الاحتفال بشم النسيم لا يكون دون الرنجة و"الملوحة" مع البصل والليمون، بخلاف الأكلات الأخرى التى اقترنت بهذ اليوم، وأصبح عادياً جداً أن تقرأ فى جرائد الصباح أخباراً عن سقوط حالات عديدة ضحايا للتسمم، الأمر الذى يوقع الكثيرين فى حيرة، أيهما نختار، الرنجة والفسيخ .. أم العرضة للتسمم؟. الدكتور سعيد شلبى، أستاذ الباطنة والكبد بالمركز القومى للتغذية، يحاول مساعدتنا على التغلب على هذه الحيرة، بتوضيح القواعد والاحتياطات التى يجب مراعتها، عند الإقدام على شراء وأكل الرنجة والفسيخ، وفى مقدمتها الشراء من مصدر موثوق به، موضحاً أن هناك بائعين يستخدمون أرخص أنواع السمك لصنع الرنجة. وباعتبار الأسماك المملحة أهم وجبات شم النسيم، ولا يستطيع الكثيرون مقاومتها ، فإن الدكتور سعيد يحذر من خطورتها على مرضى الكبد والقلب و الكلى، مطالبهم بالابتعاد تماماً عنها، ويشير إلى أن هذه النوعية من الأسماك غير صحية، وتنمو بها بكتيريا ضارة جداً بالصحة، وتؤدى إلى حدوث تسمم غذائى وإسهال واضطراب الجهاز الهضمى، ويصل الأمر إلى تشنجات عصبية فى حالات التسمم الشديد. ويجب مراعاة، والكلام ما يزال على لسان الدكتور شلبى، ألا تقل فترة تمليح الملوحة والفسيخ عن شهر، و يراعى اختيار نوع جيد من الأسماك تم اتباع الطرق الصحية لتمليحه ، معتبراً الرنجة من أكثر الأطعمة أمناً، ولكن يجب التأكد من تدخينها بطريقة سليمة. المفترض أن يتم تدخين الرنجة بتعريضها لدخان شجر المواح الجاف حتى نضمن نضجها، ولكن هناك من يستخدمون روث الحيوانات فى عملية التدخين، ثم يتم دهنها بسوائل التدخين التى تعطى لمعاناً للرنجة، ولكن عدم نضجها يتيح مجالاً للطفيليات للتكاثر مما يهدد حياة الإنسان. ويشير إلى أهمية تناول الخضروات مع هذه الأطعمة، لما تحتويه من فيتامينات لكن مع ضرورة غسلها جيداً بالماء والخل لقتل أى ميكروبات داخلها. ولما كان البصل ضيفاً هاماً يوم شم النسيم، يحذر الدكتور سعيد شلبى من الإكثار فى تناول البصل، مطالباً بصفة عامة الإكتفاء بتناول ثمرة بصل واحدة فى اليوم، ويرجع خطورة الأكثار من البصل إلى أنه يمتص عنصر الرصاص من التربة، مما يوثر على صحة الإنسان العصبية، لكنه يعتبر عنصراً هاماً يوم شم النسيم، لأنه يمتص الملح الزائد من الجسم، ويفضل تناوله بكثرة فى ذلك اليوم. وكون البيض الملون يمثل فرحة الأطفال فى هذا اليوم من العام فيجب مراعاة استخدام الألوان الطبيعية عند تلوينه، كما ينصح الدكتور سعيد، بتناول بيضة واحدة لمن يتجاوز أعمارهم الخمسين عاماً خوفاً من ارتفاع نسبه الكوليسترول فى الدم مما يهدد بحدوث تجلطات فى الشرايين. وأخيراً ينبه الدكتور سعيد إلى ضرورة الإكثار من تناول السوائل فى حالة حدوث تسمم غذائى بسيط، مع ضرورة الذهاب إلى الطبيب لتناول العلاج اللازم، وأحياناً الإسهال فى هذه الحالات يكون مفيداً لإخراج السموم من الجسم، أما فى حالات التسمم الغذائى الحاد، فينصح بضرورة التوجه مباشرة إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم.