عرضت HG مسرحية التونسية (ذاكرة امرأة)، أمس الثلاثاء، التى تنتمى لمسرح المنودراما بقاعة دار الثقافة (ابن رشيق) والتى تناولت آلام امرأة تعانى بسبب الرجل الذى مازال يراها ملاذا لشهوته من جهة، ومن جهة أخرى يحملها مسئولية الحفاظ على شرف العائلة، هذه المرأة تنتفض من خلال العودة إلى ذكرياتها، وتواجه الجميع بصرخة عالية، لتؤكّد أنّها إنسان لها أفكار وتطلّعات فى الحياة. رصدت المسرحية أيضاً التى كتبها الجزائرى محمد بويش، الضغط النفسى الكبير الذى يساور المرأة العربية بسبب سلطة الرجل. وصوّر المخرج الرجل فى أصوات تمثّل الأب الذى يقيّدها بمجموعة من الأعراف، التى تتقاطع مع طموحها كإنسان، ولكن الوالدين يريانها مرادفا للعفة وشرف الأسرة. المسرحية بطولة الممثلة أميرة بالنصر التى أبدعت فى أدائها، وجعلت الجمهور يتأثرون لمعاناة كل أنثى فى الوطن العربي، حيث رسمها المخرج على الخشبة، تتوسّط صراعا عنيفا. وعبر نص قوى وجريء تضع هذه المرأة كل رجل فى مكانه، بداية من الرجل الذى تحبه، لكنه يبادلها بأنانيته، ويمارس عليها فعل الرجولة الزائف فى تعنيفها وتصويرها؛ كجسد يصلح لإرضاء الرغبة وكبح الشهوة. من ناحية أخرى يظهر الصراع الأسرى محتدما بسبب الوالد، والذى تشارك فيه الأم كذلك، بصورة طاغية على مشاعرها المرهفة، لكنها لا تقوى على الرد، لتبقى خاضعة للأوامر، بيد أنّ فى وجدانها أملا كبيرا فى كسر كلّ هذه المعوقات، وأن تحيا إنسانا حرا بفكره. اعتمد المخرج على شخصيتين أخريين على الخشبة يلبسان الأسود، يمثّلان أطراف الصراع الذى تعانيه المرأة، وكذا العنف النفسى الذى يمارَس عليها. واستغلت المسرحية ديكورا بسيطا يضمّ سريرا فى وسط الخشبة، وبعض المرايا فى الزوايا، لكن الممثلة اشتغلت مع امرأة واحدة مكسّرة تحدّث نفسها عبرها، واستعان المخرج بإضاءة خافتة؛ إذ إنّ معظم أطوار المسرحية جرت تحتها. وغلب الضوء الأحمر لتبليغ رسالة القهر والاضطهاد والخوف الذى تعانيه المرأة العربية. وخُتم العرض بصور فيديو لراهن النساء فى العالم العربى. قدّمت المسرحية الرجل على أنّه شخص سيئ بالمطلق؛ وكأنّه عدو المرأة، غير أنّ الواقع غير ذلك، فهناك مساع يقودها رجال تدعو لاحترام المرأة وأفكارها. وقال المخرج لزهر البوعزيزى لليوم السابع إنّ المسرحية تطرح قضية المرأة التى تعانى من استبداد الرجل وجبروته، والرجل الشرقى بصفة عامة، فالمرأة تعانى معاناة كبرى منذ الأزل إلى اليوم رغم التطوّر والتحضّر؛ إذ إن الرجل الشرقى مازال يمارس استبداده، فالمسرحية إدانة للرجل..إدانة لى كذلك". وأضاف: "إنّ العمل يعكس الأوضاع التى تعيشها تونس وباقى الأوطان العربية، وحتى فى الدول الأوروبية المرأة ليست متحرّرة، تقتل وتُسبى جارية؛ والدليل ما نعيشه؛ فهى تُقتاد بالسلاسل، واليوم قدمتها حرة، تدافع عن قضيتها بنفسها، وإن شاء الله تحرر نفسها بنفسها".