فى شارع ضيق بالفجالة تقف "سيدة سليم" التى أنهكها الزمن وهى تحمل عجلة بيد تنقل فوقها البضائع الثقيلة من الكتب والمجلدات والأوراق منذ 40 عاما تقريبا، وهى تعمل بهذه المهنة الشاقة، التى لا يتحملها الرجال، وفى شارع مجاور لها تقف زميلتها "سعدية سيد على" وتنقل بضاعتها بالتروسيكل متحدية كل الرجال الموجودين فى الفجالة فى نقل البضاعة. وتغلبت كلا من سيدة وسعدية على مفاهيم المجتمع البالية مثل: "ضل راجل ولا ضل حيطة"، فبعد طلاقهما قررتا الاعتماد على أنفسهن ونزلن الشارع للبحث عن "لقمة العيش" لتربية أبنائهما. مشاكل كثيرة تواجهها كل من سيدة وسعدية جراء نزولهن فى الشارع للعمل مثل: مشاحنات ممن يعملن فى نفس مهنتهن من الرجال فى الفجالة، معاكسات وتحرشات فى بعض الأحيان، وبالرغم من ذلك ما زلن يكافحن من أجل العمل وعدم الاتكال على "ضل راجل". وتحكى سيدة سليم قصتها ل"اليوم السابع"، قائلة: "منذ 40 عاما تقريبا بعد طلاقى من زوجى رفض أن ينفق على أبنائى، فقررت أن أنزل للشارع أعتمد على نفسى وأربّى أولادى". "سيدة" لديها 3 أبناء نجحت فى تربيتهم وزوجتهم، جراء عملها على "عربة اليد"، وعندما كبر أبناؤها ساعدوها فى العمل أيضا فى نفس المهنة.. "احنا أحسن من غيرنا.. فيه ناس مش لاقية تأكل".. بهذه الكلمات تحدثت سعدية بلهجة تملأها الرضا وراحة البال، مضيفة "ساعات بنقعد 4 شهور مبنشتغلش لكن فى شهر ممكن يعوض علينا الأيام اللى ما اشتغلناش فيها والأرزاق على الله". وعن المشاكل التى تواجهها فى عملها بالفجالة تحدثت سيدة بلهجة حزينة قائلة: "المكان مبقاش زى الأول، الشغل والعيشة والناس مبقتش زى زمان مفيش خير.. زمان كنت لو غبت يوم كان الناس هنا بتتصل تسأل عليا دلوقتى محدش بيسأل فى حد غير لمصلحته". وتضيف "الأمر لا يسلم من بعض المشاجرات مع الرجال، من أجل الدفاع عن لقمة عيشى فهناك منافسة قوية لتطفيش أى ست تعمل بمهنتى، ومشاكل كثيرة واجهتها منذ بداية عملى ولكنى تغلبت عليها، وأصبحت معروفة فى المكان"، وتتابع "القرش اللى بكسبه من شغلتى بقى منظور وألف عين بتبص فيه، وده سبب قلة البركة اللى عايشين فيها دلوقتى". وفى شارع مجاور لها فى الفجالة.. تقف "سعيدية سيد على"، الشابة العشرينية، فى انتظار حمولة بضائع جديدة "تسترزق بيها" على التروسيكل، الذى اشترته بالتقسيط، للإنفاق على أبنائها بعد طلاقها. وتقول سعدية "اتجوزت من 13 سنة، وكنت ست بيت، معايا بنتين وولد، حصلت ظروف بينى وبين جوزرى واتطلقنا وقررت أن أنزل الشارع واعتمد على نفسى". وتضيف: "بدأت بالعمل على عربة اليد لنقل البضاعة، ثم تعلمت السواقة، واشتريت التروسيكل بالتقسيط ولسه بدفع أقساطه لغاية دلوقتى". وتضيف أنه بالرغم من أن طليقها ما زال ينفق على أبنائه فى مصاريفهم اليومية، إلا أنها تنفق عليهم أيضاً فى شراء العلاج والملابس، لذا قررت العمل "عشان ولادها يعيشوا فى أحسن عيشة". وتوضح أنها تتعرض للمضايقات من عائلتها التى تعمل كلها فى الفجالة، فيضايقونها و"يطفشوها"حتى لا تعمل فى هذه المهنة. وتضيف "فين حقوق المرأة.. أنا واقفة فى الشارع وبشتغل ومش حاسة بأن ليا أى حقوق.. بسمع ألفاظ سوقية.. بس محدش يقدر يعاكسنى، لأن كل المنطقة قرايبى.. وأنا بتعامل زى الراجل عشان محدش يقدر يكلمنى". وتشير إلى أن كل مطالبها المعاملة الأخلاقية من الناس والحكومة للسيدات العاملات فى الشارع، لأنهن تركن بيوتهن من أجل توفير مطالب الحياة لأولادهن. سيدة تنقل البضاعة بعربة يد سيدة تتحدى قيود المجتمع وتعمل منذ 40 عاما فى الفجالة سعدية تعمل على تروسيكل اشترت التروسيكل بالتقسيط لتنفق على أولادها وتواجه مضايقات الشارع سيدة وسعدية ب100 راجل