سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يا باسطنا يا محششنا.. يا ساطلنا يا منقذنا ..عادل إمام ل«يسرا»: «أنا شربت حشيش يا سعاد».. ونور الشريف: «لو كان حلال أدينا بنشربه».. واللمبى يتسلطن مع خروج الدخان الأزرق من أذنيه
نقلا عن العدد اليومى : «ياما شاء الله ع التحفجية.. أهل اللطافة والمفهومية، ورينا أجدع بيه ولا باشا.. يقدر يعايب على الحشّاشة»، بهذه الكلمات الغنائية يصف شيخ الموسيقيين سيد درويش «الحشاشين» فى رائعته «التحفجية»، ويصور حالة الحب و«الروقان» لدى «المزاجنجية»، وكما وصف سيد درويش حال الحشاشين فى غنائه، أرخت السينما المصرية للمزاج العالى عند الرجل والمرأة، وتناولت عشرات الأفلام تفاصيل عالم المخدرات وتهريبها والاتجار فيها، بل إن تاجر الحشيش كان دائما القاسم المشترك فى معظم أفلام الأكشن المصرية، حيث يجسد دائما الجانب الشرير فى صراع الحياة وفى دراما الخير والشر والتى تنتهى دائما بانتصار الخير، إلا أن الشر يظل باقيا مشيرا إلى الطريق السيئ الذى علينا أن نتجنبه. وقد برع نجوم عديدون فى أداء أدوار تجار المخدرات أو تجار الحشيش أو المتعاطين، تارة بقسوة يتطلبها الدور وتارة أخرى بخفة ظل، تبقى معنا مثل الأمثال نرددها فى المواقف المختلفة، خاصة فى الحالات التى يجسد فيها النجوم أدوار المتعاطين التى تتقاطع مع الثقافة الشائعة لدى عموم الشعب المصرى من تناول الحشيش فى المناسبات أو السهرات برفقة الأصدقاء. واتخذ بعض الكتّاب وعلى رأسهم نجيب محفوظ، من «الحشيش» وسيلة للتعبير عن الواقع المجتمعى، ولعل هذا ظهر فى رائعته «ثرثرة» فوق النيل بطولة النجوم أحمد رمزى وعماد حمدى وأحمد توفيق إخراج حسين كمال، حيث ظل أبطال العمل يرددون مخاطبين عماد حمدى: «يعيش وزير شؤون الكيف، يا باسطنا، يا محششنا، يا ساطلنا، يا منقذنا»، فى صورة سينمائية بديعة رسمها حسين كمال. ويختلف مزاج الفنانين فى الستينيات عن مزاج نجوم السبعينيات والثمانينيات، ففى منتصف الثمانينيات يسخر الزعيم عادل إمام من تناوله للحشيش فى المشهد الشهير الذى يجمعه بالفنان على الشريف فى فيلم «كراكون فى الشارع» عندما يتناولا الشيشة ويقول له على الشريف: «أنت ماشربتش حشيش قبل كده» فيرد الزعيم: «لا ماشربتوش ولا بحب اللى بيشربه» وعندما يعلم أنه يتناول الحشيش يصرخ وهو يهتز من السطل: «الله يخرب بيتك دى فيها إعدام» وينطلق إلى زوجته «سعاد» يسرا، ويقول بصوت عالٍ إفيهه الشهير «أنا شربت حشيش يا سعاد». وفى فيلم «العار» تأليف محمود أبو زيد وإخراج على عبد الخالق، احترف النجم نور الشريف تعاطى الحشيش، ويفخر بأنه يتناوله لاعتقاده أنه نبات وليس مادة مخدرة، وبرع النجم فى شد أنفاس الدخان المصحوب بالحشيش وهو يتمايل أثناء تناوله بتناغم مع خيوط الدخان الأزرق، ويضحك ويلهو وهو يشد نفس الحشيش قائلاً جملته الشهيرة: «لو كان حلال أدينا بنشربه، ولو كان حرام أدينا بنحرقه». شخصية «الشيخ حسنى» التى جسدها الفنان محمود عبد العزيز فى «الكيت كات»، تعد من أهم الشخصيات التى تناولت الحشيش فى السينما، فالرجل لم يتوان لحظة فى بيع منزل والده مقابل تناول حصص يومية من الحشيش، من تاجر المخدرات نجاح الموجى، ويظل قابعا معهم فى جلسات الأنس لتناول الحشيش. وجسد النجم محمود عبد العزيز دور الشيخ حسنى الذى فقد بصره وفقد زوجته التى يحبها ببراعة شديدة ونال عنه جوائز عدة وإشادات من النقاد والجمهور معا، إلا أن أطرف المواقف التى تبقى فى أذهان المصريين هى مواقفه فى لحظات التجلى بعد تعاطيه الحشيش مثل إصراره على دخول السينما مع صديقه الأعمى ليشرح له تفاصيل الفيلم أو إصراره على قيادة الموتوسيكل. ويعتبر النجم عادل أدهم «ملك الحشاشين» فى السينما المصرية حيث يظهر فى أغلب أفلامه رجلا قويا غليظا، صاحب مزاج، وتجلى هذا فى فيلم «الراقصة والطبال» مع نبيلة عبيد وأحمد زكى والمخرج أشرف فهمى، وهو يقول للفنانة نبوية سعيد التى جسدت شخصية والداته بنبرة حزينة: «خلصتى التعميرة، ليه كده يا أما، ده الضنى غالى يا أما». ومع بداية الألفية أرخ النجم الكوميدى محمد سعد اللمبى لشخصية «الحشاش» من خلال فيلمه الشهير «اللمبى» ذلك الشاب الذى ينطلق الدخان من فمه وأنفه وأذنيه، وهو فى قمة استمتاعه وفرحه عندما يرى الدخان الأزرق يتطاير من حوله ويمسك رأسه ويرجها، ويصرخ «ياسلام يا عم بخ الحجرين من غيرك ولا يسوو» يقصد الفنان حسن حسنى الذى كان يتعاطى معه الحشيش.