◄◄ ناشط نوبى يطالب الاتحاد الأوروبى بتبنى قضية النوبة ويتهم إعلام الحكومة بإشعال الحرب عليهم لم تلطف الأمطار الغزيرة المنهمرة من سماء مدينة بون الألمانية، أجواء مؤتمر أقباط المهجر، الذى عقد خلال الأيام الماضية، حيث استغل المشاركون وجودهم فى المؤتمر ليضعوا قائمة طويلة من شكاواهم، ومطالبهم، كما أنهم استثمروا المؤتمر كمنبر لإطلاق الهجوم على أطراف عديدة وضعوها فى سلة واحدة، بدءاً من المتأسلمين وجماعات الإسلام السياسى، ومرورا بالإخوان وموريس صادق، والكنيسة، وانتهاء بالنظام. الهجوم الأكبر أطلقه الناشط القبطى بهاء رمزى، رئيس الهيئة القبطية الهولندية، الذى قال إن الاعتداءات التى تحدث ضد الأقباط فى مصر وصل عددها إلى أكثر من 1500 حادث اعتداء واغتصاب وقتل. وأضاف أن مصر لا يوجد بها حرية عقائدية سوى حرية العقيدة الإسلامية فقط، مشيراً إلى أن قانون الأحوال المدنية، يحتوى على الكثير من المواد العقيمة التى ينبغى تغييرها. وزاد رمزى على ذلك بأنه اتهم الدولة ب«الخوف» من الإخوان المسلمين، والعجز عن أن تقدم استقالتها، ووصف ذلك بقوله: «من السهل أن يتم نقل جبل المقطم من موقعه، ولكن من الصعب أن تستقيل الحكومة». ووصف المناهج التعليمية بأنها «متطرفة، ووصفها بأنها ستخرج بعد 20 عاما طلابا إرهابيين بأحزمة ناسفة»، على حد قوله. وقال الدكتور إبراهيم حبيب:، إن الإخوان المسلمين وجماعات الإسلام السياسى «أصابت مصر بردة حضارية»، بل وصف جماعة الإخوان بأنهم «خونة التنوير». وأضاف حبيب خلال المؤتمر أن الإسلام السياسى جاء ليدمر كل مبادئ الحرية بل ويعتمد على القهر والعنف، وعلى الرؤية الأحادية، فضلاً عن قهر المرأة وإذلال الأقباط، فالإخوان لديهم أجندة للأسلمة الجبرية، وتدمير المسيحية فى مصر، كما أوضح أن الكنيسة لها دور تقليدى دينى فقط، وعليها أن تشجع الأقباط على المشاركة السياسية، فالأقباط ليس لديهم تمثيل سياسى. أما الانقلاب الأبرز الذى شهده المؤتمر، فكان على موريس صادق المحامى القبطى المقيم بأمريكا بسبب تصريحاته وأفكاره التى يدلى بها من وقت لآخر، التى وصفها المشاركون بالمؤتمر أنها «تحيد بالقضية القبطية عن مسارها الطبيعى إلى مسار التشنج والتطرف، مثل قيامه بإرسال خطاب إلى شارون رئيس وزراء إسرائيل السابق يطالبه بالتدخل فى شئون مصر، وما شابه ذلك الكثير من البيانات». وكانت قضية النوبة حاضرة بقوة فى المؤتمر من خلال حضور حمدى سليمان رئيس الاتحاد النوبى بأوروبا الذى طالب أوروبا بضرورة تبنى القضية النوبية، باعتبارها قضية لا تخص النوبيين وحدهم، ولكنها تخص الإنسانية جمعاء، مضيفاً أن الحكومة وعدتهم بأولوية التملك فى أراضيهم، ولكن لم يرتق وعدها لقرار، كما أن محافظ أسوان رفض تنفيذ الوعد الرئاسى، وصرح بأن على جثته عودة النوبيين إلى النيل، كما أن الإعلام المصرى الحكومى يساهم فى الحرب على النشطاء النوبيين. وأوضح أن مطالب النوبيين تتلخص فى العودة إلى موطنهم الأصلى، وعلى النيل مباشرة لإحياء التراث النوبى، وإعادة النظر فى التعويضات الهزيلة فيما لا يخص الأرض لأنها لا تعوض، ولكن فيما يخص النخيل والسواقى وغير ذلك، وكذلك التعويض للأضرار النفسية، بجانب الاعتراف والإقرار بإثنية النوبيين، وبأنهم من الشعوب الأصلية، والاهتمام ورعاية اللغة النوبية منعا للاندثار، وتدريس التاريخ النوبى فى المدارس والجامعات، وإعادة الاعتبار لاسم النوبة وذلك بإطلاق اسم البحيرة عليها، وعمل كوتة خاصة للنوبيين حسب التعداد السكانى لهم، لانتشارهم فى أرجاء ومدن مصر.