يأتى يوم 8 مارس ذكرى يوم المرأة العالمى، ليؤكد أن هناك نساءً ب100 راجل، وأن شعار "الرجالة فين الستات أهم" فى محله، فالسيدات كن صاحبات الشرارة الأولى لأغلب الاعتصامات العمالية التى شهدتها مصر هذا العام ولعل اعتصام الضرائب العقارية كان أوضح مثال على هذا حيث شاركت فيه مئات السيدات بل نمن على الرصيف عشرة أيام متوالية مع أزواجهن وأطفالهن، حتى تتمكن الأمهات من مساعدة أبنائهن فى أداء واجباتهم المدرسية. وأيضا كان للنساء دور واضح فى اعتصامات التمريض، أطول إضراب نسائى مصرى حيث شاركت فيه أكثر من 100 إخصائية تمريض بجامعة المنصورة، فى اعتصام مفتوح استمر أكثر من شهر احتجاجا على قرار رئيس الجامعة بنقلهن للعمل بمراكز ومستشفيات طبية بعيدة عنهم، وبعيدة تماما عن العمل الأكاديمى الجامعى كما عانوا فيه بصورة كبيرة، حيث منع عنهم دخول الطعام والشراب، وتم إغلاق دورات المياه أكثر من مرة، وقطعت عنهم الكهرباء والمياه، بالرغم من وجود أكثر من 12 سيدة بينهن حامل أجهضت منهن اثنتان. "عائشة أبو صميدة" إحدى أبرز نساء اعتصام الحناوى، بدأت حكايتها مع الشركة منذ عام 2004 عندما طالبت بالحقوق المالية المهدرة المتمثلة فى منح ثانوية وعلاوات اجتماعية، وهنا لم تجد الشركة إلا أن تنقلها بعيدا عن سكنها 75 مترا، ولهذا لجأت للقضاء، كل هذا لم يؤثر فى عائشة أو يجعلها تيأس فكانت تذهب لعملها يوميا فى المكان الجديد مما كان يكلفها أكثر من 150 جنيها بالرغم من أن أجرها الأصلى 450 جنيها فقط. عائشة التى لم تتزوج، ولم تتم تعليمها لكنها تربت على المطالبة بحقوقها وتؤكد: "هذه هى المرة الأولى التى أشارك فيها فى اعتصام، فعندما وجدت حقى يضيع منى لم أفكر فى أى شىء أو أن أعيده، كما دعمنى والداى ووالدتى وقتها وأعطونى مطلق الحرية، وعن أبرز المضايقات التى تعرضت لها، تقول عائشة: "تعرضت لمضايقات من زملائى من الرجال وأعضاء اللجنة النقابية". تغيرت شخصية عائشة كثيرا بعد مشاركته، وقيادتها للاعتصام حيث زادها قوة، بالرغم كل ما تعرضت له من إيقاف عن العمل عام 2007، ثم فصلها تماما وبالرغم من ذلك لم تتوقف حيث تعرض 33 من زملائه لنفس المشكلة فوقفت بجانبهم، وقادتهم حتى قابلت مدير الشركة وتفاوضت معه شخصيا. وحول زيادة دور النسائى فى الاعتصامات المختلفة تضيف أبو صميدة: "الستات نفسهم أطول بكثير من الرجالة"، على الجانب الآخر تقول "وداد الدمرداش" أبرز النساء التى قادت اعتصامات المحلة: "إحنا كنا بندافع عن حقوقنا ولم نشعر وقتها بالخوف لأن كان بيحركنا لقمة عيشنا، فمرتباتنا أتأثرت وقلت بصورة كبيرة". 27 عاماً هى المدة التى قضتها "وداد" بغزل المحلة،ولكنها بالرغم من ذلك لم تفكر فى الإضراب إلا عام 2006،عندما وجدت راتبها ثابت كما هو، رغم صدور قرار بزيادة رواتب جميع الموظفين، وتقول: "وقتها ارتفعت الأسعار بصورة كبيرة، ولم أجد أى شىء أفعله، كان الاعتصام بالنسبة لوداد "اليد التى اجتمعت عليها الجميع فى المطالبة بحقوقهم فكان يشارك فيها الرجال والسيدات، لوداد أربعة أبناء اثنان منهم فى الثانوية العامة، كانا يشجعانها فى البداية على المطالبة بحقوقها، ثم طلبا منها أن تتوقف عن المشاركة فى الإضرابات أو الاعتصامات، خاصة بعد أن شاهدوا الضغوط التى تتعرض لها، من فصل تعسفى ونقل من وظيفتها الإنتاجية إلى العمل فى أحد الحضانات التابعة للشركة وإيقاف راتبها. كان لوداد دور واضح فى التفاوض من أجل زيادة الحوافز الخاصة بهم، وقابلت وقتها "حسين مجاور"، وأعضاء اللجنة النقابية، وقدمت لهم أبرز مشاكل العمال خاصة النساء المغتربات اللاتى ليس لهن مكان للنوم عكس الرجال الذى توفر لهم الشركات هذه الأماكن. حول زيادة الدور النسائى فى الاعتصامات هذا العام تؤكد وداد، أن ما مروا به من ارتفاع واضح فى الأسعار لا يقابله ارتفاع فى الرواتب، مما جعلها هى وزميلاتها لا يفكرن فى شىء سوى معاشهن اليومى الذى لا يعرفن كيف يمكن الحصول عليه. وكان أيضا من أهم النساء الاتى شاركن فى اعتصام المحلة أمل السعيد أمل عمرها 43 عام، أمل لديها ولدان وعائلة تأثرت بصورة كبيرة من اعتصاماتها المختلفة حتى أنهم باتوا معها فى إحدى المرات فى الاعتصام وكانت تتعرض لانتهاكات من رجال الأمن، كما تعرضت لفصل تعسفى من عملها وتم نقلها للعمل فى فصل القمامة الخاصة بالمصنع بل تعرضت لإيقاف راتبه لمدة 6 أشهر متتالية. لم تستطع أمل الصمود طويلا بل كان يأتى عليها أوقات كثيرة تبكى وتتوقف عن النضال أو الدفاع عن قضيتها لما كانت تتعرض له حتى أن زوجها طلب منها البعد عن المطالبة بحقوقها وعندما رفضت تسبب هذا فى اندلاع المشاكل بينهم. وتعليقا على ما سبق من أدوار واضحة للنساء فى الاعتصامات وأخرى خفية، تقول عزة سليمان رئيس مؤسسة قضايا المرأة أن مصر الآن تمر بأصعب مراحلها على السيدات والرجال، بل زادت الانتهاكات الاقتصادية والاجتماعية للنساء، مما جعلهم يتحركوا للمطالبة بحقوقهم المختلفة، وتضيف أن نسب النساء التى تعول اسر زادت مع عدم وجود جهاز حكومى يهتم بالنساء أو مشاكلهم. وتؤكد فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة الأهالى أن النساء كان لهن دور بارز فى الاعتصامات منذ القدم فشاركوا فيها منذ عام 1919، ثم ثورة القاهرة الأولى، حيث شاركت فى وقفة ضد الاحتلال الفرنسى فى القرن الثامن عشر، وشاركوا فى اعتصام 1977 ضد ارتفاع الأسعار والتى أطلق عليها انتفاضة الخبز وقتها كما أطلق السادات أسم انتفاضة "الحرامية" وكان يوجد بها نسبة كبيرة من الاعتقالات النسوية. كما كان لهن در واضح فى مظاهرات العمال عام 1945 التى اندلعت فى مصر من أدناها إلى أقصاها، وتزايد دور النساء الآن وبرز مع زيادة التعليم وظهرت قدوات جماهيرية. وتضيف النقاش أن مشاركة النساء فى الاعتصامات الشعبية هى إضافة جيدة للعمل النسائى الذى بدأ منذ قرنين من الزمان، كما أنه تأكيد على أن للمرأة بكل فئاتها دور فى المجتمع ولا تنفصل مطالبها عنه. وتضيف رئيس تحرير الأهالى أن الأجواء السياسية الحالية شجعت النساء على المشاركة فى الوقفات والاعتصامات المختلفة. أما منى عزت أحد الخبراء بمؤسسة المرأة الجديدة فقد أرجعت بروز دور النساء فى الاعتصامات إلى أن نسب النساء فى أماكن العمل زادت بصورة كبيرة مما ساعد على ظهورهن على الساحة السياسية للمطالبة بحقوقهن المختلفة، وأكدت عزت أن الاعتصامات النسائية زادت فى المصانع والشركات بصورة كبيرة لما يتعرضن له من انتهاكات، حيث ينظر لهن باعتبارهن عمالة رخيصة. أخبار متعلقة: إلهام شاهين تطالب بتمكين المرأة فاتن حمامة تجمع بين حب الرجال والنساء وتغيير القوانين يوم المرأة العالمى.. وفاء بسيم تدين لزوجها ولأبو الغيط بالفضل نساء فلسطين يعتصمن فى اليوم العالمى للمرأة فايزة أبو النجا تخوض حرب المعونة فى أصغر وزارة آسيا.. تمثل وتنتج وتساند يوسف شاهين وتكتشف صباح