نقلا عن العدد اليومى : «صباع لكل مواطن».. نظرية تنم عن «دماغ مِتْكَلّفة» أقربُ إلى «الغاية»، يُطلقها كل باحث عن «الكيف»، تجده خبيرًا بكل أنواع المُخدرات المحلية والعالمية، يترقب أحدث الأنواع، ويفتش عن أجودها، يُصادق ال«Dealers»، خُفاشٌ تجده ليلًا للبحث عن الجرعة اليومية، ويزحف لمضجعه نهارًا، مقاصده «النواصى» للحصول على «أحلى Stuff»، و«الأكشاك» لشراء «وَرق البَفْرة»، يبيع «اللى وراه واللى قدامه علشان المصلحة»، ضليعٌ فى ديناميكية «اللف»، وَفِىٌّ لا ينسى «أول دماغ»، وكريمٌ وسط الصُحْبة لأن «الكيف مناولة مش مقاولة»، قَنوع يؤمن بأن الحشيش النقى اختفى من الوجود، يعرف ما له من حقوق وما عليه من واجبات، فلا يتنازل عن «الاصطباحة» عند الشراء. سيكولوجية «الحشّاش المصرى» ذات طابع خاص، تسأله عن سبب التعاطى فيبادرك بجوابٍ أعده فى ذهنه مسبقًا «هبطّل بعد المرة دى!»، كلماته تكشف عن صراع داخلى، يُقْبِل على تقليل الجُرعة، أصبح على مشارف الإقلاع، ولكن.. «الكيف بيذل». «ياخدها من قصيرها» ويطرح تساؤلات سفسطائية تكشف انعدام الإرادة «ليه مانقننش الحشيش؟! ده كده أسهل»، «اشمعنى الخمرا؟ مش هى مُنْكَر ورجس من عَمَل الشيطان؟»، «وليه أبطّل؟.. ما أنا كده كده هشرب تانى فى أى مناسبة».. أسئلة شيطانية تدور فى ذهن الكثير من الحشّاشين «فاكرين نفسهم فى هولندا»، تتبعها خطوات و«إرادة» حقيقية ومحاولات لسن قوانين «الحشيش»، ولكن أين ستتم مناقشة هذا المشروع وليد الشوارع والنواصى؟ مجلس النواب؟ أم «الغُرَز» و«الدواليب»؟. ظهرت فى الآونة الأخيرة، عدة دعوات على مواقع التواصل الاجتماعى تطالب فعليًّا بتقنين أوضاع «الحشّاشين»، مما يؤكد أن «الفيس مش للنُشطاء بس»، فتَحت راية «يا حشاشين مصر اتحدوا» أصدرت صفحة «قننوه - Legalize it» أول بيان لها فى يناير العام الحالى توضّح غَرَض الحملة وهو «تقنين الحشيش»، من أجل هدف «الانبساط»، وأكدت الحملة وفقًا لأول منشور لها «الحملة هتشتغل على شق قانونى، غير الناس اللى هتشتغل على السوشيال ميديا، والجرافيتى، والحاجات التانية اللى ممكنت نتفق عليها سوا لو مقتنع قول لكل أصحابك علينا وقريب أوى استمارات الاشتراك فى الحملة هتكون متوفرة». «قننوا الحشيش».. صفحة أخرى ب«تنحت فى الصخر» لنفس الغرض، ولكن تحت شعار آخر هو «ضع الحشيش مكان البخور.. تلقى الناس مبسوطة ف سرور»، لتنشر الصفحة عدة نصائح ل«الحشاشين» عليهم الالتزام بها على رأسها «وأنت بتشترى حشيش النهارده.. افتكر إن فيه ناس ماعهاش تشترى سجاير فَرْط». وتحت شعار «الخابور أسلوب حياة».. اعتمدت صفحة «الحملة المصرية لإصلاح قانون تجريم الحشيش» على نَشْر صور «صوابع الحشيش النضيف والفاخر» لجذب مؤيدين جُدُد، ولتلخيص هدف الحملة المتمثل فى «تعديل القوانين المتعلقة باستهلاك نبات القنب فى مصر حتى يُعامل معاملة النباتات الأخرى مثل التبغ». وتقرأ كلمات من القلب بين الإخوة الحشّاشين مُعلنة عن التضامن مع مطالب تقنين المخدرات، آملين أن «تحن» عليهم الحكومة يومًا ما، يسطر أحدهم حِكَمًا فيقول «فى كل مكان أذهب إليه فى العالم، من أسوان حتى نيويورك، ليس أسهل من الحصول عليه، وهو عنصر توحيد لكل البشر (الضرّيبة)، الذين يجعلونك لا تشعر بالغربة أبدًا، دائمًا هناك اصطباحات جديدة».. كما تجد أيضًا «الصفحة الرسمية لتُجّار الحشيش فى مصر» يسيطر على فضائها الرقمى «عتاولة» وبارونات الكيف، ويعتبرها الرواد التطور الطبيعى والعصرى ل«الباطنية»، باعتبارها فضاء اجتماعيا مسموحا فيه بكل ما هو ممنوع على أرض الواقع، وتجرى عيناك على جملة تتكرر كثيرًا «عاوز حشيش يا معلم لو تعرف ياريت الأسعار إنبوكس!». احتفل الحشّاشون احتفالهم الأكبر عند الإعلان عام 2013، عن تدشين موقع «الحشيش بكام»، يُبقيك على اطّلاع بأسعار الكيف، متناولًا أنواعه، والفروق المختلفة بين جودة هذا وذاك، إضافة إلى تحديد أقرب «ديلر» من موقعك «أيوة زى منافذ التموين ووزارة الزراعة كده». «لو حلال آدينا بنشربه.. ولو حرام آدينا بنحرقه».. إفيه شهير بفيلم «العار»، يلقيه الفنان نور الشريف، على شقيقه «الدكتور» محمود عبد العزيز، عندما يبادره الأخير فى لحظة «أُنْس» بداخل إحدى «الغُرَز» أثناء تدخينهما «الجوزة» بسؤال «اللى بنشربه ده.. حلال؟ ولا حرام».. إجابة «أبوكمال»، أو نور الشريف، تعكس الرغبة الدفينة داخل نفوس كل حشّاش - مبرراتى - فى الوصول لأمله المنشود، وتحقيق مطلب تقنين المُخدرات إعمالًا بمقولة «كده هنشرب.. وكده هنشرب.. يبقى يرخصوه أحسن!».