قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إن الدول العربية والأوروبية، وفى ظل بقاء الولاياتالمتحدة على الهامش، شعرت بقلق متزايد من التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتمضى تلك الدول قدما الآن فى جهود لدفع الجانبيين إلى إجراء محادثات مرة أخرى والتحرك نحو حل لصراعهما المستمر منذ فترة طويلة. وأشارت الصحيفة إلى أن التفاؤل بمباردة جديدة للسلام يمكن أن يكون أفضل إلى حد ما من فشل تدخل إدارة أوباما فى دبلوماسية عملية السلام فى وقت مبكر هذا العام. فالولاياتالمتحدة منشغلة بالمعركة ضد داعش، وفى محادثات تهدف إلى تأمين اتفاق شامل مع إيران بشأن برنامجها النووى، فى حين أن إسرائيل منشغلة بالحملة التى تسبق الانتخابات المقررة فى مارس المقبل. لكن فى نفس الوقت، فإن عددا من القوى الرئيسية بشكل أساسى فى الشرق الأوسط وأوروبا، تشعر بقلق من أن عدم فعل شىء فى ظل تصاعد التوتر هو وصفة لكارثة. وهناك جهود تجرى فى مجلس الأمن الدولى لدفع الإسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات، ولا تعود تلك الجهود فقط إلى الإحباطات المتزايدة من تدهور الأوضاع، فى ظل غياب الدبلوماسية، ولكنها تعكس أيضا إحساسا بأن كل الجانبيين أقل سيعا لاتخاذ خطوات أحادية عندما يكونا فى خضم محادثات، أكثر من تراجعهما مثلما هو الحال الآن. وأشارت الصحيفة إلى أن الجهود المبذولة من خارج المنطقة على نحو خاص عززت فكرة تكتسب زخما لدى بعض الدوائر فى واشنطن بأن القضية الفلسطينية التى لم تحل لم تعد القوة الدافعة للعرب مثلما كانت من قبل. وكانت الجماعة العربية قد أيدت الأسبوع الماضى مشروع قرار فلسطينيى يعترف بها كدولة عضو بالأممالمتحدة، ويدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية فى الضفة الغربية والقدس الشرقية بنهاية نوفمبر 2016. وبدأت الأردن، التى لديها مقعد الآن فى مجلس الأمن، فى تدوير القرار فى الأممالمتحدة فى نيويورك. ويقول الدبلوماسيون الأردنيون إنهم سيرغبون فى التصويت على القرار قبل نهاية العام. أما الدول الأوروبية الثلاثة، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، فقد اقترحت مشروع قرار منفصل وأقل إثارة للجدل لتحديد موعد نهائى فى غضون عامين لكى تسفر المحادثات عن إنشاء دولة فلسطينية. وترى الصحيفة أن أحد الأسئلة المطروحة يتعلق بموقف الولاياتالمتحدة من تلك القرارات. فمن شبه المؤكد أن ترفض إدارة أوباما القرار المدعوم من العرب فى حال طرحه لتصويت عليه. وكانت الولاياتالمتحدة قد قضت على آخر محاولة للفلسطينيين للاعتراف بدولتهم فى مجلس الأمن عام 2011، إلا أن مشروع القرار الأوروبى ربما يحدد الموقف الأمريكى، حسبما يقول بعض الخبراء الدبلوماسيين.