سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إسرائيل تضغط على واشنطن لتجميد مساعداتها للسلطة الفلسطينية.. ومحمود عباس يرد بالتوجه مجددا لمجلس الأمن لإنهاء الاحتلال والاعتراف بفلسطين.. ومسئول فلسطينى: تل أبيب تدفعنا إلى "الكفاح المسلح"
سلطت جميع الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الاثنين، الضوء على الخطوات العقابية الإضافية التى تنوى إسرائيل اتخاذها ضد السلطة الفلسطينية على خلفية توجهها إلى محكمة الجنايات الدولية فى لاهاى. وذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية إنه بعد قرار تجميد أموال الضرائب الفلسطينية، أكد مسئول إسرائيلى رفيع أن هذا التجميد هو الخطوة الأولى، وأن المجلس الوزارى السياسى الأمنى المصغر "الكابنيت" سيجتمع يوم الأربعاء المقبل، للمصادقة على توسيع الرد الإسرائيلى على الفلسطينيين. وأضافت هاآرتس خلال تقرير لها نشرته اليوم الاثنين، أن إسرائيل ستتخذ إجراءات عقابية أخرى ضد السلطة الفلسطينية بسبب سعيها الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية وستحاول بهذا الصدد إقناع الكونجرس الأمريكى بتقليص حجم المساعدات الأمريكية المقدمة للسلطة. وقال بنيامين نتانياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية خلال جلسة الحكومة، مساء أمس، "إن السلطة قررت الدخول فى مواجهة مع إسرائيل، وإسرائيل لن تجلس مكتوفة الأيدى وستقوم بالرد"، مضيفا: "لن نسمح بجر جنود وضباط الجيش إلى لاهاى، ومن يجب محاكمتهم هم قادة السلطة الفلسطينية الذين تحالفوا مع مجرمى الحرب فى حماس"، على حد تعبيره. وقال مسئول إسرائيلى رفيع أن اسرائيل ستجرى اتصالات مع جهات مناصرة لإسرائيل فى الكونجرس الأمريكى، كى تضمن تنفيذ قانون تم اتخاذه مؤخرا، والذى يعتبر توجه الفلسطينيين إلى لاهاى وتقديم شكوى ضد اسرائيل سيؤدى إلى وقف المساعدات الأمريكية للفلسطينيين والتى تصل إلى 400 مليون دولار سنويا. ويمنع هذا القانون الشديد فى حدته الرئيس الأمريكى باراك أوباما، من فرض "الفيتو: حيث أن الكونجرس الجديد يخضع لسيطرة الجمهوريين ويتسلم العديد من المناصب الرئيسية فيه أعضاء يؤيدون إسرائيل ويعادون الفلسطينيين. وأشارت "هاآرتس" إلى أن إسرائيل وخلافا لنهج العقوبات السابقة، لن تلجأ هذه المرة إلى المصادقة على مشاريع بناء جديدة فى المستوطنات كخطوة عقابية، حسب ما قال المدير العام لوزارة الخارجية، خلال مؤتمر سفراء إسرائيل فى أوروبا الذى عقد فى القدسالمحتلة، أمس. وأضاف المسئول الإسرائيلى: "ان الفلسطينيين حفروا نفقا إلى لاهاى، وإسرائيل تنوى الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، لكنها لا ترغب بالمس بالتعاون الأمنى بين الجانبين أو التسبب بانهيار السلطة". أما وزير الخارجية ليبرمان فقال خلال المؤتمر "إن التوجه إلى لاهاى يعنى انهيار اتفاقيات أوسلو، وانهيار سياسة "اجلس ولا تعمل" والحفاظ على الوضع الراهن"، مضيفا: "إن التحدى الأكبر الآن هو طرح مبادرة إسرائيلية تحافظ على مصالحنا، وأن أكبر تحدى لإسرائيل هى ليست الدول العربية وإنما دول الغرب والاتحاد الأوروبى". وفى السياق نفسه، قالت صحيفة "يسرائيل ها يوم" أن السلطة الفلسطينية لا تتأثر كما يبدو من الخطوات الانتقامية الاسرائيلية والتهديد الأمريكى بوقف التمويل، فقد أعلن الرئيس محمود عباس أبو مازن نيته طرح مشروع قرار الاعتراف بفلسطين وإنهاء الاحتلال، مرة ثانية أمام مجلس الأمن. وتأمل السلطة الفلسطينية أن تشكل الدول الخمس الجديدة التى انضمت إلى مجلس الأمن كأعضاء مؤقتين، إضافة إلى الدول الدائمة العضوية، مركبا أكثر مريحا لها يضمن تمرير القرار. وشجبت السلطة الفلسطينية تجميد أموالها من قبل إسرائيل، حيث قال مسئول أمنى فلسطينى رفيع للصحيفة أن هذا التجميد قد يؤخر دفع رواتب عناصر الجهاز الأمنى وهذا من شأنه أن يتسبب بفوضى فى السلطة واندلاع انتفاضة ثالثة. وحذر المسئول الفلسطينى، قائلا: "فى خطواتها العقابية تدفع إسرائيل الفلسطينيين للعودة إلى الكفاح المسلح، الشعور السائد الآن هو أنه لم يعد لدينا ما نخسره".