استيقظ عادل من النوم وبدأ ينظر من حوله فلاحظ وجود هدوء غريب غير معتاد عليه فقام بغسل وجهه وارتدى ملابسه وحذاءه وفتح باب غرفته فوجد أباه وأمه وأخوته ينظرون له نظرة غامضة أين الضحكات والهزار؟ لماذا هذا الصمت؟ وقد خيم على المنزل. فنظر إلى أبيه قائلا صباح الخير، فلم يرد الأب، فأعاد عليه السؤال مرة أخرى صباح الخير فلم يرد الأب أيضا، فنظر إلى أمه سائلا إياها ماذا حل بأبى؟ فلم ترد أيضا، وهكذا أخوته لم يردوا عليه، فتعجب، ولكنه قال أنا تأخرت على العمل، سلام عليكم فلم يردوا عليه. وخرج من الباب وعلامات الدهشة تحيره ماذا حدث وهنا ركب سيارته وذهب إلى محطة البنزين وطلب ملىء السيارة ولاحظ أيضا أن هناك هدوءا تاما على غير المعتاد فقال لعامل البنزينة، صباح الخير، فلم يرد عليه العامل فتعجب وخرج من سيارته معاتبا العامل، إنى أقول لك صباح الخير، لماذا لا تقل لى صباح النور؟ فلم يرد العامل أيضا فقام عادل غاضبا بالإمساك به بقوة فلم يدافع عامل البنزينة عن نفسه، فقال عادل سائلا نفسه، فى أيه؟ فلم يرد أحد عليه، فنظر إلى عداد البنزينة وأعطى العامل فلوس البنزين. وذهب عادل إلى العمل وهو ينظر يمينا ويسارا من سيارته فلم يجد أى صوت إزعاج ولم يجد أصوات سرينة السيارات، فقام هو بضرب سرينة السيارة بقوة أكثر من مرة فلم يلتفت أحد له، فقال لنفسه هو أنا عايش أم ميت؟ وبدأ يشك فى نفسه وهو ينظر إلى كل شىء والهدوء قد عم الشوارع والمنازل، فوصل إلى موقف السيارات الخاص بعمله فوجد السايس وقد أفسح له مكانا لسيارته، فقال عادل له شكرا فلم يرد السايس فاستشاط عادل غضبا مما يحدث حوله. وصعد إلى عمله فقابله مديره فى العمل فقال عادل له أعتذر عن التأخير فاليوم حدث شىء غريب جدا معى فعندما أكلم أحد لا يتكلمون معى، حالة غريبة جدا يا فندم من الصمت كأن الناس أصابهم الخرس، فنظر إليه المدير ولم يتكلم معه أيضا، فحدث لعادل حالة من الذهول ومن الضيق ولا يعرف ماذا يفعل. فأخرج هاتفه المحمول وقام بالاتصال بخطيبته فقامت خطيبته بالضغط على الزر الأخضر لتلقى المكالمة، وانتظر عادل قليلا لكى تقول خطيبته ألو ولكنها أيضا لم ترد فقال عادل ألو ألو ألو ردى أرجوكى أنا محتاجك جدا ردى، فقام بانفعال فرمى الموبايل فتكسر ثم قام بتكسير المكتب وأصابته حالة هياج كبيرة. وهنا استيقظ عادل من النوم فسارع إلى خارج غرفته فوجد والده يقول أخيرا صحيت وقالت له أمه الحق أفطر بسرعة، ووجد أخاه الصغير مشتبكا مع أخته، وهكذا عاد عادل إلى الحياة، فقال لوالده عما حدث، فقال له والده، عندما عم الصمت كنت أنت من يثير الفوضى.