أكد محمد بن يوسف المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين، أن العالم يشهد الآن إقبالا متزايدا على المعرفة وتكنولوجيا المعلومات كعوامل حتمية للاندماج داخل منظومة الاقتصاد الجديدة، لافتا إلى أن المعرفة تشكل المحرك الأساسى للإنتاج والنمو الاقتصادى وهى التى تخلق السلع والمنتجات ذات القيمة المضافة العالية. وقال بن يوسف خلال ورشة عمل قومية حول الصناعات المعرفية بالعاصمة اللبنانية بيروت والتى نظمتها المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين ومعهد البحوث الصناعية بالبنان أمس، إن تكنولوجيا المعلومات تحقق الترابطات الأمامية والخلفية للاقتصاد الصناعى المتطور الذى يعتمد على الإنتاج السلعى والخدمى الحقيقى والذى يعد أساسا للنمو وليس المضاربة والتوقعات والمراهنات المالية الظرفية التى قد تثمر أحيانا نتائج سلبية تضر بالنمو والتنمية السواء. وأوضح المدير العام للمنظمة أن الهدف من عقد تلك الورشة هو دراسة واقع الصناعات المعرفية فى الدول العربية لوضع خارطة بأهم المؤسسات العربية العاملة فى هذا الحقل، بالإضافة إلى التعريف بالتجارب العربية والدولية الناجمة فى مجال اكتساب المعرفة المتقدمة وتنمية الصناعات المعرفية والأساليب والآليات اللازمة لنقلها وتوطينها وتطويرها وتعميمها على الدول العربية. وقال بن يوسف إن الاجتماع سيبحث فى تشخيص الفرص الاستثمارية الواعدة فى مجال المناهج والتطبيقات التكنولوجية والصناعات المعرفية والترويج لها لدى القطاعين العام والخاص لآجل الاستثمار المجزى فيها بما يعزز هذه المبادرة ويسند تطوير هذا المضمار، بالإضافة إلى دعم وتنسيق الجهود العربية لاكتساب وتوطين المعرفة والتكنولوجيات المتقدمة وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين المؤسسات العربية العاملة فى مجال الصناعات المعرفية. وأشار المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين إلى وجود جهود عربية حثيثة تبذل فى مجال الصناعات المعرفية إلا أنها مازالت قطرية متواضعة ولهذا بادرت المنظمة بعقد هذه الورشة القومية بالتعاون مع معهد البحوث الصناعية فى لبنان لدراسة الجوانب العلمية والتطبيقية اللازمة لبناء قاعدة متطورة من الصناعات المعرفية تكون قادرة على الإسهام فى تحرير الاقتصاديات العربية من التبعية وتحقيق النماء الصناعى المستقل والتنمية المستدامة.
