أكدت رانيا مكرم باحثه فى الشئون الايرانية، أن السياسة الأمريكية الخاطئة مهدت الطريق لإيران لتحقيق هدفها الرئيسى فى لعب دور اقليمى متفرد، خاصة بعد سقوط نظامى طالبان والنظام العراقى السابق والذى لم يعد هناك بعد سقوطه تهدد عسكرى لإيران، بالإضافة إلى صعود الجماعات الشيعية فى غالبية الدول العربى التى يقطنها شيعة على رأسها لبنان على 3 مراحل وهى انتصار حزب الله على إسرائيل عام 2006 وتحقيقه لمكاسب داخلية ربيع 2008 ومعارضة إيران الإعلامية للهجوم الإسرائيلى على غزة ودعمها لحماس المادى واللوجستى فى هذه الحرب. وأضافت خلال الجلسة الثانية من مؤتمر (مستقبل الدور الإقليمى الإيرانى فى ضوء التحديات الداخلية والخارجية) والذى نظمه المركز الدولى للدراسات المستقبلية والاستراتيجية صباح اليوم، أن دور إيران الإقليمى يخضع لعاملين أساسين، أولهما المتغيرات الإقليمية والتى شملتها بروز مشكلات مذهبية وتصادعد التدخلات فى سياستها الداخلية، والتى جاءت متزامنة مع تفاقم أزمات داخلية مع العديد من دول الجوار كالعراق ولبنان وفلسطين، بالإضافة إلى تفكك التحالف العربى الرئيسى خلال التسعينات (المصرى – السورى - السعودى) بخروج سوريا، كذلك فشل الولاياتالمتحدة فى تحقيق مشروع الشرق الأوسط المستقر، والثانى المقومات الإيرانية كقوتها الديموغرافية والعسكرية والاقتصادية والتكنولوجية، بالإضافة إلى اللعب على المشاعر الإسلامية بورقة نظام الثورة الإسلامية. وأشارت إلى أن إيران تسعى لبناء تحالفات مع دول وحركات تختلف معها فى النظام السياسى كسوريا وحماس، كذلك نشر المذهب الشيعى الأثنى عشرى فى عدد من البلدان العربية عن طريق مؤسساتها الخيرية، مشيرة إلى أن إيران دعمت الجماعات الشيعية فى العراق كورقة ضغط ضد أمريكا، وقدمت مساعدات إلى حركة حماس حوالى 100 مليون دولار. واستبعد د.مدحت أحمد حماد أستاذ مساعد للدراسات الإيرانية بجامعة طنطا سقوط نظام الجمهورية الإسلامية فى إيران بسبب المعارضة التى برزت مؤخراً بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بل على العكس توجد عدة مؤشرات على استقرار هذه النظام كعدم اضطراب علاقاتها الخارجية سواء مع الدول الأوروبية كألمانيا وفرنسا وبريطانيا، أو مع عدد من الدول العربية كالمغرب ومصر، بل إنه من المتوقع حدوث شراكة نووية إيرانية مع القوى الكبرى. وأكد محمد عباس ناجى باحث بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، أن المعارضة الداخلية الإيرانية هى جزء من النظام الإيرانى، مما يعنى عدم تأثير تلك الأزمة الداخلية على البرنامج النووى الإيرانى، مشيراً إلى أنه إذا وصلت إيران على اتفاق مع الدول الكبرى حول برنامجها النووى سيؤثر هذا بالسلب على المصالح العربية.