أكدت السفيرة ميرفت التلاوى، رئيس المجلس القومى للمرأة، أن المشكلة الأساسية فى مصر هى الثقافة المجتمعية المغلوطة، التى تتطلب تغييراً شاملاً واعترافاً بأن هناك موروثاً ثقافياً مغلوطاً يجب تغييره، ولابد من العودة إلى الهوية المصرية الأصيلة الوسطية، والتى جمعت العديد من الأديان والثقافات، مطالبة ببرامج توعية وتغيير مضمون الإعلام الذى نعانى منه كثيراً لتغيير تلك الثقافات المغلوطة. جاء ذلك خلال مؤتمر تمكين المرأة المصرية "الانتقال من التوصيات إلى التنفيذ الاستراتيجى"، بمكتبة الإسكندرية، الذى يستمر فى الفترة من 13 -15 مايو، بحضور هانى المسيرى محافظ الإسكندرية، وقيادات المجلس القومى للمرأة والعمل النسائى بالإسكندرية. وأشارت "التلاوى" إلى أن المرأة كانت مضطهدة بالفعل، أما الآن فقط حققت المرأة حقوقا غير مسبوقة من خلال الدستور المصرى ويبقى التفعيل، يأتى فى مقدمتها قانون الانتخاب الذى اعطى المرأة عدد غير مسبوق، مطالبة الأحزاب باختيار السيدات بعناية لأنها فرصتها الوحيدة، فإذا لم تستطع المرأة إثبات كفاءتها فى البرلمان، ستخسر قضيتها ل50 عاما قادمة قائلة، "أنا غير راضة عن سياسة الأحزاب فيما يتعلق بالمرأة". وأضافت "التلاوى"، "المرأة ليست سلعا وحكر للرجل فهى مواطن له كل الحقوق وثروة بشرية يجب أن تكون منتجة وليست مستهلكة". وتساءلت، كيف نطالبها بذلك وهى فقيرة وجاهلة والفتاوى الدينية الخاطئة أضاعت المتبقى من عقلها، مشيرة إلى أن وزير الأوقاف يواجه هذا الفكر الدينى المغلوط بأفكار حديثة تمثل الدين الإسلامى الوسطى الذى أعطى المرأة حقوقا فياضة. وأوضحت أن المرأة فى الإحصائيات الرسمية تمتلك 2% فقط من الأرض الزراعية لأن شرع الله لا يطبق فى توريث الأرض الزراعية للسيدات، وطالبت بنصيب عادل للمرأة من الارض الزراعية الحديثة والتى وعد بها الرئيس عبد الفتاح السيسى وقدرها 4 ملايين فدان، مؤكدة ضرورة أن يكون للمرأة مصدر اقتصادى ثابت لها بما يكفله له حقها الدينى والدستورى. وأعربت عن استيائها بسبب انهيار الأسرة مؤخرا وشددت على ضرورة عودة دور الأسرة فى تربية الأبناء التربية الخلقية السليمة. وأشارت إلى أن هناك بوادر أمل فى أن المرأة المصرية بعد مرور ثورتين أصبحت قوية وتعمل وتهتم بالسياسة، وقالت "العاملون ب27 فرعا للمجلس القومى للمرأة يعملون بدون أجر بروح جيدة يجب تعميمها". وقالت "تحية إلى سيدات مصر جميعا فهن من أنجحن الدستور وأنجحن الرئيس فى الانتخابات" حيث إن المرأة لديها 24 مليون صوت انتخابى، تستطيع أن تكون قوة مؤثرة فعالة فى المجتمع وفى السياسية. وطالبت المرأة المصرية بالمشاركة فى قرارات الحرب والسلام، وهو ما تنبه إليه مجلس الأممالمتحدة مؤخرا بضرورة مشاركة عنصر نسائى فى تلك القرارات فهى مضارة من الحروب والأزمات. وأشادت بحركة المجندات المصريات للانضمام إلى الجيش المصرى وقالت "أحاول مساعدتهن فى الانضمام للجيش المصرى أتمنى أن يجند كل الفتيات لنشر الانتماء وحب الوطن". وأشادت "التلاوى" بمشروعات المرأة التى تتم حاليا فى القارة الإفريقية وأشارت إلى وضع المرأة يتقدم بسرعة كبيرة فى أفريقيا عموما، إلا أن التقدم مازال بطيئا وإذا استمررنا بهذا المنوال سنحتاج إلى 81 عاما للوصول إلى التقدم المطلوب.