يؤكد المهتمون بصناعة السينما المصرية أنهم لا يتمتعون بسقف الحرية لتقديم عمل فنى يرصد الأخطاء أو الانتصارات بدون تحريف، وإذا حدث يظل العائق الاقتصادى حائلا لتنفيذها. على خلفية عرض الفيلم الأمريكى "GREEN ZONE" مؤخرا فى دور العرض السينمائية المصرية والأمريكية، بطولة مات ديمون وإيمى ريان وإخراج بول جرين جراس، والذى تدور أحداثه عن بداية الغزو الأمريكى على العراق، وفرق البحث عن أسلحة الدمار الشامل، ويكتشف بطل الفيلم مات ديمون الذى يجسد دور قائد إحدى هذه الفرق أن أسلحة الدمار الشامل وهمٌ وكذبة كبرى روّجتها الإدارة الأمريكية لغزو العراق. فى هذا الفيلم تحاكم السينما الأمريكية السياسة الأمريكية فى العراق، ولم يواجه صناع هذا الفيلم أية مشاكل من الحكومة ولا الجهات الإنتاجية، إضافة إلى إنتاجهم عشرات الأفلام عن حرب فيتنام التى خسروها بكل مصداقية، فلماذا لا يستطيع المصريون والعرب الاستفادة من انتصاراتهم وهزائمهم، وامتلاك الشجاعة على تقديم الحقائق دون تحريف. اليوم السابع توجه بسؤاله إلى بعض من النقاد والمسئولين عن صناعة السينما.. فجاءت إجاباتهم كالتالى: المخرج خالد يوسف، أكد أن المجتمع الأمريكى ديمقراطى ومفتوح وليس عاجزا، وبالتالى فهو قادر على عمل مراجعات بشكل حيوى بعيدا عن تبادل الاتهامات، وهو ما يميزه عن مجتمعنا المصرى العاجز عن الاعتراف بأخطائه. واتفق معه المخرج داوود عبد السيد فى ذلك، مضيفا أننا كمجتمع مصرى بخلاف عدم امتلاكه معلومات موثقة عن مكاسب وخسائر حرب أكتوبر أو نكسة 67، أننا أيضا لا نتمتع بقدر الحرية التى تمكن المهتمين بصناعة السينما تقديم عمل عن أى من حروبنا، أما الأمريكان فيتمتعون بالشفافية، ويعلموا تاريخهم كاملا بأخطائه وانتصاراته لتلاميذهم فى المدارس، أما المجتمع المصرى فيحكمه نظام يلوى ذراع أى أحد يقف أمامه، ومجتمعنا لا يعلم حتى هذه اللحظة معنى الحرية الحقيقية ولا حقوقه الفعلية، وتعود تدريجيا على حاله.. ويبقى القانون هو الفيصل. الناقدة ماجدة موريس أوضحت أيضا أن قاعدة السينما الأمريكية الإبداعية تجمع بين كل ألوان الإبداع السياسى والاجتماعى، وبالتالى استطاعوا تقديم أفلام مختلفة مجدوا فيها دور العسكرى الأمريكى فى "خزانة الألم" مثلا، واعترفوا بأخطائهم فى "جرين زون" بدون أن تقف السياسة فى أمريكا عائقا أمامهم، إضافة إلى أنهم أيضا يتمتعون بسقف إنتاج كبير يطمح صناع السينما المصرية والعربية يوما فى الوصول إليه، إضافة إلى حلم الحصول على دعم وتسهيلات كثيرة وجوائز أيضا مثل هوليوود. وأكد المنتج دكتور محمد العدل أن إنتاج عمل سينمائى عن حرب أكتوبر على سبيل المثال بكل تفاصيله يحتاج إلى ميزانية كبيرة لا تقوى عليها شركة إنتاج واحدة، إضافة إلى الدعم المادى والمعنوى من الدولة أيضا، فإذا استطعنا تذليل العقبات الرقابية والسياسية فى إنتاج عمل يتحدث عن هزائمنا أو انتصاراتنا، فسيظل العائق الاقتصادى عائقا فى إنجازه.