علقت صحيفة "الجارديان" البريطانية على الهجوم الإرهابى على متحف باردو فى تونس، أمس الأربعاء، وقالت إن ثورة الياسمين ربما تكون قصة النجاح الوحيدة للربيع العربى، إلا أن شبكات التجنيد الجهادى تظل تهدم تنمية تونس. الفوضى فى ليبيا جزء من المشكلة.. وأشارت الصحيفة إلى أن الفوضى المتزايدة فى ليبيا المجاورة هى جزء من المشكلة مع تمكن المتشددين المسلحين من عبور الحدود التى يسهل اختراقها، أو تهريب الأسلحة للمتشددين أصحاب العقليات المشابهة مثل جماعة أنصار الشريعة التى لها أفرع فى تونس وفى أماكن أخرى فى منطقة المغرب العربى. وكان تنظيم القاعدة موجودًا منذ أكثر من 10 سنوات واستخدم أسماء مختلفة، وكان أسوأ حادث نفذه الهجوم على المعبد اليهودى فى جزيرة جربة عام 2002، وفى الأشهر الأخيرة حل محله تنظيمات سلفية تعهدت بدعم تنظيم "داعش". وفى وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت السلطات التونسية تفكيك خلية قيل إنها تجند الجهاديين للقتال فى ليبيا، وقُتِلَ أحد أبرز أعضاء أنصار الشريعة فى قتال قرب مدينة سرت الليبية. التونسيون توافدوا لسوريا أكثر من أى بلد عربى آخر.. وتم حظر جماعة أنصار الشريعة فى تونس عام 2013 بعد مقتل السياسيين العلمانيين شكرى بلعيد، ومحمد براهمى، والهجوم على السفارة الأمريكية الذى أدى إلى مقتل أربعة أشخاص فى تونس العاصمة. إلا أن التونسيين توافدوا أيضا إلى الخطوط الأمامية للقتال فى سوريا، وقدموا حوالى 3 آلاف مقاتل، أكثر من أى بلد عربى آخر، فى الحرب ضد الرئيس السورى بشار الأسد، وانتهى الأمر بكثير منهم للانضمام إلى صفوف داعش، بينما لحق آخرون بتنظيم جبهة النصرة، وقتل حوالى ألفان، بينما عاد 500 آخرون إلى وطنهم. وتم منع آلاف آخرين من السفر، بحسب وزارة الداخلية التونسية، وكانت هناك جهود لإغلاق شبكات التجنيد. وقد أظهرت الدراسات أن الجهاديين التونسيين ليسوا بالضرورة فقراء أو من مناطق محرومة؛ بل هم فى الأغلب خريجو جامعات من القطاع الساحلى الأكثر ثراء، والذين تخلوا عن نمط الحياة الليبرالية والعلمانية إلى التدين قبل أن يذهبوا إلى سوريا، وكان عدد قليل منهم من أنصار حزب النهضة. الحادث يأتى عشية بدء الموسم السياحى.. وتعليقا على الحادث الأخير، قال محلل شئون شمال أفريقيا فرانسيس جيليس، إن المهاجمين ضربوا فى اللحظة المناسبة وفى المكان المناسب تماما. فقد جاءت الضربة عشية موسم سياحى. وكانت السياحة قد بدأت تنتعش مرة أخرى العام الماضىى وسارت الانتخابات بشكل جيد، وبهذا الهجوم فهم يضربون السياحة والديمقراطية فى نفس الوقت. فهناك الكثيرون الذين يريدون إحباط التجربة التونسية وتأخذ السلطات هذا التهديد على محمل الجد. موضوعات متعلقة.. "إخوان تونس" فى ورطة بعد الهجوم على متحف باردو.. وسهام الاتهامات تتجه لحركة النهضة.. "الغنوشى" يدعو لمؤتمر لمواجهة الإرهاب.. وإسلاميون: محاولات التنظيم للاندماج فى الحياة السياسية ستبوء بالفشل