فى مفاجأة من العيار الثقيل، ورغم العداوة الظاهرة بينهما والحروب المتكررة من الحين للآخر، اعترفت إسرائيل لأول مرة بوجود مصلحة كبرى لها فى استمرار حكم حركة "حماس" المسيطرة على قطاع غزة بالقوم منذ عام 2007، وسيطرتها على القطاع. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن قائد المنطقة الجنوبية فى الجيش الإسرائيلى، الجنرال سامى ترجمان قوله خلال لقاء مع رؤساء المجالس الإقليمية الاستيطانية فى كيبوتس "ناحل عوز": "إنه لا يوجد بديل لحماس كسلطة سيادية فى قطاع غزة، البديل هو الفوضى العارمة". إسرائيل تؤكد وجود مصالح مشتركة مع حماس وقال الجنرال بالجيش الإسرائيلى: "نحن فى إسرائيل نريد عنوانا فى القطاع، لأنه من دون ذلك ستحدث الفوضى، وعندها سيصبح الواقع الأمنى علينا أكثر إشكالية، فنحن لدينا مصالح مشتركة للحفاظ على التهدئة وإتاحة الفرصة لإعادة البناء هناك". وعن النداءات التى أُطلقت من داخل إسرائيل خلال الحرب الأخيرة على القطاع بضرورة تدمير الجيش الإسرائيلى لحماس، قال ترجمان: "إن إسرائيل لديها مصلحة فى بقاء حماس فى الحكم، فهناك سيادة داخل غزة وهى سيادة حماس، التى تحسن فرض سيادتها بشكل كبير، وليس هناك لدى حماس، حتى الآن، بديل داخل القطاع، البديل هو الجيش الإسرائيلى وفوضى عارمة فى الحكم". حماس العنوان الرئيسى فى غزة بالنسبة لإسرائيل وأضاف المسئول العسكرى الإسرائيلى: "لا يمكن للسلطة الفلسطينية فرض سيادتها هناك، فمعظم سكان غزة يرون أن حركة حماس هى العنوان الوحيد لمشاكلهم، وفيما يتعلق باندلاع ثورة شعبية ضد الحركة فى القطاع هو أمر مستبعد حاليا". حماس أو الفوضى وفيما يتعلق بجولات الحرب المستقبلية قال ترجمان: "لا أعرف كيف سيكون شكل الحروب القادمة، يحتاج الأمر لتحقيق إنجازات هامة شهرًا ويجب الاستعداد لذلك"، مضيفا: "منذ عملية الانفصال فى عام 2005، ليس هناك لدى الجيش الإسرائيلى هدف رئيسى فى القطاع، بل إن استراتيجية إسرائيل هى منع حدوث فوضى فى القطاع، وبالتالى لا يمكن البدء بعمليات ضد هذه الاستراتيجية وهذا هو موقف الدولة، فنحن بحاجة إلى هذا العنوان، ومن دونه ستحدث فوضى". وضرب ترجمان مثالا على كلامه قائلا: "فى سوريا، هناك عناوين ضعيفة ولهذا توجد نباتات برية خطيرة، وكذلك الأمر فى العراق، ونحن لدينا مصلحة فى وجود عنوان واضح فى القطاع وهى حماس". احتمالات مستقبل العلاقات بين إسرائيل وحماس وأضاف ترجمان: "هناك 4 احتمالات فى غزة، الأول، حرب مستمرة دون فترات تهدئة، وحينها لا تعد هناك أنفاق ولكن هذا يعنى أن نعيش فى حالة طوارئ فى إسرائيل لوقت طويل، والاحتمال الثانى هو أن نقول أن التهدئة تستغل لإعادة بناء القوة، وحينها نكون واثقين من أنه ستكون هناك، مرة كل بضع سنوات، جولة حرب، والاحتمال الثالث هو احتلال القطاع وحينها نكون مسئولين عن 1.8 مليون نسمة بكل ما للكلمة من معنى، الاحتمال الرابع هو حل سياسى، وهو أمر معقد". إعادة اعمار القطاع وعن إعادة إعمار غزة قال ترجمان: "اليوم هناك أمل وهناك بدء لعملية إعادة الإعمار، وتحديدًا بفضل قطر والكويت، اللتين تتيحان بدء عملية إعادة إعمار أهلية، إنما لا يزال ذلك بعيدًا عن المطلوب، فقد تم تدمير أكثر من 20 ألف منزل لأنه تم استغلالها كمراكز عمليات، وغرف عمليات وتحصينات، هذه أضرار كبيرة تتطلب نحو 8 سنوات من إعادة الإعمار، وسيحتاجون للكثير من الأموال"، على حد قوله. الأهداف المشتركة بين اسرائيل وحماس وأضاف ترجمان: "أن إسرائيل وحماس تملكان أهداف مشتركة، حتى فى ظل الوضع القائم، وهى أن يسود هناك الهدوء من أجل النمو والازدهار، فإنهم يريدون هدوء للمواطنين، وأيضًا لتطوير الجانب العسكرى، ولا يريدون الجهاد العالمى، فهو يهدد حماس ويهددنا، وأيضًا هناك مصلحة مشتركة بأن لا تحدث ازمة انسانية فى غزة". وأكد ترجمان أن الصراع أمام حماس لن يكون حربا عسكرية، مضيفا: "من يعتقد أن الصراع بيننا وبين حماس مجرد تفعيل القوة العسكرية من جانب الطرفين لا يفهم الواقع جيدًا، نحن لا نستطيع منع حماس من تطوير نفسها عسكريًا، دعونا نعترف بالحقيقة، لم ننجح أبدا بذلك، وأيضًا لم ننجح فى سوريا ولا حتى أمام حزب الله". جانب من تصريحات قائد المنطقة الجنوبية العسكرية الإسرائيلية الجنرال سامى ترجمان قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلى أنفاق حماس فى قطاع غزة
