اهتمت الصحف الإسرائيلية فى عددها الصادر اليوم الثلاثاء، بترميم وزارة الثقافة المصرية لمعبد بن ميمون اليهودى بمنطقة العباسية بوسط القاهرة، حيث ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أنّ معبد بن ميمون تم افتتاحه بعد خضوعه لعامين من الترميم من قبل السلطات المصرية، وقد حضر الافتتاح نحو 150 شخصًا، بما فيهم السفير الإسرائيلى الجديد لدى القاهرة، السفير إسحق ليفانون، وسفيرة الولاياتالمتحدة، مارجريت سكوبى، هذا بالإضافة إلى ما يقرب من عشرة حاخامات يهود. ومن جانبه قال "أندرو بيكر" وهو حاخام فى المجلس اليهودى الأمريكى: "عندما أتيت إلى القاهرة منذ خمس سنوات فقط، وجدت المعبد اليهودى فى حالة يرثى لها، حيث كان مدمراً وبدون سقف" وقد أشاد بيكر بالسلطات المصرية من أجل اعترافها بأن المواقع الدينية اليهودية هى جزء لا يتجزأ من التراث المصرى والثقافة المصرية، والدليل على هذا هو مشروع ترميم معبد بن ميمون. وتنقل الصحيفة عن مسئولين مصريين، أنّ الوزير فاروق حسنى، وزير الثقافة المصرى، قد غاب عن الاحتفال لأنه كان فى يوم أحد، وهو يوم دينى بحت. وتذكر الصحيفة أنّ الحكومة المصرية تواصل أعمالها لترميم الآثار الفرعونية، ولكن السلطات المصرية لا تزال أكثر حذراً عندما يتعلق الأمر بترميم المواقع اليهودية القديمة، حيث إنّه بالرغم من استعادة مصر علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل عام 1979، إلا أنّ كثيراً من الشعب المصرى ذات الغالبية المسلمة لا يزالون يعارضون فكرة تحسين العلاقات الثقافية مع إسرائيل. وتشير الصحيفة إلى أنّ مصر كانت تتمتع بحرية دينية كاملة، حيث إنّ عدد اليهود الذين كانوا يعيشون فى مصر وصل إلى عشرة آلاف يهودى، ولكن بدأت هجرة اليهود الجماعية من مصر وعدة دول عربية أخرى بعد خوض حرب 48 مع إسرائيل، ولا يعيش فى مصر الآن سوى بضع عشرات من اليهود. وتذكر الصحيفة أنّ مصر لديها 11 معبداً للديانة اليهودية، وقد تم استعادة البعض منهم. ومن جهة أخرى أشادت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بالجهود المصرية المبذولة لترميم معبد بن ميمون، حيث نقلت الصحيفة عن تصريحات الوزير فاروق حسنى فى بيانه؛ والتى تتلخص فى أنّ مصر سوف تتحمل تكاليف ترميم المعابد والكنائس اليهودية، حيث إنّ المواقع اليهودية هى جزء أساسى من الثقافة المصرية، ولن يتم ترميمها بأى تمويل أجنبى، مؤكداً أنّ وزارة الثقافة المصرية، قد وضعت خطة لترميم الإحدى عشر معبد فى جميع أنحاء مصر، حيث تم بالفعل ترميم ثلاثة منهم. وتذكر صحيفة هاآرتس أنّ الجالية اليهودية تم طردهم من مصر منذ عقود بناءً على الاضطهاد والعنف والمرتبط فى جزء كبير منه بالصراع العربى الإسرائيلى، حيث خاضا (مصر وإسرائيل) حروب فى أيام الأربعينيات والسبعينيات، ثم تم توقيع معاهدة السلام عام 1979. وتضيف الصحيفة أنّه بالرغم من تلك المعاهدة، إلا أنّ الكثير من المصريين لا يزالون يكنون مشاعر غير ودية تجاه إسرائيل، هذا بالإضافة إلى أنّ الصور النمطية المعادية للسامية فى بعض الأحيان لا تزال تظهر فى وسائل الإعلام المصرية. وعن موضوع خسارة فاروق حسنى لرئاسة اليونسكو، ذكرت الصحيفة أنّه قد ألقى اللوم على المؤامرة التى تم "طبخها" فى نيويورك من قبل اليهود لإسقاطه وعدم فوزه بهذا المنصب.