من الظلاااااااااااااام إلى النور, من العدم إلى الحركة والأصوات جئت.. من حيث أتيت. لم أسأل, فطرنى خالق جل علاه.. آمنت به قبل أن يلقننى أهلى بوجوده وتعاليمه. عرفته نفسى البريئة النقية التى ولدت منذ دقائق.. نزلت إلى الحياة الشقية منذ دقائق بحسابات بشرية، تحولت إلى ساعات.. شعرت بضوضاء الحياة وضجيج الدنيا. مشاعر متضاربة ممن حولى وينتمى دمى إلى دمائهم هاهو مخلوق يربطنى به ما هو أقوى منى ومنه, ينظر لى بحنان وتوجس وفضول وهاهى.. نظرتها تختلف عن الجميع, رباط روحى وراحة وأمان بوجودها أمام عينى ومجرد ملامستى جلدها يشعرنى بكيانى و بأمان لا أعرف لماذا تملكنى الخوف حينما نزلت إلى الحياة, كلما شعرت بالخوف أجد حضنها فترتاح نفسى الغير مستقرة فى عينيها حنان العالم كله, مستعدة لأى شىء من أجلى.. إنها فى لحظة آلامها تضحك حينما تنظر فى عينى تألمت كثيرا من أجل أن آتى من هؤلاء الذين يضحكون فى وجهى, هل أنا قرد؟! لماذا يعاملوننى ككائن لا يفقه أنا أفقه ولكن لا يعلمون الرباط الروحى بتلك المخلوقة التى أرتاح لوجودها يتخذ أشكالا أخرى . هى تغذينى, أسحب منها لبنا سائغا جميلا ودافئا كحضنها فتتألم ولكنها تبتسم أشعر بلبنها يدفأ بمشاعرها, أشعر به يزداد غزارة بقوتها حتى أشبع . ربما فطرها الله على أن لا ترتاح حتى أرتاح و أشبع حينما أضطرب فى نومى, أجدها نصف نائمة ومرهقة ومتعبة ولا أشعر بكل هذا التعب فى حضنها أو لبنها أو حرارة مشاعرها نحوى, تعبها يذوب فى حضنى فأستخلص الأمان الذى أحتاجه واللبن الذى أريده لنفسى وأتركها وأنام قرير العين أسعد بألعاب الجميع ومداعبتهم لى أسعد بحمل أبى - شعرت أنه أبى بعد ذلك- لى لكن وجودها له طعم آخر رأيت فى نظراتها ولمساتها وحضنها حنانا ربما خلقه الله لك حتى تستطيع أن تعيش فى الحياة كالمياه واللبن كغذاء والهواء للتنفس..الخ حنان الأم هو عنصر من عناصر الحياة الأولية التى أمر بمراحلها الآن أنا الآن كحيوان يتطور, لست بمفكر حتى بل قابل للتعلم وأحتاج لمن يقوم بكل شىء نيابة عنى ربما حينما أنمو وأكبر أستغنى عن حنان أمى؟؟؟ ربما..... لا لا أستطيع شاهدت مرة أبى يتحدث مع مخلوقة أخرى تعطيه نفس النظرات التى تعطيها لى أمى وأشعر بدفء مشاعرها حينما تحملنى أنا أيضا, أدركت بل وشعرت أنه فى احتياج لها لا أعرف لماذا.. بل شعرت بأبى يتحرك أمامها وحولها هالة من المشاعر الفياضة تنخفض عند الباقيين وربما عند أمى أيضا وترتفع جدا عند رؤيتى ورؤية أبى شعور أدركه ولا أعرف كيف أصفه, ولا أعرف كيف أدركته رغم عمرى الذى لم يتجاوز الأسابيع أعتقد أننى كلما تمر بى الأيام يقوى هذا الرباط الروحى أكثر وأكثر فهل هو فطرى سيضيع منى حينما أفقد براءتى أم سيظل أم سيقوى أم سيتخذ شكلا آخر؟؟؟ لكننى أعتقد أننى ماحييت لن أجد مثله فى أى مكان آخر أو مع أى إنسان آخر.