سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس التونسى يؤدى اليمين الدستورية أمام البرلمان.. السبسى: المرأة برهنت على حسها الوطنى المرهف.. وأحترم من صوت للمنافس.. والأمن على رأس اهتماماتى للقضاء على الإرهاب.. وملتزمون بقيم الحداثة
استهل الرئيس التونسى الجديد المنتخب الباجى قائد السبسى، كلمته بعد أداء اليمين الدستورية رئيسا لتونس بتلاوة الآية القرانية "قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا"، مشيدا بنزاهة الانتخابات التونسية وشفافيتها والنزهة التى حصلت على احترام الجميع فى الداخل والخارج نتيجة الديمقراطية التى قدمها التونسيون. وتقدم "الباجى"، فى بداية كلمته بالشكر للمرأة لمشاركتها فى الانتخابات والفعاليات الديمقراطية التونسية بشكل خاص، قائلا "أشكر المرأة التونسية بصفة خاصة التى برهنت مرة أخرى على حسها الوطنى المرهف وتشبثها بحقوقها ومكتسبات الثورة"، مضيفاً "أحيى كل من صوت إلى منافسى فى الانتخابات الرئاسية وأعبر لهم عن احترامى وتقديرى لاختيارهم". وأثنى الرئيس التونسى، على ما فعله الرئيس المنتيهة ولايته عقب إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، موجها التحية إلى منافسه السابق محمد المنصف المرزوقى على ما قام به من مبادرة تتضمن توجيه التحية له عقب إعلان النتائج المؤقتة للانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن ذلك التصرف مظهر من المظاهر الحضارية بتونس ولم تكن لتحدث لولا نضالات الشعب التونسى للتحرر من الاستعمار الغاشم ثم الاستبداد والتسلط والفساد وأخيرا الإرهاب. وانحنى "السبسى" فى كملته أمام الجلسة الاستثنائية بمجلس الشعب التونسى، اليوم الأربعاء، بكل خشوع وتقدير ووفاء لكل شهداء تونس الأبرار، على حد قوله، ذاكرا على رأسهم "فرحات حشاد والهادى شكر والمرحوم محمد بو عزيزى ولطفى نجم وشكرى بلعيد ومحمد الإبراهمى، الذين وهبوا حياتهم لعزة تونس وريادتها حتى نعمت بالحرية والديمقرطية"، موجها كلامه إليهم "نحن على العهد مواصلون ولأمانتهم حافظون ومتمسكون بقيم الحادثة والسماحة والاعتدال والأصالة ووحدة المصير التى قامت عليها مسيرة بناء تونس وقيم العادلة الاجتماعية". واعتبر "السبسى" فى كملته بأن تونس تفتح بابا جديدا للأمل بدلا من الخوف بعد استكمال انتخابات مجلس النواب ورئيس الجمهورية، مشيرا إلى دور الشعب التونسى فى الوقوف والتصدى ضد دوامة الفوضى التى كانت تسعى إلى تخريب الدولة وإفشال دستور الجمهورية الثانية، معترفاً "علينا اليوم إعداد القوانين لتنفيذ أحكام الدستور الجديد، وذلك من واجبنا وواجب الحكومة إذاء الالتزمات المتعددة الجوانب لمعالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق وعود الثورة وعلى رأسها كرامة المواطنين وتحسين ظروف العيش ومكافحة الفقر والتنمية الاقتصادية". وتابع، "هذا الطموح لن يتحقق أبدا إلا بشروط يشترك فى توفيرها الشعب والدولة، ولابد من مساهمة الشعب فى بناء النظام السياسى الجديد وجودة الإنتاج، ومكافحة الفساد، ومناعة المؤسسات فى نطاق العدل، وحرص خاص على التوظيف الأمثل للمال العام والشفافية فى اتخاذ القرارات". وحذر "السبسى" من المساس بهيبة الدولة التونسية، موضحا أن هيبة الدولة تعنى النظام الديمقراطى وعدم التعسف فى الأغلبية والتداول على السلطة، منوها إلى أنه طوى الآن صفحة التنافس الانتخابى، وما نتج عنه من تجاذبات، قائلا "باعتبارى رئيسا للدولة أؤكد والتزم بأنى سأكون رئيسا لجميع التونسيين وبدون إقصاء مهما كان، راعيا للوحدة والوطنية وتماسك صفوف التونسيين"، مؤكدا أنه لا مستقبل لتونس بدون المجتمع المدنى والأحزاب السياسية، ولا مستقبل لها دون مصالحة وطنية بين كل أطيافها الشعبية. وأقر الباجى السبسى، بدوره كما ينص عليه الدستور فى تمثيل الدولة وخاصة بضبط السياسات العامة فى مجالات الدفاع والعلاقات الخارجية والأمن القومى، مفيدا بأنه سوف يولى مسألة تعزيز مناعة الوطن وأمنه واستقراره كل العناية، محذرا "تونس تعرضت للتحريض وما زالت تتعرض للخطر الإرهابى.. ونكرر الدعوة إلى تعزيز الوحدة الوطنية للوقوف صف واحد للتصدى للإرهاب وكل خطر يهدد الصفو العام وواثقون فى وقوف التونسيين بجانب الدولة". وأبدى الرئيس التونسى الجديد، حرصه خلال الفترة المقبلة، على الاستجابة لمقتضيات انتماءات بلادهم المغاربية والعربية والإسلامية والإفريقية إلى نصرة قضايا الحق والعدل وفى مقدمتها القضية الفلسطينة، لاسترداد حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم فى منطقة الشرق الأوسط. ووعد الرئيس التونسى الجديد الباجى قائد السبسى، الشعب التونسى فى كملته بعد أداء اليمين الدستورية بإعطاء المسألة الأمنية الصدارة فى المرحلة المقبلة، لمواجهة تصاعد التهديدات الإرهابية على المستوى الإقليمى والدولى، مشيرا إلى قيامه بالعمل على تفعيل دور العمل العربى والإسلامى المشترك، فضلا عن تمكين أوصال التعاون مع دول المشرق والخليج العربى. واستطرد "السبسى"، فى كلمته أمام مجلس الشعب التونسى، اليوم الأربعاء، أنه سيقوم بدعم كل المبادرات الرامية وتهدف إلى توحيد الجهود العربية والإسلامية لمواجهة الأخطار التى تتعرض لها المنطقة العربية والشرق الأوسط. وأكد الباجى قائد السبسى، عمله الدأوب على استعادة المكانة المرموقة على صعيد القارة، مضيفاً "سنسعى إلى توفيق العلاقات التونسية الخارجية واستشكاف قراءات جديدة من خلال تمكين التعاون مع دول أمريكا وآسيا، فضلا عن الدول الصاعدة التى خلقت أقطاب جديدة على الساحة الدولية". واستطرد، "سنولى فى إدارة تونس الدبلوماسية الاقتصادية مكانة محورية مهمة فى نطاق الجهود التنموية، خاصة فى الجهات الخارجية، كما طمأن الجاليات التونسية فى الخارج على إيلائها المكانة التى تستحقها من خلال تعميق التواصل مع مختلف الدول التى يقومون بها والتواصل المستمر معهم. واختتم السبسى، "أقدر جسامة المسئولية العملاقة الملاقة على عاتقنا وثقل الأمانة، ولكننا عازمون على القيام بأعبائها كاملة وسوف نكون رمز وحدة الأمة الرامى لاستقلالها واستقلال الدستور". موضوعات متعلقة: الرئيس التونسى: الحفاظ على الأمن سيكون من أولوياتى