قال قائد المنطقة الجنوبية فى الجيش الإسرائيلى الجنرال سامى ترجمان، فى أولى مقابلاته مع وسائل الإعلام بعد استلامه المنصب الجديد، إن هناك أهمية للحفاظ على قوة حركة حماس فى قطاع غزة، مشيراً إلى الضغوط التى تمارسها السلطات المصرية على القطاع لا يصب فى مصلحة إسرائيل لخشيتها من انفجار هذه الضغوط فى وجهها وعودة إطلاق الصواريخ اتجاه البلدات الإسرائيلية. وأضاف ترجمان خلال مقابلة مع القناة الثانية فى التلفزيون الإسرائيلى نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن مسئولين إسرائيليين سارعوا إلى مصر كى يوضحوا لهم أهمية التخفيف عن حركة حماس، للحيلولة دون حدوث انفجار فى وجه إسرائيل. ولفت القائد العسكرى الإسرائيلى انتباه جميع السياسيين الإسرائيليين الذين يطالبون بالإطاحة بحكم حماس فى غزة، مؤكدا أنه فى هذه الفترة لا بديل عن حماس فى غزة، وعلى إسرائيل أن تفضل بأن تكون الحركة قوية، وليست ضعيفة، وأن دخول حماس فى ضائقة من أى نوع كانت، ليست فى مصلحة إسرائيل. ووصفت "يديعوت" تصريحات ترجمان بالخروج عن المألوف فيما يتعلق بوجهة نظر الجيش الإسرائيلى بحركة حماس فى قطاع غزة، حيث أكد خلال الحوار أن المصلحة الإسرائيلية الآن تحديداً تتطلب الحفاظ على قوة الحركة، مشددا على قلق بلاده من الضغط الذى تمارسه السلطات المصرية عليها. وقال ترجمان: "نحن نسعى إلى هدوء تام وآمن حول قطاع غزة من خلال سيادة وسيطرة مسئولة عن ذلك، وحماس هى السيادة المسئولة عن غزة الآن، وهى تعرف تماماً كيف تقوم بذلك". ورداً على سؤال هل إذا أصبحت حماس ضعيفة فى غزة من مصلحة إسرائيل؟ أجاب ترجمان: "نحن نريد أن تكون نظاماً قوياً ومسيطراً أمنياً على غزة، وهذا الأمر حماس تجيده بشكل لا يقبل التأويل، وليس لدى أى معلومات عما إذا كان هناك من يستطيع أن يكون بديلاً عن حماس فى غزة فى هذه الفترة". وكانت قد حذرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية خلال تقرير لها منذ يومين من أن الإجراءات الجديدة للحكومة المصرية فى مواجهة الإرهاب وتهريب الأسلحة والسلع إلى غزة، سيؤدى إلى انفجار لن تكون إسرائيل فى معزل عنه. وقال المحلل العسكرى الإسرائيلى عاموس هارئيل، فى تحليل له بالصحيفة العبرية، إن حماس هى أحد المتضررين الأساسيين من التغيير الذى حدث بعد 30 يونيه. وأضاف هارئيل، أن النظام المصرى الجديد يوجه يوميا اتهامات جديدة لحماس، ويعرض ما يصفه بمحاولات تنفيذ عمليات ضد مصر، موضحا أن الأمور وصلت لحد قيام جنود مصريين بإطلاق النار من زوارق بحرية على صيادين من غزة اقتربوا من شواطئ سيناء، على حد زعم الصحيفة، بالإضافة لإغلاق معبر رفح الذى بات يفتح بالكاد 4 ساعات يوميا، وبعد أن كان يمر منه 1300 مسافر بالاتجاهين يوميا أصبح يعبر منه 350 مسافرًا فقط، كذلك منعت مصر قيادات حماس من المرور عبر معبر رفح، وفى الأسبوع الماضى جرى إغلاق المعبر كليا فى أعقاب عملية تفجير فى مبنى المخابرات الحربية برفح.
