حذر جيان بيترو بوردينيون، الممثل والمدير القطرى لبرنامج الأغذية العالمى، من مشكلة نقص التغذية، وما تسببه من مشاكل صحية للبشرية، مشيرا إلى أن الموضوع مهم للغاية. وأضاف فى كلمته أمام مؤتمر التدخلات القائمة على التغذية لمعالجة سوء التغذية فى مصر والذى تناول دراسة حالة رغيف الخبز البلدى، أن مشكلة سوء التغذية تتمثل فى تأثيرها على البشر بصفة عامة والأطفال بصفة خاصة، مشددا على ضرورة وجود مخرج لحل هذه الأزمة الخطيرة التى يمكن على أثرها أن تتسبب فى فقدان الأجيال. ومن جانبه قال الخبير الغذائى جاك باجريانسكى إن سوء التغذية ليس ناجما عن فقر الدولة أو أنه سببا لفقر الشعب، وإنما سوء التغذية يؤدى إلى شيوع الفقر فى المجتمعات وتزايد أعداد الوفيات، مضيفا أن الأنيميا تمثل أكبر مشكلة بارزة فى مصر، حيث وصل عدد الأشخاص المصابين بها إلى أرقام كبيرة، ويأتى الأطفال على قائمة المصابين بها، مشيرا إلى أن آخر إحصائية كشفت أن أكثر من 10 ملايين طفل مصابون بالأنيميا فى مصر، بالإضافة إلى 3 ملايين بالغ، مما يمثل خطرا كبيرا على حياة المواطنين المصريين، مطالبا الجهات المعنية ببذل الجهود للقضاء على الأنيميا والتى تؤدى إلى نقص المناعة. وكشف باجريانسكى عن مجموعة إحصائيات توضح المخاطر الصحية والاقتصادية على المصريين نتيجة إصابتهم بالأنيميا، حيث تؤدى إلى زيادة أعداد الوفيات، موضحا أن 40 % من النساء المصريات مصابات بالأنيميا بينهن 23% عاملات، وأكثر الإصابات بالأنيميا المنخرطة فى أعمال تحتاج إلى مجهود بدنى، لافتا إلى أن 2 مليون طفل مصاب بالأنيميا فى مرحلة ما بعد الولادة، و35 % من السيدات المصابات بالأنيميا معرضات للموت، بالإضافة إلى الخسائر المالية التى تقدر بمئات الملايين سنويا. ومن جهته قال الدكتور على المصيلحى، وزير التضامن الاجتماعى، إن الموافقة على إضافة الحديد للخبز البلدى المدعم جاءت بموافقة إجماع أعضاء مجلس الشعب عندما تقدمنا بالاقتراح، مشيرا إلى أن الحديد أصبح جزءا أساسيا من منظومة الخبز المدعم، مشيرا إلى أنه طلب 20 جهازا خاصة بخلط عناصر الحديد وحمض الفوليك على الخبز البلدى. وأضاف المصيلحى أن المرحلة المقبلة سنبذل ما فى وسعنا لنرقى بمواصفات الدقيق المدعم، لأنه يمثل 75% من استهلاك المواطن المصرى، مؤكدا على أن المرحلة المقبلة ستشهد إضافة فيتامين "A"و D"" على زيت التموين. وردا على اقتراح حول إمكانية تبديل دعم الخبز بالسلع تعالج نقص المناعة لدى الأطفال على اعتبار أن الأطفال لا يأكلون الخبز، وقال المصيلحى "لا يوجد طفل فى مصر إلا وتجد فى يده قطعة خبز مدعم بمجرد وصوله سنتين، وأول ما تطلع له أسنان بياكل الخبز المدعم". ومن ناحيتها قالت الدكتوره عزة جوهر، مدير المركز القومى للتغذية، إن الأمن الغذائى المصرى قضية أمن قومى ويجب أن يعطى له أولوية فى خطط وبرامج وسياسات الوزارات والجهات المعنية، لأنها تؤدى إلى أمراض مزمنة أبرزها الفشل الكلوى والكبدى وأمراض القلب والسكر وقصر القامة والتقزم والأورام الخبيثة.