أكد خبراء وبرلمانيون أن الطوارئ أثرت سلبا فى جميع وسائل الحياة فى مصر، سياسيا، واقتصاديا واجتماعيا، معتبرين أن الفساد هو الابن الشرعى للطوارئ، واتهموا النظام بالفشل فى مواجهة خصومه السياسيين واستخدام عصا الأمن للسيطرة على مقدرات مصر، وفشل فى كسب تعاطف الجماهير. واتفق المشاركون فى الصالون السياسى للكتلة البرلمانية للإخوان مساء أمس بعنوان "مصر.. 30 سنة طوارئ"، على أن الطوارئ لم تُحقق أمن مصر، وأن معظم الاعتقالات والأحداث الإرهابية تمت فى ظل الطوارئ، ولم تنجح مصر فى تحجيم شوكة الإرهاب، مما أثر فى كل المجالات وقتل التنمية، وفقدان مصر مكانتها بين دول المنطقة. وأوضح د.محمد نور فرحات، أستاذ القانون بجامعة الزقازيق، أن قضية الحريات وحقوق الإنسان لا تنحصر فى إعلان الطوارئ فقط، بقدر ما تقره من سلطات واسعة تجاوزت الانتهاك المباشر لحقوق الإنسان والحريات الشخصية، مضيفا أن القانون تحول من قواعد تعكس توجهًا عاما إلى مجموعة أوامر وقرارات تصدرها السلطة لتحقيق أهداف لضمان البقاء فقط، منتقدا إصرار وزارة الداخلية على تحدى أحكام القضاء بعدم الإفراج عن المعتقلين، مشيرا إلى أن الطوارئ لم تُحقق أمن مصر وأغلب الاغتيالات والأحداث الإرهابية تمت فى ظل الطوارئ. فيما وصف د.محمد سعد الكتاتنى المتحدث الإعلامى للإخوان الطوارئ بالمصيبة الكبيرة، التى تهدر حقوق الإنسان، ويقصى النظام من خلالها معارضيه، ويمنع الاجتماعات، ويتنصَّت عليها، فضلاً عن انتشار التعذيب فى مقار أمن الدولة وأقسام الشرطة، متهما الحكومة بالكذب فيما يتعلق بوعودها لإنهاء حالة الطوارئ، مضيفا أن تجارة المخدرات ازدهرت فى ظل الطوارئ. وذكر الكتاتنى أن عدد الإخوان المعتقلين يزيد سنويا عن ألف و500 ما بين محبوس احتياطيا ومعتقل، خلافا لمئات الأحكام بإفراج ولعدة مرات ولا يتم تنفيذ الحكم، مضيفا أنه فى عام 2009 ارتفع عدد معتقلى الإخوان إلى 1923 محبوسًا احتياطيا و3102 معتقل و314 حكم إفراج لم تنفذ، ليصل الإجمالى إلى 5022 فى 2009، خلافا لمصادرة وغلق عشرات المكتبات الإسلامية، وإصدار عشرات قرارات المنع من السفر لكثير من الشخصيات، وإغلاق 21 شركة من شركات الإخوان، وتجميد 15 مليون جنيه. ومن جانبه أكد د.عمار على حسن نائب مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات، أن الطوارئ أداة لتعطيل وظيفة القانون الذى يهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية، فضلاً عن أن السلطة تعدَّت ذلك، وانتهكت الدستور،كما أن مجتمع الطوارئ يخلق الكره المتبادل بين الشعب والسلطة، ويغيب فيه مفهوم الأمن والأمان مع عسكرة المجتمع. وذكر أن من الآثار السلبية انتشار ثقافة الخوف والعزوف عن المشاركة السياسية، وانتشار وتفشى السلبية واللا مبالاة، وإضعاف القضاة، وانتشار ثقافة البلطجة.
