الطفل هو أكثر أفراد الأسرة عرضه للمرض النفسي.. كما أن 20% من حالات الاكتئاب تؤدي للانتحار هذا ما أكده د. أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس ورئيس الاتحاد العالمي للطب النفسي في محاضراته الافتتاحية للمؤتمر الذي نظمه معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس تحت عنوان «الطب النفسي الوصلي وطب الأطفال». وبدأ د. عكاشة محاضرته بشرح مبسط للطب النفسي الوصلي ووصفه بأنه المقابلة بين الأمراض الجسدية والنفسية حيث إن 70 إلي 80% من الأمراض النفسية تبدأ باعراض جسدية لأمراض عضوية وهي المرحلة التي يتطلب فيها تدخل الطب النفسي قبل أو بعد العلاج العضوي داخل المستشفي لذلك يطلق علي الطب النفسي الوصلي اسم الطب النفسي المستشفياتي ومن المفترض أنه متوفر بجميع المستشفيات. وأوضح د. أحمد أن الإهمال والاستهانة بمستقبل المجتمع خاصة الأطفال قد يقضي علي مستقبل أمة بأكملها حيث إن نسبة الأطفال والمراهقين تمثل 50% من سكان العالم، وتلك الفئة هي الأكثر عرضة للمرض النفسي وحالات الانتحار التي تعتبر ثالث سبب للوفاة بين الأطفال والمراهقين أقل من 18 سنة في حين أن نسبة الانتحار منذ عشر سنوات كانت منتشرة بين الفئة التي تزيد اعمارها علي 40 سنة ممن لا يستمتعون بجودة الحياة، وهذا يدل علي عدم وجود ثقافة في رعاية أبنائنا فالأم تفسر حالة القيء التي تصيب الطفل قبل ذهابه للمدرسة أنها نوع من الدلع لتعليل المرض دون التعرض للمشكلة الأساسية التي جعلت بينه وبين المدرسة حاجزًا نفسيا جعل الطفل يعبر عن رفضه جسديًا الذهاب للمدرسة وأحيانا ما يؤدي سوء الفهم إلي ما يسمي باضطراب المسلك وهو الذي ينمو ويتطور مع الطفل فيصبح إذا ما بلغ سن 18 سنة مضطربًا في السلوك مما يتسبب ذلك في انتشار البطالة وارتفاع معدل الجريمة والإدمان.. كما أن معظم هؤلاء تعرضوا لصدمة نفسية ربما اثناء الولادة أو نتيجة للتحرش أو حادثة أدت لإصابته بما يسمي كرب ما بعد الصدمة وأهمل الأهل في علاجه. وقال د. عكاشة «إن كلا منا تعرض لكرب ما بعد الصدمة بعضنا نجح في تجاوزه و 8% اصابهم المرض النفسي فأصبح منهم الشخصية الحدية والتي تتسم بعدم النضوج العاطفي أو الانفعالي مما يؤدي إلي اضطراب السلوك والانحراف في بعض الأحيان فيظهر العنف والعدوانية.