من أبرز الانتقادات التى كانت توجه للدراما المصرية مكياج الفنانات اللائى كن دائما يبالغن فى إظهار جمالهن، ووضع مكياج ثقيل، وكان من الطبيعى أن يبدأ المسلسل بمشهد استيقاظ الفنانة من النوم وهى بكامل مكياجها وجمالها، وكثيرا ما كان يتعجب المشاهدون من هذا ويتساءلون: «متى استطاعت هذه الفنانة وضع هذه المساحيق وهى مستيقظة من النوم؟»، وكان المكياج من أهم مشاكل وأزمات الدراما المصرية، حيث كان ينعكس سلبا على مصداقية الحدث، ولكن فى خطوة جريئة وصعبة على أى امرأة ضحى الكثير من الفنانات اللائى يعشقن التمثيل ولا يعتبرنه مجرد مهنة من أجل تحقيق مصداقية عالية للأعمال المشاركات بها فى دراما رمضان هذا العام، ولأنهن صدقن فعلا أدوارهن وعايشنها بكل تفاصيلها لم يجدن حرجا فى أن يخرجن للجمهور بدون مكياج متباهيات بموهبتهن ومراهنات على جذب المشاهد بالأداء الصادق والمحاكاة الحقيقية للشخصيات. ومن هؤلاء الفنانات النجمة غادة عبدالرازق التى لم تعتمد هذا العام فى مسلسل «الكابوس» على جمالها ولكنها اهتمت أكثر بالمصداقية لذلك ظهرت شخصية «مشيرة» التى تجسدها فى الأحداث بدون وضع مكياج فهى سيدة وأم تبحث عن قاتل ابنها الوحيد «فارس» عندما تجد ابنها مقتولاً فى مقلب الزبالة الذى تعمل به، كما استغنت أيضا غادة عن الملابس ذات الأثمان الباهظة المعروفة بها فى جميع مسلسلاتها واستعانت بملابس تليق بسيدة فى عمرها ومكانتها كصاحبة «مقلب قمامة» وهى خطوة جريئة تحسب لها. ولم يكن جديدا على النجمة نيللى كريم صاحبة الوجه البرىء أن تظهر أيضا هذا العام فى مسلسلها «تحت السيطرة» بدون مكياج، حيث إن نيللى تعتبر أجرأ بنات جيلها من الفنانات التى لم تتردد فى التخلى عن المكياج وتسريحة الشعر الأنيقة أو أى أداة تظهر أنوثتها فى سبيل أن تظهر بدور يصدقه الجمهور ويصل إلى القلوب ويقنعهم، حيث تجسد فى «تحت السيطرة» دور «مريم» المدمنة التى لا تهتم بشىء سوى الحصول على المخدرات فقط، وبالفعل نجحت نيللى فى إقناع المشاهد بأنها مدمنة حقيقية دون أى تجميل للشخصية، وفى نفس المسلسل أيضا الذى يسلط الضوء على فئة موجودة فى المجتمع وهم المدمنون تظهر الممثلة الشابة رانيا شاهين صديقة «مريم» بدون مكياج ليظهر على ملامحها الإعياء بسبب تناول المخدرات. ولكن الجديد هذا العام هو ظهور الفنانة نجلاء بدر التى تعتبر من أكثر الفنانات التى تحرص دائما على الظهور فى أجمل صورة من خلال وضع مساحيق التجميل وتغيير تسريحة شعرها بأكثر من شكل، حيث كانت دائما تصنف فى أدوار الإغراء نظرا لأنوثتها وجمالها، إلا أن دورها فى مسلسل «بين السرايات» هذا العام جعلها تنضم إلى الفنانات الأكثر جرأة فى رمضان، حيث تجسد دور زوجة وأم محجبة وفقيرة مما جعلها تتخلى عن المكياج، لتقنع المشاهد بأنها تجسد شخصية من الواقع وموجودة فى الشارع المصرى والأحياء الشعبية الفقيرة، وفى نفس المسلسل ونفس حى «بين السرايات» تظهر الفنانة سيمون أو «صباح» التى تعمل سايس بدون مكياج وبملابس تشبه الرجال المتعارف على أشكالهم فى الجراجات، ويعتبر هذا الدور نقلة فى تاريخ سيمون الفنى، خاصة بعدما حصل على إشادات عديدة من الجمهور. أما فى مسلسل «العهد» فتظهر الفنانة آيتن أمين - تجسد دور فتحى - بدون مكياج، حيث تلعب دور واحدة من الحشاشين والتى تقوم بمهام خاصة لكبيرة الحشاشين سوسن تجسدها كندة علوش.
