سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الخارجية يستبق قمة الخليج فى قطر بلقاء ملك البحرين ووزير خارجية عمان.. سامح شكرى يؤكد ارتباط أمن مصر بأمن الخليج.. والجامعة العربية: قمة الدوحة مهمة لتنقية الأجواء وإزالة الشوائب
فى الوقت الذى تستعد فيه الدوحة لاستضافة قمة مجلس التعاون الخليجى بعد غد الثلاثاء، أجرى سامح شكرى وزير الخارجية المصرى مباحثات فى اثنتين من العواصم الخليجية الهامة خلال زيارته إلى البحرينوعمان، حيث التقى فى سلطنة عمان يوسف بن علوى وزير الخارجية العمانى وأجرى معه مباحثات حول العلاقات الثنائية وسبل تعميقها فى مختلف المجالات، والتشاور حول عدد من القضايا الإقليمية الهامة فى منطقة الخليج والمنطقة العربية. ومن المقرر أن يشارك الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى ونائبه السفير أحمد بن حلى فى الجلسة الافتتاحية للقمة الخليجية، وقال بن حلى إن حضور الأمين العام يأتى تلبية للدعوة التى وجهها إليه وزير الخارجية القطرى الدكتور خالد بن محمد العطية، معتبرا أن مجلس دول التعاون الخليجى يشكل رافدا مهما من روافد العمل العربى المشترك، ولابد من الاستفادة من هذه التجربة الناجحة التى تصب لصالح الجامعة العربية المنظمة الأم لهذه المنظمات . وأكد السفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام للجامعة العربية أهمية القمة الخليجية المرتقبة من أجل تنقية الأجواء العربية - العربية وإعادة الوئام والزخم للعمل العربى، مضيفا أننا نؤيد ونشجع كل خطوة بناءة تصب فى هذا الاتجاه، وأعرب عن أمله فى أن تخرج القمة الخليجية بنتائج تصب لصالح تنقية الأجواء العربية . وحول إمكانية تطرق القمة للخلافات بين مصر والدوحة، قال بن حلى "إننا نحتاج كأمة عربية لإزالة كل الغيوم والشوائب التى تعكر صفو العلاقات"، مضيفا أنه ليس من مصلحة أى دولة أن تكون فى خصومة أو فى خلاف مع دولة عربية أخرى، خاصة فى ظل التحديات الخطيرة التى تواجهها الأمة العربية من إرهاب ومحاولات من جانب بعض القوى للتدخل فى الشأن الداخلى لدول المنطقة، مطالبا الإعلام بعدم تزكية هذه الخلافات وتأجيجها، وقال "إننا نثق فى حكمة قادة الدول العربية وقدرتهم على تجاوز الخلافات الراهنة ومتفائلون نحو تحقيق هذه الأهداف". والتقى سامح شكرى وزير الخارجية المصرى مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، حيث طلب عاهل البحرين نقل تحياته وتقديره للرئيس عبد الفتاح السيسى الرئيس المصرى، وعرض شكرى لما تم تحقيقه من تقدم على صعيد استعادة الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية الاقتصادية، منوها بالتحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الاقتصادى فى مارس القادم. كما تم خلال اللقاء تناول الأوضاع فى منطقة الخليج بصفة خاصة وفى منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، وخلال لقاء شكرى مع الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية مملكة البحرين، أكد على محورية علاقات التعاون والأخوة التى تربط مصر بالبحرين وأهمية العمل على مزيد من تعميقها وتطويرها فى مختلف المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والأمنية بما يحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين ويمكنهما من مواجهة التحديات المشتركة. وناقش الوزيران الأوضاع فى منطقة الخليج وأكدا على ارتباط أمن مصر بأمن الخليج، كما تم تناول عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التعاون المشترك لمواجهة ظاهرة الإرهاب. وعلى الرغم من أنه لم يتم الإشارة رسميا إلى أن مباحثات سامح شكرى وزير الخارجية المصرى تطرقت إلى الأزمة بين مصر وقطر إلا أن تواجده فى عواصم خليجية هامة عشية اجتماعات القمة الخليجية يؤشر إلى أن المصالحة مع قطر والشروط المصرية لإتمامها كانت على جدول الأعمال. وأكد محللون ومصادر متطابقة لوكالة فرانس برس أن موضوعى الأمن والعلاقات الخليجية مع العالم العربى لاسيما مع مصر، سيكونان فى صلب القمة، خصوصا أن الملف المصرى كان فى أساس الخلاف الخليجى الحاد فى 2014، خاصة فى ظل المصالحة التى توصلت لها دول الخليج الشهر الماضى بفضل وساطة كويتية تقرر على إثرها إعادة سفراء السعودية والإماراتوالبحرين إلى الدوحة بعد 8 شهور من سحبهم، فيما دعا العاهل السعودى مصر ضمنا إلى الانفتاح على قطر التى كانت من أبرز داعمى الرئيس الإسلامى المعزول محمد مرسى، وشدد الملك عبد الله على أن الموقعين على الاتفاق أكدوا الوقوف "جميعا إلى جانب (مصر) و(التطلع) إلى بدء مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق بين الأشقاء". وقال المحلل السياسى عبد الوهاب بدرخان "إن المصالحة أتت لتفادى تشقق مجلس التعاون" وللسماح بانعقاد القمة السنوية فى موعدها ومكانها، أى فى الدوحة، لافتا إلى "أن الحرب على داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) هو السبب الرئيسى الآخر للمصالحة، "فالجميع فى التحالف الدولى ضد داعش والجميع يتحسس وجود خطر قد يتحول إلى مخاطر داخلية فى كل بلد"، مؤكدا "أن الضغط الأمنى هو العنوان الحقيقى لهذه القمة سواء كونها تنعقد فى ظل مشاركة دول الخليج فى الحرب أو قلقها إزاء أمنها الداخلى وضرورة تنسيق التعاون الأمنى". وقال إن طريقة التعامل مع الخلافات قد تصبح أقل حدة لكن "الخلافات ما زالت موجودة حول موضوع التعامل مع مصر والنظرة إلى الدور الإيرانى"، ففى موضوع مصر والإخوان المسلمين، تبقى الإمارات متمسكة بمقاربة متشددة طويلة المدى ضد ما يسمى ب"الإسلام السياسى" الذى تعتبره المنبع الحقيقى للتطرف، فيما تبدو قطر متمسكة بحسب بدرخان بخيار احتواء التيار الإسلامى. وقال مصدر خليجى إن قمة الدوحة ستقر "قيادة عسكرية مشتركة" بين دول مجلس التعاون يكون من مهامها تنسيق الحرب على المتطرفين مع الولاياتالمتحدة التى تقود هذه الحرب والدول الأخرى المشاركة. وتعد سلطنة عمان العضو الأقرب بين دول المجلس الست إلى إيران، كما أنها الدولة الوحيدة التى أعلنت رسميا رفضها انتقال مجلس التعاون إلى مرحلة الاتحاد كما ترغب السعودية، ولعبت السلطنة دورا بارزا فى تسهيل المحادثات النووية بين غريمة الخليجيين إيران وحليفتهم التقليدية الولاياتالمتحدة. وعلى الصعيد الاقتصادى، يخوض التكتل الخليجى حربا شرسة للحفاظ على حصتها من السوق النفطى، وهى الحصة التى تعطى دول المجلس الأربع الأعضاء فى أوبك بزعامة السعودية تأثيرا عالميا، ودفعت السعودية والإمارات والكويت وقطر باتجاه إبقاء مستويات الإنتاج على حالها فى أوبك، بالرغم من تراجع الأسعار للضغط على منتجى النفط الصخرى وأخراهم من المعادلة، خصوصا فى الولاياتالمتحدة، والحفاظ على حصتها ونفوذها فى سوق الطاقة العالمى. موضوعات متعلقة وزير الخارجية يصل مسقط ويعقد مباحثات مع نظيره العمانى