سؤال تبادر إلى ذهنى، وعندما بدأت فى البحث عن إجابته كان طبيعياً أن أبدأ من الطريقة التى تعلمنا بها لنفهم من خلالها الحياة، فلم أجد فى كل مراحل تعلمنا عبارة تتكرر مثل عبارة "الدروس الخصوصية". إنها عبارة تستدعى فى الذهن قضايا كثيرة، أحاول تناول تأثيرها على الشخصية وأسلوب التفكير، وأتذكر تلك الأيام الطويلة التى كنت أمسك فيها بأوراق المراجعة قبل الامتحان بأيام قليلة، كمن يمسك بطوق النجاة، كنت أسأل الله حينها أن أتذكر تلك المعلومات وقت الحاجة إليها فى الامتحان، والسؤال "هل يتعلم الإنسان للامتحان الدراسى فقط، أم يتعلم لامتحان أكبر وهو الحياة؟". إن المتأمل فى أوراق الشرح للمواد التعليمية، يجدها تهدف إلى الاختصار بذكر المعلومة الأساسية، مع حذف العبارات التى تدعوا إلى التأمل فى كيفية الوصول لتلك المعلومة والدراسات التى أدت إليها، وربما لا يقرأها الطالب وحده، لكن يوجد معلم يبسطها له فى درس خاص، والسؤال "هل تلك المنظومة تخرج إنساناً ينجح فى الوصول للمعلومات فى الحياة بعد مرحلة التعليم؟" وسؤال آخر "هل بامتحانات الحياة معلم يبسط الإجابة للمتعلم فى مشكلات الحياة المعقدة؟". إن حذف العبارات والمعلومات التى تدعو للتأمل والتفكر من المواد التعليمية فى تلك المنظومة يؤدى إلى حذف دور المتعلم الرئيسى فى البحث واكتشاف المعلومة بنفسه، وينمى روح الاتكالية والكسل لديه، بحيث يريد المعلومة الجاهزة بدون عناء البحث عنها فيخرج للحياة، يريد وظيفة ذات راتب كبير، دون عناء التدريب على أدواتها، وبيت جميل دون عناء بناؤه، ويريد دائماً شخصيات فى حياته يقومون بدور معلم الدرس الخصوصى بتبسيط كل شىء له ليحصل عليه بدون عناء، ليكتفى هو بدور المستفيد فقط، إنه بهذا يقوم بدور الكومبارس، بينما يترك للآخرين دور البطولة والتأثير فى أحداث حياته. والحل هو العودة إلى إيجاد لذة التعلم والبحث عن المعلومة، لذة القراءة، قراءة الكتب فى شتى المجالات، قراءة كتاب الحياة بكل ما فيه من مفردات وشفرات لا يفكها إلا من يصبر على الملاحظة والمتابعة والفهم وربط النتائج ببعضها والتجريب ليخرج بدرس جديد يكتشفه بنفسه ويضع به الحلول الجديدة لحياته ويكون المثل للآخرين.