حقائق ثابتة يعرفها الجميع، وأماكن التصقت بها «السُمعة»، وحولتها التجارب الخاطفة لسرقة ما يتيحه «الحظ» إلى «متاوى» شهيرة للحب فى مصر، حتى إن خجل المجتمع من الإعلان عنها، وحتى إن بقى الاعتراف بها مصحوبًا بالضحكات الساخرة، والأصوات المنخفضة التى تأتى دائمًا خلف الحديث عن أشهر أماكن العلاقات السريعة، والقبلات الخاطفة فى مكان منعزل يتسم بالظلام الدامس «عشان ماحدش ياخد باله»، لكن الغريب أن الجميع «واخدين بالهم» دون التصريح المعلن بأن مصر تحتوى على 10 «متاوى» عشق ثابتة لا تتغير بتغير الزمن، يعرفها العشاق، ويبتسم لذكرها من «تاب الله عليه»، بينما تبقى «مُكن» الحب العامة محفورة فى ذاكرة كل من اقترب إليها، وتبقى أيضًا شاهدة على علاقات حب اكتملت أو لم تكتمل، لكنها مرت جميعًا بتجربة «مصنع الكراسى». 1. مصنع الكراسى.. «مكنة» عابرة للزمن «ورا مصنع الكراسى» هو المُكنة الأشهر فى مصر، وهى العبارة الأشهر بدورها عند الحديث عن أى فعل فاضح يستعد أحدهم لفعله مصحوبًا بعبارة «هاخدك ورا مصنع الكراسى»، وكأنه المكان الرسمى للأفعال الفاضحة فى المجتمع الذى اختار «مصنع الكراسى» كمُكنة للعشاق، وتعبيرًا ساخرًا أصبح استخدامه متداولًا حتى فى «السياسة» و«الكورة». المكان المهجور منذ سنوات، تظهر عليه الملامح المثالية لممارسة علاقة عابرة دون أن يلحظ أحد.. مهجور، بعيد عن الحياة وعن الناس، يتسم بالعزلة المناسبة، كما أنه تحول لمكان مخيف، تمنع السمعة الزائرين من الاقتراب منه، وهو ما أكسبه طابعًا خاصًا يجعله «المتوى» الأشهر للعشاق فى مصر. ولم يقتصر الأمر على العشاق فحسب بعد مجموعة من التعليقات التى ضمت «مصنع الكراسى» سواء فى الأفلام السينمائية، أو المقالات التى تحدثت عن «الثورة» التى استقر مكانها «ورا مصنع الكراسى» كما وصفها البعض، ثم انضمت حديثًا مباريات الكرة للمكان نفسه، فكلما هزم فريق آخر وصف مشجعو الفريق المنتصر أن فريقهم «خد التانى ورا مصنع الكراسى»، ويبقى المعنى دائمًا فى بطن الشاعر الذى يدرك جيدًا ما يعنيه هذا المصطلح، لكنه يرفض البوح علنًا بمعناه. 2. جنينة الأسماك.. «الشقط» شغال «نتقابل فى جنينة الأسماك الساعة 6»، هو الموعد الرسمى لكل أبطال أفلام الأبيض وأسود، وكأنما لم يكن فى مصر مكان آخر لالتقاط المواعيد الغرامية سوى جنينة الأسماك التى رحل عنها رقى «القديم» وهجرها نجوم الأبيض وأسود، وظلت مكانًا رسميًا للغرام لكن بطريقة أخرى، مغاراتها وطرقها التى لا تخلو من جمال وروعة هى التى تحولت إلى أماكن ثابتة ومعروفة لممارسة الحب بكل أشكاله علنًا، وفى وضح النهار، دون تدخل من أحد. مواعيد الجنينة منذ التاسعة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا، بعد أن قررت الإدارة غلقها ليلاً، منعًا لأى مواقف من «الكابلز»، وهو القرار الذى جاء صائبًا وفى مكانه الصحيح، بعد أن غير «الحبيبة» جدول مواعيدهم للفترة الصباحية التى تشهد سيلاً من الحب والغرام فى كل متاهات وغرف ومغارات الجنينة التى تعتبر من أحدث «مُكن» الحب المصرية، بعد أن كانت قديمًا مكانًا للمواعيد الغرامية الراقية. 3. كوبرى قصر النيل مساحة حرة للحبيبة الكورنيش عمومًا، وكوبرى قصر النيل بشكل خاص، هى المساحة الحرة التى تفتح ذراعيها دائمًا وأبدًا للحبيبة لاختبار تجربة الحب بكل تفاصيلها بمنتهى الحرية، وهو المكان الأكثر شهرة لمشاهد «الكابلز» الذى يسير أحدهم محتضنًا الآخر.. تجلس الفتاة على حافة الكوبرى بينما يجلس الشاب بجانبها مقتربًا بأقصى ما يستطيع، أو يسيران إلى جوار بعضهما، أو ينتقلان من الكورنيش العلوى إلى أسفل حيث شط النيل الذى يرتفع عنده سقف «الاقتراب» إلى ما هو أبعد من ذلك. 4. المقطم.. وما أدراك ما المقطم على حافة الجبل الأشهر فى مصر، كتب التاريخ علاقات لا حصر لها، فهو المكان الذى يتبع مصنع الكراسى شهرة فى اللقاءات الساخنة بين العشاق الذين لم يحالفهم الحظ ب«مُكنة» أفضل من حافة جبل مرتفع، ظلام دامس، وعزلة صارخة فى الهواء الطلق، وهو ما كتب لكورنيش المقطم حظًا وافرًا فى انضمامه لأشهر «المتاوى» المصرية، وأكثرها أمانًا بالنسبة للعشاق، لكنها الأسطورة التى لم تدم طويلاً بعد السمعة السيئة التى التصقت بالمكان، وأضاءت عيون دوريات الشرطة التى ترددت على هناك لتحكم سيطرتها بعض الوقت، ثم يعود العمل من جديد، كأنما أعلن المكان بقاءه ضد عوامل الزمن وهجمات الشرطة المستمرة على كورنيش المقطم، الشاهد على حكايات العشاق منذ قديم الأزل. 5. «الجونينة أمان».. البوكس عمره ما بيدخلها بضهره «الجونينة أمان.. البوكس عمره ما بيخشها بضهره».. جملة قالها «محمد لطفى» ل«حلا شيحة» فى فيلم «سحر العيون»، عندما اصطحبها ل«الجنينة» تحت إحدى الأشجار التى تشهد يوميًا على علاقات حب متعددة، ولم يكذب عندما أعلن بثقة أن «الجونينة» أمان، وتصلح دائمًا لممارسة الحب دون إزعاج من أحد، وهو المشهد الذى كان دليلاً واضحًا على ما تمثله «جناين» مصر من «متاوى» أصيلة، تشهد يوميًا على قصص حب عابرة لم تجد أفضل من «الجناين» المظلمة غالبًا مكانًا للاختفاء عن الأعين، وخطف مشاعر عابرة، لها فى مصر أماكنها الخاصة جدًا، ومن أشهرها «الجناين» المصرية. 6. تحت الكوبرى.. جمهورية «التبول» والحبيبة أسماء محفورة وبجوارها عبارات حب أحيانًا، وألفاظ بذيئة أحيانًا أخرى، هو المشهد الذى لا يجب أن يثير دهشتك أسفل الكبارى المصرية التى لا تستخدم كملف للسيارات من أسفل الكوبرى فحسب، لكنها بالطبع هى المكان الرسمى للتبول، كما أنها مكان مثالى لتبادل المشاعر الساخنة، والقبلات السريعة التى تحتاج دائمًا إلى مكان منعزل لا يقترب منه أحد، ولا تتجه إليه الأعين ربما بفعل الرائحة النفاذة التى التصقت بالمكان بفعل «المتبولين»، وربما لأنه من أماكن «الحبيبة» المعروفة التى يتعامل معها الجميع كما لو أضاء زوارها «اللمبة الحمرا». 7. شوارع الجامعة.. ياما شافت داخل الجامعات المصرية، لابد من وجود شارع، أو زاوية يعرفها الطلبة جميعًا، ولا يتردد عليها سوى من يرغب فى التعبير عن مشاعر أكثر سخونة من المعتاد. الجامعات المصرية هى التى يظن البعض عبثًا أنها للعلم فقط، فداخل كل جامعة مصرية هناك مكان مخصص للعشاق، ومكان آخر يعتبره الجميع «مُكنة أصيلة» لقول ما لا يجب قوله فى الأماكن العامة، مثل كلية الآداب جامعة «عين شمس» على سبيل المثال، أو بمعنى آخر «كليات الآداب» فى الجامعات المصرية عامة، التى لا تختلف سمعتها كثيرًا عن سمعة «مصنع الكراسى»، لكن داخل الجامعة. 8. بير السلم.. مكان مثالى ل«الحبيبة» سواء «بير سلم» منزلهم، أو «بير سلم» عمارة أخرى، مروا عليها بالصدفة، خصوصًا عمارات وسط البلد، تبقى الفائدة فى كل الأحوال واحدة، باعتبار «بير السلم» مُكنة رئيسية من زمن الفن الجميل، خاصة إذا كانت البناية قديمة، ومهجورة نوعًا ما، فهى بذلك تعتبر بناية مثالية تدخل فى قائمة طويلة ضمن مجموعة من «المتاوى» المصرية ل«الحبيبة» الذين لن ينسى أحدهم بالطبع درجات السلالم المظلمة، أو مدخل عمارة لا يوجد بها حارس فى أوقات تقل فيها أقدام الزائرين. 9. أسانسير عمارات وسط البلد.. منقذ فى الأزمات كل ما تحتاجه هو عمارة قديمة نوعًا ما لا يوجد بها «بواب» ليسألك عن وجهتك، أو ربما مكان عام، أو عمارة مليئة بالعيادات أو المكاتب فى وسط البلد، الأسانسير هو المكان الأكثر أمانًا، كما أنه يعتبر من الحلول الرئيسية لدى «الحبيبة»، وإن كان من الحلول التى يتم اللجوء إليها بعد أن تنقطع السبل، ويبقى أسانسير البنايات القديمة، خاصة فى منطقة وسط البلد هو «المتوى» المتاح، وذلك نظرًا لكثرة البنايات التى لا يوجد بها حارس للعقار، كما أنها معرفة بأن «الرجل عليها مش أد كده». 10. مركب فى النيل.. اللفة ب2 جنيه 2 جنيه، هو سعر اللفة الواحدة فى مركب يخترق النيل فى لفة سريعة يمكنك التحكم فى مدتها بسعر أكبر، كما يمكنك التحكم فيمن يصعد للمركب، فبإمكانك دفع أجرة أكبر، واللف بمركب فى النيل وحدك، بأغان شعبية يخترق صوتها السماء، والمياه الغارقة فى الظلام.. ينطلق المركب فى لفته الأزلية، وتبقى هذه اللفة هى الساعة التى يمكن للحبيبة سرقتها من الوقت كمكان يجمع بين العزلة والرومانسية، كما يشتهر بكونه واحدًا من أهم وأقوى «المتاوى» المصرية للعشاق.