامية اللبنانية، إن القرآن الكريم وجميع الأديان السماوية تستنكر هذه الجريمة البشعة، موضحة أن وزير العدل اللبنانى والقيادات اللبنانية قدموا اعتذارات رسمية إلى مصر، والأمر الآن فى نطاق القضاء اللبنانى النزيه الذى سيحسمه بجدية، إلا أنها أعربت عن تخوفها أن تترك هذه الواقعة آثارا سلبية على مواطنى البلدين الشقيقين. مشيرة إلى أن لبنان ومصر تربطهما علاقات قوية حيث لا يستطيع أحد أن ينكر دور مصر الريادى فى المنطقة فهى قلب العالم العربى والتى تحملت مشاكله وآلامه ردحا من الزمان، وأن الشعب اللبنانى يجل المصرين، لافته الانتباه إلى أن أهل منطقة كترمايا التى شهدت الحادث ما زالت تحتفظ بصورة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر على حوائط جدرانها حتى الآن، مضيفة أن هذه الجريمة هى جريمة جنائية وليست سياسية، متسائلة ما ذنب الأطفال الذين تيتموا جراء هذه الوقائع البشعة، واختتمت حديثها قائلة: لا تقلقوا فإن الجناة سوف يتم تقديمهم للمحاكمة العاجلة قريبا، حيث إن لبنان حاكمت مسئولين كبار بها قبل ذلك فالكل سواسية أمام القضاء. فيما أوضح المستشارين سمير رضوان وجرجس صفوت، عضوا هيئة الدفاع عن الشاب المصرى، أنه لا يحق لأحد أن ينسف الدماء ويهتكها سوى الذى خلق هذه الدماء، وأن دماء المصريين بالخارج ليست رخيصة عليهم. وقال سليم محمد، والد المجنى عليه، إن ابنه يجل الأطفال ويحبهم فكيف يرتكب هذه الجرائم البشعة، مطالبا بالقصاص العادل، وأضاف قائلا، عندما رأيت صور نجلى وهو يذبح وسط اللبنانيين أيقنت أن ما تفعله إسرائيل مع الفلسطينين أهون مما فعله اللبنانيون مع ابنى.