رسالة إلى الدكتورة رانيا علوانى.. عروس السباحة المصرية، وأول سباحة عربية تحصل على ميداليتين ذهبيتين فى تاريخ دورات البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى فوزها ب77 ميدالية على المستوى الدولى والإفريقى والعربى، وصنفت من بين أعلى 11 سباحة فى العالم. عزيزتى.. أنتِ وأنا فى سن متقارب، فأنتِ من مواليد 1977 وأنا 1979، دائما ما كنت أتابع أخبارك بشغف، متأملة ملامحك الصادقة الملائكية على شاشات التلفاز، فأراكى تحققين حلمى الذى غرقَت فيه سنين طفولتى سراً.. كنت أغبطك بحب وينشرح صدرى حين سماع اسمك.. ولكِ فضل كبير فى تحسين فكرتى عن الأنثى.. فكم اعتقدت أن الأنوثة وصمة عار وبالتالى واجب على كل أنثى أن تتخفى بجسدها بعيدا عن أعين الذكور الذين وهبوا الحق فى اختلاس النظر إليه بل والتفحيص فيه.. أما أنتِ فلا.. لم تعيقك أنوثتك عن النجاح وتحقيق أهدافك.. فكنتى خير قدوة لبنات جيلك.. بأعمالك. وارتديتى الحجاب سة 2000.. أنا أيضا ارتديته نفس العام.. ترى هل هى صدفة؟، بعد ارتدائك الحجاب، أصبحتى سفيرة عن وطنك ودينك.. لأنك ارتديتى زيا إسلاميا وتحدثتى بلسانك الطلق وأكملتى طريق نجاحك به. حبيبتى.. أعلم أن فكرة ارتدائك الحجاب من عدمه هى فعلا حرية شخصية، وأعلم أيضا أننا جميعا نمر بمرحلة تخبط وتذبذب وتشكك فى كل تعلمناه وآمنا به، فلا خطاب دينى موثوق ولا عالِم دين نأى بنفسه عن خلط الدين بالسياسة أيا كان توجهه، وإعلام تبنى التشتيت والتدنى بكل ما هو إنسانى، وثوره قُتلت ودُفنت وترحم عليها الجميع، ومستقبل غامض، وأبناء نلوم أنفسنا أننا كنا سبب فى وجودهم فى هذا الزمن الفتان، ولكن أرجوكى يا سيدتى.. أن تكملى مسيرتك كما أنتِ.. سفيره عن وطنك ودينك. أحبك فى الله