نددت الهيئة العالمية للتعريف بالنبى محمد بإعادة نشر رسومات النبى محمد فى صحيفة شارلى إبدو، قائلة: إنها "تتعمد الإساءة للنبى"، مشيرة إلى أن تصوير النبى مرفوض سواء بطريقة "ساخرة أو غير ذلك"، ورفضت فى الوقت نفسه ربط الهجوم على مقر الصحيفة بالإسلام والمسلمين، مذكرة بدعوة العاهل السعودى، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لاتفاق عالمى يحظر الإساءة للأنباء، بحسب بيان صادر عن أمانة الهيئة التابعة لرابطة العالم الإسلامى وصل لCNN عربية نسخة منه. وأضاف البيان، أن من مهامها العالمية "رصد وتفنيد الشبهات والإساءات الموجهة إلى المقام النبوى الشريف"، مضيفة أنها "تابعت ما صدر عن المجلة الفرنسية شارلى إبدو من تعمد الإساءة لرسول الله محمد، مراتٍ متكررة، وبنت الهيئة حينها من أن هذا الأسلوب ليس من الحرية فى شىء، بل مخالف للحكمة والمنطق السليم لما فيه من إساءة لنبى كريمٍ جاء بالرحمة للعالمين". وشددت الهيئة على أنه قد سبق لها التحذير ما قد يترتب عليه من إثارة الأحقاد والقلاقل، كما حثَّت الهيئة فى حينها على أن يتجنب المسلمون التعامل غير الواعى مع هذه الإساءات"، مشيرة إلى أن معاودة الصحيفة للرسوم المزعومة "مرفوضة بكل أحوالها، ساخرةً كانت أو غير ذلك، وهو استمرار من الصحيفة فى مسلكها الخاطئ تحت ستار الحرية، وفى الوقت نفسه إساءة لمشاعر مليار ونصف المليار من المسلمين فى العالم، فى إشارة إلى زعم البعض بأن الرسم الأخير المنشور لم يكن يحمل إساءة. ودعت الهيئة جميع من وصفتهم ب"العقلاء" العمل ل"وقف هذه الإساءات"، مشيرة فى الوقت نفسه إلى رفضها أن يلصق الهجوم على الصحيفة - وقتل 12 شخصا بينهم عدد من محرريها – بالإسلام والمسلمين، قائلة إن العمل "لا يمثل أخلاق الإسلام ولا منهجه" وأن النبى "كان من هديه الرفق والعفو والصفح". وحضت الهيئة جميع المسلمين، خاصة فى فرنسا، إلى التعامل بحكمة مع هذه الإساءات واستثمار الحدث من أجل "التعريف بالرسول الكريم وبأخلاقه وشمائله السامية" معربة عن تقديرها للرئيس الفرنسى ورئيس وزرائه "لما أكَّداه لشعبهما وللعالم ما يجب من عدم الخلط بين مبادئ الإسلام السمحة وبين الإرهاب الظالم" وأشادت بموقف المؤسسات الإعلامات التى عارضت إعادة نشر الرسوم المسيئة، مستنكرة "الموقف المتشنج" للصحف والأشخاص الذين أعادوا نشر الرسوم. وكشفت الهيئة عن إطلاق مبادرة جديدة تتمثل فى تدشين الترجمة الفرنسية ل"الموسوعة الميسرة فى التعريف بنبى الرحمة"، والتى تمثل "أحد مشاريع الهيئة العملية والثقافية للرد الحكيم على الإساءات الموجهة للمقام النبوى"، مطالبة المؤسسات الثقافية والإعلامية والتربوية فى العالم ل"مراجعة مفهوم الحرية المطلقة للصحافة، بأن يكون منضبطاً بأخلاقياتٍ وقيمٍ تمنع المساس بحقوق الآخرين" مذكرة بدعوة العاهل السعودى، الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأن تجتَمِع أمم الأرض على "منع الإساءة للرسل أو رسالاتهم، وأن يكون هذا من خلال ميثاق دولى تتبناه الأممالمتحدة".