شريف أيمن، طالب بالفرقة الثالثة كلية التجارة جامعة عين شمس، كان الأكثر جرأة بين زملائه، تقدم ببلاغ للنائب العام ضد الدكتور أحمد زكى بدر رئيس الجامعة، تساءل فيه عن إهدار 150 ألف جنيه فى الحفلات الغنائية التى أقامتها الجامعة مؤخراً، وارتفاع مصاريف الكليات بنسبة 100%. "اليوم السابع" حاورت شريف الذى حرص أثناء الحوار معه أن يبلغنى بأنه إخوانى الاتجاه: ما الذى استندت إليه فى البلاغ كدليل ضد رئيس الجامعة؟ فى بداية العام الدراسى زادت المصاريف الدراسية بنسبة وصلت %100 وحاولنا أن نتعامل بحذر مع الأمر منتظرين أن نرى مردود هذا على مستوى الجامعات أو المدرجات أو تطوير العملية التعليمية بشكل عام، إلا أن هذا لم يحدث، ومع بداية هذا الترم بدأت الجامعة فى تنظيم حفلات غنائية كثيرة، وتأكدنا أن المصاريف التى تحصلها الجامعة من الطلبة توجه فى المسار الخاطئ، حيث تم إهدار 150 ألف جنيه فى الحفلات الغنائية. وما دليلك على هذه المعلومات ؟ من قبل ذكر مصدر فى اتحاد الطلبة أن الجامعة أنفقت 150 ألف جنيه على الحفلات الغنائية؛ كما أننا قمنا بحساب تكاليف الحفل بشكل تقريبى من إعلانات وأجهزة صوت وفرقة وخلافه، وتأكد لنا أن هذا هو المبلغ الصحيح، ولهذا نطالب النائب العام بأن يحقق فى هذا الرقم وأن يستدعى المسئولين عن تلك الحفلات لمساءلتهم. ألم تخشى من تقديم بلاغ ضد أحمد زكى بدر؟ البلاغ ليس موجها ضد شخص الدكتور أحمد زكى بدر، ولكن إلى الإدارة التى يمثلها بحكم منصبة كرئيس الجامعة؛ وإذا خشيت أنا وغيرى من التقدم بالبلاغ فمن الذى سيتحرك؟، وأنا بالطبع أخاف لكن خوفى إيجابى يحركنى لأطالب بحقوقى مع الحفاظ على مستقبلى العلمى، والدليل أننى سلكت الطريق الدستورى وبالتالى لم أخسر شيئاً. وهل حاولت الحديث مع إدارة الجامعة قبل تقديم البلاغ؟ تكلمنا مع إدارة الكليات التى تمثل إدارة الجامعة فيما يحدث بالحفلات من التجاوزات الأخلاقية، بالإضافة إلى "التبذير" المالى عليها من أموال الطلاب، لكن دون استجابة فقط بعض العبارات المهدئة والوعود بتنظيم الحفلات بشكل أفضل، وأحياناً الرد بعنف وإعلان عدم التوقف عن إقامة الحفلات. وما ردود الفعل بعد البلاغ ؟ حتى الآن لا يوجد أى رد فعل، لكن هناك صحفية فى جريدة قومية أخبرتنى بأن أحمد زكى بدر كذب خبر تقدمى ببلاغ ضده. ولا حتى ردود أمنية؟ حتى الآن لا توجد ردود أمنية سواء من الإدارة أو من اتحاد الطلبة لأن الموضوع مازال فى بدايته، لكنى لا أستبعد أى رد فعل عنيف ضدى. إذن كيف تتوقع نتيجتك هذا العام ؟ أنا أحاول ألا أقدم سوءاً مع الجامعة، ونتيجتى هذا العام لن تؤثر على استمرارى فى هدفى. هل أنت إخوانى ؟ نعم، بالطبع إخوانى. ألا تتوقع ردود فعل عنيفة تجاهك لأنك إخوانى؟ أياً كانت النتائج فلا فارق، "إللى يحصل يحصل"، و هذا لا يعنى عدم حرصى على مستقبلى، لكن الوضع زاد عن الحد، وبلاغى مجرد محاولة للحصول على حقى كطالب وليس كعضو من الإخوان المسلمين. وهل تقدمت بالبلاغ بمفردك؟ أنا أمثل رابطة "حقى" التى تكونت مع بداية العام الدراسى من حوالى 10 آلاف طالب من مختلف الكليات، اعتراضاً على زيادة المصروفات الدراسية والتى تحمل شعار: "ليه تدفع أكتر لما ممكن تدفع أقل؟ ." ما نسبة طلاب الإخوان فى الرابطة؟ لا تتجاوز 10% . ألا ترى أن هذا هو دور اتحاد الطلاب؟ لا يمكن للاتحاد أن يفعل ذلك لأنه القائم بتنفيذ هذه الحفلات، ولا يكتفى الاتحاد بذلك بل يعمل ضدنا كرابطة، فالاتحاد يعبر عن وجهة نظر الإدارة ويدافع عنها، كما أنه يعبر عن آراء الأمن بشكل غير مباشر. هل هذا يعنى أن طلاب الاتحاد يقومون بدور أمنى فى بعض الأحيان؟ طلاب الاتحاد يقومون دائما بالدور الأمنى؛ وهناك ظاهرة غريبة حاليا وهى أن طلاب الاتحاد يتجولون فى الكليات ومعهم أجهزة لاسلكى تربطهم ببعضهم وبالأمن الجامعى؛ وأتذكر فى إحدى المرات بعد انتهاء صلاة الظهر، وجدت أحد طلاب الاتحاد يبلغ عن انتهائنا من أداء الصلاة وتجمعنا أمام المسجد، وهو ما يعنى أن الطلاب تحولوا إلى مخبرين، لكن استفادتهم المادية من وراء ذلك جعلتهم لا يدركون خطأهم، فالأمن "بيشغلهم عنده وبيسكتهم بفلوس الاتحاد". هل كانت لك مواقف سابقة مع أحمد زكى بدر؟ النقاش الوحيد الذى تم معه كان أثناء أحداث البلطجة التى شهدتها الجامعة؛ لكن دون ذلك فهو لا يتحاور مع أى طالب، وهو يتعامل مع الجامعة على أنها "بيته وليست مؤسسة تعليمية". ما الخطوات التى اتخذتها بعد البلاغ؟ تقدمت بإنذار على يد محضر لرئيس الجامعة لوقف الحفلات الغنائية، والنائب العام قام بتحويل البلاغ لنيابة استئناف القاهرة وبعدها للنيابة المختصة، ولم يتم إبلاغنا حتى الآن، هل تم تحويلها لنيابة الأموال العامة أم نيابة جزئية. وإذا استمرت الحفلات بعد البلاغ والإنذار، فماذا سيكون موقفكم؟ لا أريد أن أسبق الأحداث، ولكننى على ثقة كبيرة بأن النائب العام سوف ينصفنا، وإذا لم يحدث، فسأتفاوض مع المحامى لتحديد الخطوة القادمة.