على طريقة المثل الشعبى المعروف «خلصت حاجتى من جارتى»، تعامل وزير الثقافة جابر عصفور مع الفنان فتوح أحمد. فلم يتوقع الوسط المسرحى أن يخلع «عصفور» «فتوح» من رئاسة قطاع الإنتاج الثقافى بهذه السرعة، فقد أنهى الوزير انتداب فتوح بمجرد افتتاحه المسرح القومى، كأنه يرسل رسالة للوسط المسرحى مفداها أننى عينت الفنان فتوح أحمد فى هذا المنصب لاحتياجى فقط لمن يوقع على الأوراق الخاصة بالميزانيات والأمور المالية الخاصة بعمليات إعادة ترميم وتجديد المسرح القومى بمبلغ تجاوز ال140 مليونًا، بعدما رفض المخرج ناصر عبدالمنعم، الرئيس السابق لقطاع الإنتاج الثقافى، التوقيع، وتقدم باستقالته عندما حاول الوزير الضغط عليه للتوقيع، لكن المخرج ناصر عبدالمنعم كان الأذكى، فقد تيقن أن الأوراق المالية والمستخلصات الخاصة بعمليات تجديد وترميم المسرح بها الكثير من القيل والقال، فرفض التوقيع، لكن الوزير وضع شرط توقيعه على الأوراق مقابل استمراره فى منصبه، ما دفع المخرج ناصر عبدالمنعم إلى رفض وتقدم هو باستقالته قبل أن يقيله الوزير. ظل الوزير يبحث عمن يوقع على الأوراق، وخرجت تصريحات بصدور قرار بتعيين توفيق عبدالحميد كبالونة اختبار، لكن الإعلام هاجم القرار، واتهم توفيق بتهمة الأخونة، وهو بعيد عنها بكل تأكيد، وهنا تراجعت الوزارة، ونفت أى قرارات أخذتها بهذا الشأن، ولم يجد الوزير من يتولى رئاسة القطاع غير الفنان فتوح أحمد الذى وافق فورًا ولم يتردد، وهو قرار يستحق عنه الإشادة، لأنه وكما أكد لنا كان حلمه إعادة المسرح القومى، وشعر أن تأخيره ليس فى صالح المسرح والحركة المسرحية، بالإضافة إلى كونه سيخلد اسمه فى ذاكرة المسرح بوضع اسمه فى اللوحة التذكارية الخاصة بالافتتاح، وهذا شرف لا يضاهيه شرف بالنسبة له، لكنه لم يتوقع أن تتم إقالته أو خلعه أو انتهاء ندبه بهذه السرعة، فعقب الافتتاح مباشرة صدر قرار بتعيين الدكتور سيد خاطر رئيسًا لقطاع الإنتاج الثقافى. الفنان فتوح أحمد، رئيس البيت الفنى للمسرح حاليًا، رئيس قطاع الإنتاج الثقافى سابقًا، أكد ل«اليوم السابع» أن توقيت إقالته من رئاسة قطاع الإنتاج الثقافى كان مفاجأة، وهو ما أدى إلى الفهم الخاطئ عند البعض، وربطهم بين القرار والانتهاء من افتتاح المسرح القومى. وأضاف فتوح: لم يكن هناك اتفاق أو صفقة بينى وبين الوزير، لكن ما حدث جاء نتيجة مصادفة بين افتتاح القومى، وصدور قرار بتكليف الدكتور سيد خاطر برئاسة القطاع، معقبًا أنه لم يكن كان مكلفًا برئاسة القطاع، ولكن بتسيير الأعمال لحين وجود شخص مناسب، وافتتاح المسرح القومى ليس له علاقة بالأمر، لكن التوقيت هو الذى جعل البعض يربط هذا الربط.