أثار إعلان بعض الجامعات عن تقديم مواعيد امتحانات نهاية العام الدراسى موجة من الغضب بين الطلاب، بينما أعلن أساتذة الجامعات الداعون للإضراب اعتراضاًَ على تجاهل الحكومة لمطالبهم أن التقديم جرى حتى تواجه الحكومة الدعوة للإضراب التى قررتها بعض نوادى أعضاء هيئات التدريس. وحتى الآن لم تعلن عدد كبير من الجامعات عن موعد بدء الامتحانات رغم قرب نهاية شهر أبريل ومنها جامعة الإسكندرية، فى حين تنتهى امتحانات كلية الحقوق بجامعة عين شمس 24 مايو، ويتردد أن الحكومة قدمت موعد الامتحانات لأن هناك قراراً لم يعلن حتى الآن ببدء العام الدراسى فى أول سبتمبر. "اليوم السابع" استطلع آراء أطراف القضية فى هذا التقرير الطلاب غاضبون "إحنا ضحية صراعات خفية" و"كده إحنا شلنا السنة" عبارتان أجمع عليهما معظم طلاب الجامعات المصرية بعدما علموا أن امتحانات آخر العام تم تقديمها بشكل مفاجئ لتصبح فى بداية ومنتصف شهر مايوبدلاً من موعدها الثابت فى كل عام الذى دائماً ما يكون فى نهاية شهر مايوأو بداية يونيو. أزمة الطلاب تكمن فى أن الأساتذة لم ينتهوا بعد من إكمال المقررات الدراسية والتى سيكون الطلاب ملزمين بها فى امتحانات نهاية العام بالإضافة إلى أن الوقت ضيق ولا يسمح باستذكار المواد بأكملها، مما يهدد مستقبلهم.. وائل عبد المحسن (طالب بحقوق عين شمس) تعجب من أن موعد انتهاء الامتحانات هذا العام يأتى قبل موعد بدأ الامتحانات فى العام الماضى، وبالتالى فنحن مطالبون بأن نضغط على أنفسنا، ونستذكر فى أسبوعين ما كنا مطالبين بأن تستذكره فى شهر فى الماضى. طالب آخر من تجارة القاهرة رفض ذكر اسمه أكد أن الطلاب ذهبوا ضحية الصراع الخفى بين الحكومة وأساتذة الإضرابات وأن إدارات الجامعات ضحت بهم فى سبيل تحقيق نصر معنوى على أساتذة الإضرابات. أما أحمد حنفى( ألسن عين شمس) فقال بضيق شديد: لا أعتقد أن إضرابات الأساتذة هى التى عطلتنا عن الدراسة بل ما عطلنا هو المهرجانات والحفلات الغنائية التى كانت تقام طوال العام عمال على بطال. إضرابات الأساتذة لم تتعدد يوماًواحداً طوال العام هو يوم 23 مارس فهل كان هذا اليوم سبباً فى تعطيل العملية الدراسية ؟ الأساتذة اتهموا الحكومة الدكتور يحيى القزاز أحد أعضاء لجنة تنسيق إضراب الأساتذة يرى أن السبب وراء تقديم الامتحانات هو أن الحكومة خائفة من إضرابات الأساتذة وتريد الخروج من العام الدراسى بأقل الخسائر من خلال تقديم الامتحانات، وتريد أن تحرج أساتذة الإضراب أمام الطلاب ليظهر الأساتذة وكأنهم السبب فى تعطل الدراسة والإضرار بمستقبل الطلاب.. ويتساءل القزاز: هل إضراب 4 ساعات فى العام كله يمكن أن يضر بمصالح الطلاب الذين لا يواظبون أساساً على الحضور طوال العام؟. إن ما نقوم به من إضرابات هو فى صالح العملية التعليمية لأن زيادة رواتبنا تنعكس بالإيجاب على العملية الدراسية. الدكتور سالم سلام أحد الأساتذة الداعين للإضراب اتفق مع الرأى القائل إن تقديم الامتحانات سببه أن الحكومة تخشى غضب الأساتذة من ميزانية الدولة الجديدة التى سيناقشها مجلس الشعب فى 30 أبريل، والتى يتوقع ألا تشمل زيادة فى مرتبات الأساتذة وبالتالى فإن الحكومة تريد أن تضيق الوقت على الأساتذة بتقديم الامتحانات وهى لا تعلم أن الأساتذة يمكن أن يقوموا بإجراءات تصعيدية بعيدة عن الطلاب، مثل مسيرة ضخمة تبدأ من أمام وزارة التعليم العالى حتى مجلس الشعب.. وأضاف سلام أن الإدارات الجامعية التى يعينها الأمن لا تهتم بالطالب وهى تثبت لنا أن كل ما يقال عن تطوير التعليم فى مصر هو من قبيل الأوهام . ويتوقع د. طارق الدسوقى أحد الأساتذة المضربين أن يصمم الأساتذة على الإضراب حتى بعد انتهاء العام الدراسى مادام ذلك بعيداً عن الطالب. اتهام بالكسل أما الدكتور مصطفى كمال رئيس جامعة سوهاج – فقد أكد أنه حسب اللوائح الدراسية فإن الفصل الدراسى يتكون من 13 أسبوعاً تشمل الدراسة والامتحانات، ولكنها كانت تصل فى الأعوام السابقة إلى 16 أسبوعاً وبالتالى فإن هذه السنة ستكون الأولى التى تطبق فيها اللائحة بحذافيرها، وبالتالى فمن حق الجامعة أن تقدم موعد الامتحانات أما الطلاب فهم كسالى ومهملون لا يستذكرون دروسهم إلا فى نهاية العام. وينفى الدكتور جلال مصطفى رئيس جامعة الفيوم أن تكون هذه الحالة عامة على كل الجامعات بل هى فى رأيه محصورة فى عدد قليل من الكليات.