ستبعد مسئول أوروبي رفيع أن يتوصل الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة إلى اتفاقية التجارة الحرة التي يجري التفاوض بشأنها بين الجانبين بنهاية العام الحالي في ظل استمرار الخلافات بينهما. وقال وزير خارجية لاتفيا إيدجارز رينكفيتشز الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي "لا يمكن اتمام المفاوضات، فهي ستستغرق وقتا أطول". وأضاف بعد اجتماع لوزراء تجارة الاتحاد الأوروبي في عاصمة بلاده ريجا أن "الإرادة موجودة، لكن التفاهم أيضا يمكن أن يحتاج وقتا أطول، هذه ليست اتفاقية لمجرد الاتفاق.. هذه اتفاقية يجب أن تكون اتفاقية جيدة". يذكر أن المفاوضات بشأن الاتفاقية المعروفة باسم اتفاقية الشراكة التجارية والاستثمارية عبر المحيط الأطلسي بدأت في يوليو 2013 لكن تقدمها جاء أبطأ من المتوقع. ومن شأن اتفاقية التجارة الحرة في حال التوصل إليها قيام أكبر منطقة تجارة حرة في العالم، وتعزز الأمل في إنعاش اقتصاد الاتحاد المتعثر لكنها تواجه شكوكا وتثير مخاوف الكثيرين من مواطني دول الاتحاد. ولكن الاتفاقية المنتظرة تواجه شكوكا من البعض حيث يرون أنها ستفيد الشركات فقط في حين ستقلل معايير حماية المستهلكين. ويقول مؤيدو اتفاقية التجارة الحرة المقترحة بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة المعروفة باسم "الشراكة التجارية والاستثمارية عبر المحيط الأطلسي"، إنها ستؤدي إلى قيام أكبر منطقة تجارة حرة في العالم، وتساعد في النمو الاقتصادي، وخلق الوظائف الجديدة على جانبي المحيط الأطلسي. في المقابل يرى معارضون أن الاتفاقية يمكن أن تهدد المعايير الصارمة لحماية البيئة والمستهلك في كل من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، نظرا لوجود بنود تسمح للمستثمرين والشركات باللجوء إلى القضاء للاعتراض على التشريعات والقواعد المحلية المنظمة لحماية البيئة والمستهلك. كان قادة الاتحاد الأوروبي قد دعوا إلى اتمام المفاوضات مع الولاياتالمتحدة بنهاية العام الحالي، في ظل المخاوف من تعثر المفاوضات خلال 2016 حيث سيكون عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية. من ناحيتها قالت سيسيليا مالستروم مفوضة التجارة الأوروبية في ريجا "نستهدف الوصول إلى اتفاق في ظل إدارة أوباما.. لكن المهم أن يكون الاتفاق جيدا وليس اتفاقا سريعا، وإذا جمعنا بين الاثنين سيكون الأمر جيدا". وأضافت أن هناك الكثير من الصعوبات مازالت قائمة، في حين قال رينكفيتشز "مازال هناك بعض الموضوعات محل خلاف"، وأضاف أن العملية ليست سهلة على الإطلاق. يذكر أنه عند بدء مفاوضات التجارة الحرة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، قال المسئولون إن أحد الأهداف هو إيجاد طرق متفق عليها لكي تكون القواعد التنظيمية في كل من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي أكثر توافقا مع الحفاظ على حماية الناس.