أكد ماوريتسيو مسارى سفير إيطاليابالقاهرة، أن روما تولى اهتماما كبيرا بنجاح البعثة الاقتصادية ليس فقط لدعم العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا، بل لتدعيم الشراكة الاستراتيجية مع مصر قبيل عقد المؤتمر الاقتصادى الكبير فى الفترة من 13 إلى 15 مارس المقبل، بمدينة شرم الشيخ. وقال مسارى- إنه "تم الإعلان عن البعثة الإيطالية خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لروما فى نوفمبر الماضى، وهى ستشارك فى المنتدى الاقتصادى الذى سيعقد بحضور وزراء الصناعة والتجارة والاستثمار والطاقة والكهرباء والتعاون الدولى من مصر، مشيرا إلى أن الوفد الإيطالى سيزور هيئة قناة السويس للتعرف على المشروعات الكبيرة الجديدة فى المنطقة التى من المؤكد أنها ستزيد من حجم التجارة الدولية. وأشاد بمناخ الاستثمار الذى يشهد تطورات إيجابية ونتائج مشجعة تحت قيادة الرئيس السيسى من حيث الإصلاحات فى مجال دعم الطاقة والضرائب على أرباح رأس المال وزيادة الضرائب لأصحاب الدخول ذوى الدخل المرتفع وتحديد الحد الأقصى للأجور فى القطاع العام، فضلا عن تحفيز الانتعاش الاقتصادى من خلال تنفيذ مشروعات عملاقة مثل مشروع قناة السويس الجديد. وثمن السفير الإيطالى جهود الحكومة المصرية فى تحسين مناخ الاستثمار، من خلال تبنى تدابير تشريعية وتنظيمية لحل المشاكل التى تواجه الشركات الأجنبية مثل القرار بسماح باستخدام فحم الكوك لصناعات الأسمنت، وتبنى القانون للحد من استخدام المحاكم ضد الاستحوذات الشركات الحكومية، ودفع جزء من المتأخرات لشركات النفط والغاز الأجنبية، وهذا يوضح نية الحكومة للإسراع فى إعادة تشغيل الاقتصاد وتوفير فرص عمال للشباب المصرى. وأكد أهمية الاستمرار فى الإصلاحات الاقتصادية والمؤسسية لخلق بيئة مواتية للاستثمار على أسس قواعد واضحة وشفافة ومتوقعة، فضلا عن الاستمرار فى بعث تطمينات للمستثمرين الحالين بحل المشاكل التى تعانى منها المجموعات الصناعية الكبرى، لافتا إلى أن روما تنتظر تنفيذ قانون الاستثمار الجديد الذى يعد هاما لتحقيق هذا الغرض. وذكر مسارى أن إيطاليا تعد الشريك التجارى الأول لمصر فى أوروبا وتحتل المرتبة الثالثة بعد الصين وأمريكا، فى حين أن الاستثمارات الإيطالية تعمل فى أهم القطاعات فى الاقتصاد المصرى مثل النقل والخدمات البنكية والسيارات والبترول والسياحة والاتصالات والبناء، بقيمة تبلغ 6 مليارات دولار. وأفاد بأن هناك 878 شركة برأس مال إيطالى تعمل فى مصر بعوائد تصل 5 . 3 مليار يورو ويعمل بها 30 ألف مصرى، مما يجعل إيطاليا واحدة من أهم المستثمرين الكبار فى السوق المصرى، مشيرا إلى أن المساهمة الإيطالية فى رأس المال المصدر فى مصر بلغت نحو 460. 1 مليار دولار خلال الفترة من عام 1970 إلى عام 2013. وقال السفير الإيطالى "إن مجالات التعاون تتضمن نقل التكنولوجيا خاصة فى مجال تصنيع الأثاث والجلود والصناعات الغذائية والكيماوية، فضلا عن الدعم الإيطالى فى مجال برامج التدريب الصناعى وأكبر مثال على ذلك قطاع النسيج، حيث تستخدم الاستثمارات الإيطالية فى بناء مصانع الغزل تحت الإشراف الإيطالى بجانب الاستفادة من الاستثمارات فى المدارس الفنية لتطوير مهارات الشباب المصرى ومساعدتهم فى دخول سوق العمل. وأضاف أن إجمالى التبادل التجارى بين البلدين بلغ 7 .4 مليار يورو فى عام 2013 أى 80. 5% من إجمالى تجارة مصر مع دول العالم فى حين بلغ إجمالى التبادل التجارى 88 .3 مليار يورو فى 9 أشهر الأولى من عام 2014، مؤكدا أن التبادل التجارى بين القاهرةوروما يعكس ديناميكية الأنشطة التجارية وحيوية التعاون الصناعى، كما أن إيطاليا تعد من أهم الدول الموردة لمصر عام 2014 حيث بلغت قيمة الصادرات الإيطالية 96. 1 مليار يورو فى 9 أشهر الأولى من العام الماضى.