انتقد عدد من الكتّاب الشباب ما ذكرته وكالة الأسوشيتيدبرس، بأنّ جيل الروائيين المصريين الجديد بات يفضل الابتعاد عن معالجة القضايا السياسية وتأثيرها على حياة المواطن المصري، وأنهم عكفوا على اكتشاف الحياة اليومية والشخصية للمواطن المصرى، وكشف النقاب عن مساوئ المجتمع الخفية، ومناقشة الموضوعات المحرمة، مؤكدين أن هذا الكلام بعيد تمام عن الصحة ولا يجوز تعميم الحكم على كل الكتّاب الشباب، لأن مثلما هناك من يكتب عن الواقع الاجتماعى فهناك أيضا من يعبّر عن الحياة السياسية حتى وإن كان ذلك فى إطار الكتابة الساخرة. قالت الروائية سُها زكى إنّ ما ذكرته الوكالة دليل على أن هناك أزمة فكر وحرية يشهدها المجتمع المصرى الآن، وإن الكتّاب الشباب حتى وإن اكتفوا بانتقاد واقعهم الاجتماعى فهم يسخرون أيضا من واقعهم السياسى ولكن بشكل غير مباشر وصريح. وأشارت زكى أن هناك أكثر من سبب جعل الكتاب الشباب يتجنبون الاعمال السياسية واولها ان القارئ فى الفترة الحالية أصبح يقبل على قراءة الموضوعات الاجتماعية ولا يقدر على قراءة المصطلحات السياسية "المعقدة"، والسبب الثانى أن أى كاتب الآن يكتب من اجل الترجمة اى فى الموضوعات التى تجذب انتباه الغرب وتلقى إعجابه . واتفق معها الكاتب محمد عبد النبى قائلا " لا يوجد شىء نكتبه بدون أن يكون له مغزى سياسى حتى وان كتبنا عن مواطن يجلس على القهوة ويحتسى كوبا من الشاى فنحن نريد بذلك ان نوصل معنى معين للقارئ سواء كان اهمال نعانى منه او اضطهاد نتعرض له ". وأضاف "المشكلة التى يعانى منها الكتاب الحاليين هى تقلص المشاريع السياسية وغياب الايدلوجية الواضحة والوعى السياسى على عكس السنوات الماضية ومن ثم أصبح هناك عزوف عن الكتابة السياسية " وقال الكاتب محمد الفخرانى: أتصور ان الوكالة اكتفت بالاطلاع على بعض الأعمال وأطلقت حكمها بشكل عام ولايجوز ان نختصر كتابة جيل بأكمله تحت أى مسمى فلا يمكن أن نصنفهم ونقول مثلا هؤلاء يكتبون عن واقعهم الاجتماعى وهؤلاء يكتبون فى السياسة وهكذا. وأضاف: كل كاتب له شكل ادبى خاص به ويتميز به عن غيره، فنحن جيل له طموح وصاحب أفكار مختلفة ولا يجب أن نضع السياسة معيارا للحكم على قيمة وجودة الكتاب الآن.