نقلا عن العدد اليومى : «جمهورية مصر الملبوسة».. لقب جديد حصلت عليه مصر عام 2014 الذى سيطر خلاله الجن والعفاريت على البرامج التليفزيونية التى انشغلت طوال العام الماضى بعرض حلقات مس الجن والعفاريت، والحديث عن علاقة الجن بالإنسان، بل تجاوزت الحديث فى القضية باعتبارها قضية مطروحة للنقاش، وبدأت فى التنافس لعرض أصعب الحالات التى مسها الجن فى لقطات حية وعلى الهواء مباشرة، تحت عناوين نارية للحصول على أكبر عدد من المتابعين، مثل «جن يسكن جسد سيدة»، و«فتاة تحترق بعد خروج الجن من جسدها»، وغيرهما من العناوين لأسخن الحلقات التى تصدرت شاشات التليفزيون طوال عام 2014. ولم تخل العروض من موسيقى مخيفة ترتفع وتنخفض لتحقيق الرعب المطلوب للمشاهدين، ومؤثرات ضوئية لوجوه «الملبوسين»، لتحقيق مزيد من التشويق، وكأنما انتهت مشاكل المجتمع، ولم يبق سوى الجن الذى لبس مصر بالكامل، وأثار اهتمام الإعلام المصرى، كما أشعل سخرية و«قلش» المصريين على مواقع التواصل الاجتماعى التى خلقت عالمًا موازيًا للسخرية و«القلش» بحرية على كل ما تناوله الإعلام والسينما والتليفزيون من برامج ودراما كان بطلها العفاريت. «بنات يستحوذ عليهن الجن فى مصر.. 5 فتيات يزعمن نزولهن تحت الأرض ليلاً»، و«جن يسكن جسد امرأة ويسيطر عليها»، و«شيخ يستخرج جناً من جسد فتاة».. هى العناوين التى تصدرت المشهد طوال عام كامل من «القلش» على العفاريت التى لم يكفها أن تتصدر البرامج فحسب، فتصدرت «الكوميكس» وتعليقات النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى بشكل ملحوظ طوال العام، تحت شعار «لا سحر ولا شعوذة» للسخرية من الحالة العامة التى سادت البرامج التليفزيونية هذا العام. أنجلينا ظهرت فى طنطا «5 فتيات يزعمن نزولهن تحت الأرض ليلاً»، كان أبرز العناوين التى اكتسحت عالم العفاريت، وأتت على كل المحاولات السابقة باختراقه، فى برنامج شهير أثار ضجة هائلة فى نهاية عام 2014 عن الجن والأنس، وفتح باب المناقشة فى هذه القضية التى زاد انتشارها، كما فتح موضوع الحلقة الأكثر سخونة لهذا العام باب من السخرية التى لم تتوقف منذ عرض حلقة لخمس فتيات «لابسهم» الجن. الضرب، والحركات المبالغ فيها، وطرق استخراج الجن، وغيرها من المشاهد الغريبة هى التى سيطرت على الحلقة الطويلة التى امتدت وتحولت من حلقة إلى سلسلة من الحلقات المثيرة للجدل، والسخرية وكوميكسات عبقرية خرجت بعد الحلقة مباشرة، وتركت المجال لإبداع المصريين. «هو الجن ليه مركز مع المصريين، والستات بالذات»، كان أحد التعليقات التى جاءت أسفل روابط الحلقة على مواقع التواصل الاجتماعى كسخرية من كثرة تناول هذه الظاهرة التى غالبًا ما ترتبط بكثافة مع سيدات مصر، وكأن مس الجن عادة نسائية، وغير مسموح بها للرجال. تعليق آخر كان هو الأبرز على «تويتر» فى «هاشتاج» يحمل عنوان «الجن»، قاله أحد النشطاء متسائلاً: «هو أنا لو جن.. هسيب أنجلينا جولى وأروح ألبس بنت من طنطا لابسة بيجامة فوشيا؟»، وساخر آخر قال: «أنجلينا جولى ظهرت بالفعل فى طنطا بعد أن لبسها الجن الأحمر، ولبسها شال أسود فى أسود عشان محدش يعرف إنه لبسها، وإن اللى بتظهر فى هوليوود والمرشحة لأوسكار شبيهتها ومش أنجلينا الأصلية». «أداؤهم فيييك، وباين إنهم بيمثلوا»، و«حاولوا يموتوا الناس من الرعب، موتوهم من الضحك»، و«الجن شاف الحلقة تاب وقال الشغلانة لمت».. كانت تعليقات أخرى على الفتيات اللاتى أظهرن الكثير من اللياقة البدنية خلال عرض الحلقة. إلى جانب الكوميكس والتعليقات الساخرة، ظهر فيديو على ال«يوتيوب» لثلاثة من الشباب الذين قاموا بإعادة تمثيل الحلقة بسخرية، كنوع من «القلش» على ما تم عرضه من مشاهد وصفها الكثير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى بأنها «أوفر»، أو مبالغ فيها، وغير حقيقية، وغير منطقية، وتجاوز البعض لوصفها بالجهل والضحك على عقول الناس، والمتاجرة بحالتهم المادية السيئة، وغيرها من التعليقات والكوميكس الرافضة، الساخرة التى أضفت على القصة حسًا لا يخلو من فكاهة. الجن ولع فى الدرة «الجن والعفاريت تشعل الحرائق فى منازل قرية الترامسة بقنا»، هو العنوان الذى تصدر الصفحات الأولى للصحف العام المنصرم، وصفًا لقضية أثارت الجدل فى الفضائيات، والصحف، ومواقع التواصل الاجتماعى عن قرية تشتعل فيها الحرائق باستمرار، وبطرق غريبة، ويتهم أهالى القرية الجن والعفاريت بإشعال منازلهم. لم يمر الخبر مرور الكرام على البرامج التليفزيونية التى أخذت فى رصد القضية، وزيادة قليل من «البهارات» الخاصة بالقصة، وتصوير مشاهد للمنازل المحترقة مصحوبة بموسيقى الإثارة التى يسمعها المشاهد فى الخلفية، إلى جانب متابعة أخبار كل الشيوخ الذين زاروا القرية للتبرع بإنقاذ أهلها من الجن، وهو ما تصدر جزءًا كبيرًا من اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعى الذين لم يتركوا القصة دون التعليق عليها بكوميكس وصور، وتعليقات أكثر إثارة، كان أبرزها «الجن ولع فى الدرة يا بت»، وصفًا لاشتعال الحرائق دون سابق إنذار، وفقًا لروايات الأهالى. بينما علق أحد النشطاء قائلاً: «الجن والعفاريت سابوا دول العالم كله، وراحو يولعوا فى بلد فى قنا»، وتعليقات أخرى من نوعية «لعنة الفراعنة». «لا سحر ولا شعوذة»، «مصر بلد العفاريت»، «العفريت ساب أحلى ستات العالم وقعد يمضى على أطباق»، وغيرها من التعليقات والكوميكس الساخرة التى لم يخل منها ال«فيس سبوك»، و«تويتر» طوال عام 2014 الذى تصدر رأس قائمة الأعوام الأكثر إثارة فى البرامج التليفزيونية التى وجدت من العفاريت مادة غنية للتشويق، بينما وجد فيها رواد مواقع التواصل الاجتماعى مادة غنية للضحك، والكوميكسات الساخرة، و«القلش» المصرى الذى سجل أعلى معدلاته العام الماضى.