أكد الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسى خطورة إغفال الجانب النفسى فى تشخيص أمراض الطفل، وعدم الاهتمام بتنشئته تنشئة نفسية سليمة، مما يؤثر عليه وعلى المجتمع كله. كما حذر عكاشة فى الندوة التى أقيمت بجامعة عين شمس ضمن فعاليات مؤتمر "الطب النفسى الوصلى وطب الأطفال من تزايد أعداد الأطفال المصابين بالأمراض النفسية على مستوى العالم، موضحا أن معظم الأمراض العضوية يصاحبها عند الأطفال أمراض نفسية إن لم تكن فى معظم الأحيان سببا رئيسا فى المرض العضوى. كما أوضح أن نسبة الأطفال تمثل حوالى 50% من المجتمع فى حين أن عدد أطباء الأطفال النفسيين لا يتعدى نسبة ال1% من نسب الأطباء، مما يؤكد وجود أزمة حقيقية أدت إلى إغفال حق الطفل فى الحصول على الرعاية الطبية النفسية، داعياً إلى ضرورة فهم الطبيعة التى ينشأ فيها الطفل من جانب الطبيب لضمان سلامة التشخيص وتقديم العلاج الصحيح للطفل الذى قد يصعب عليه التعبير عما يشعر به باستخدام اللفظ لذا فيلجأ إلى التعبير الجسدى عن ألمه ومن هنا يحدث المرض العضوى الناتج عن مرض نفسى. كما ذكر أن هناك العديد من العوامل التى تؤثر وبشدة على نفسية الطفل ومنها وفاة أحد الأبوين أو إصابته ببعض الأمراض العضوية كالسرطان، موضحا أن تلك الأمور تجعل الطفل فى حالة من التوتر الشديد، الأمر الذى يتطلب قدرا من حسن التعامل مع الموقف وعدم الهروب منه كما يفعل الكثيرون. وحذر من خطورة تجاهل حالة الطفل النفسية، مشيرا إلى أن دراسات عالمية توضح ارتفاع نسبة سن الانتحار فى العالم إلى أقل من أربعين سنة بعد أن كانت الأعمار التى تقدم على الانتحار فى الستينيات فوق الأربعين مما يزيد من خطورة العناية بالتنشئة السليمة للطفل وكيفية التعامل السليم معه، وإاشاعة ثقافة الذهاب إلى الطبيب النفسى مع طبيب الأطفال عند علاج الطفل، وأهمية الكشف المبكر والتدخل إن كان هناك احتمالية للإصابة بالأمراض النفسية. كما شدد الدكتور عكاشة على الانتباه لقضية سوء استخدام الأطفال للمواد الكيميائية أو تناول المخدرات فى سن الطفولة والمراهقة واستمرار تناولها حتى سن الشباب وما يحدث من اضطرابات سلوكية واضطراب فى علاقته الاجتماعية كأحد نتائج تناول مثل هذه المركبات. وأنهى الدكتور أحمد عكاشة حديثة بكلمة كوفى عنان، الأمين العام للأمم المتحده سابقا "إذا كنت تنظر إلى المستقبل فليس عليك البحث عن التكنولوجيا أو الأجهزة المتطورة، ولكن إذا أردت المستقبل عليك النظر إلى الأطفال".
