فتحت مكاتب الاقتراع أبوابها أمام الناخبين اليوم الأحد فى ثانى انتخابات تشريعية فى العراق منذ سقوط النظام السابق ربيع العام 2003، فى ظل تهديدات أطلقها تنظيم القاعدة. وبدأت المكاتب عملها الساعة السابعة صباحا فى جميع مراكز الاقتراع فى البلاد فى ظل إجراءات أمنية مشددة بمشاركة مئات الآلاف من عناصر الجيش والشرطة وفرض حظر تجول على المركبات فى بغداد. ودعى حوالى 19 مليون ناخب لاختيار برلمان من 325 نائبا لمدة أربع سنوات سيغادر خلالها 95 ألف جندى أمريكى بشكل نهائى العراق بعد تسعة أعوام على الإطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين. كما قالت مصادر أمنية عراقية فى حصيلة جديدة أن ما لا يقل عن 24 شخصا لقوا مصرعهم وأصيب حوالى سبعين آخرين بجروح فى سلسلة تفجيرات وسقوط صواريخ وقذائف اليوم الأحد تزامنا مع انتخابات تشريعية مصيرية بالنسبة لمستقبل البلاد. وأضافت أن "ما لايقل عن 12 قتيلا سقطوا وأصيب عشرة آخرون اثر انهيار مبنى جراء انفجار استهدف مبنى سكنيا فى حى أور صباح اليوم". وكان مصدر أمنى أعلن فى وقت سابق مقتل شخص وإصابة ستة آخرين بانفجار فى مبنى سكنى فى حى أور، شمال شرق بغداد. وأكدت المصادر عدم وجود أى مركز انتخابى قرب مكان التفجير مشيرة إلى أن الانهيار ناجم عن استخدام مادة تى ان تى. وفى نقطة الشرطة الرابعة وتقاطع حى العامل، أكدت المصادر مقتل أربعة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين بجروح بانهيار مبنى سكنى جراء عملية تفجير مماثلة، وأشارت إلى عدم وجود أى مركز انتخابى قرب المكان. وفى منطقة الحرية شمال غرب بغداد أسفر سقوط صاروخ كاتيوشا عن مقتل أربعة وجرح ستة آخرين، وفقا للمصادر. وفى حى الخضراء غرب بغداد، أدى انفجار عبوة ناسفة قرب إحدى المدارس إلى مقتل شخصين وجرح ستة آخرين. وفى حى الجهاد (غرب) أدى انفجار عبوة ناسفة قرب إحدى المدارس إلى مقتل شخصين وجرح خمسة آخرين. كما أصيب شخصان فى انفجار عبوة ناسفة وأصيب ثلاثة أشخاص بجروح بانفجار آخر. وفى المنصور (غرب) أصيب ثلاثة أشخاص بينما جرح شخصان بسقوط قذيفة فى حى الفرات. أما فى منطقة الكريعات (شمال)، فقد أصيب عشرة أشخاص بجروح جراء سقوط صاروخ كاتيوشا فى حين جرح شخصان فى المدائن (20 كلم جنوب) فى انفجار عبوة ناسفة. وفى منطقة جرف الصخر (60 كلم جنوب غرب بغداد)، أعلن مصدر فى الشرطة أن "سبع قذائف هاون سقطت قرب مركز انتخابى دون وقوع إصابات"، وإجمالا، سقط أكثر من خمسين قذيفة هاون فى بغداد وضواحيها فضلا عن الانفجارات. من جهته، قال المتحدث باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا إن "أربعة مواطنين استشهدوا وأصيب 18 آخرون جراء هجمات إرهابية فى مناطق مختلفة من بغداد". ويتزامن سقوط القذائف والانفجارات مع عمليات الاقتراع فى ثانى انتخابات تشريعية منذ سقوط النظام السابق، وإطلاق تنظيم القاعدة تهديدات بقتل كل من يشارك فى الانتخابات. وفى الأنبار، سقطت قذيفتا هاون قرب مركز انتخابى شرق مدينة الرمادى دون إصابات، كما سقطت سبع قذائف هاون فى مناطق متفرقة من الفلوجة دون أن تسفر عن خسائر، وفقا لمصادر أمنية. وقال رئيس الوزراء نورى المالكى للصحافيين ردا على الانفجارات "إن هذه الخروقات مجرد أصوات لتخويف المواطنين لكن الشعب العراقى سيتحدى ذلك، سترون أن هذه الأصوات لن تؤثر على معنويات العراقيين". وأضاف "أدعو كل المخلصين للمشاركة فى الانتخابات لاختيار من يمثلهم". وأجاب ردا على سؤال حول التصويت الخاص فى الخارج "كان جيدا رغم المتاعب". بدوره، قال رئيس مجلس النواب إياد السامرائى "إن الانفجارات لن تؤثر على مسارنا نحو الديموقراطية فهؤلاء يائسون وبدلا من أن يضعوا أيديهم بأيدى العراقيين يهاجمونهم". وأضاف "أن هذه الانتخابات تشكل نقلة نوعية" بالنسبة للعراق.