فى أيام الدراسة يكون المترو عبارة عن حوش مدرسة صغير، فالطلاب يملئون المترو مرتدين زى المدرسة الذى يميزهم حاملين حقائب الكتب على ظهورهم، تراهم تحس أنهم ملائكة يجوبون الأرض، حتى شقاوتهم تراها لذيذة مناسبة لسنهم. حتى قادتنى الصدفة فى ظهيرة يوم ما حيث يكون المترو فى هذا الوقت من السنة فارغًا، جلس بجوارى شابين يحملان كتبًا مدرسية، وعندما بدآ يتكلمان عن ظروف جدول كل منهما فهمت أنهما مدرسان، فبدأ الأول يقول لصديقه الأولاد لسة فى ابتدائى وعليهم أفكار تشعر انهم رؤساء عصابة، فسأله صديقه ليه إيه اللى حصل. فرد صديقه أبدًا يا سيدى أمس دخلت الفصل أنت عارف إن أنا فى مدرسة لغات لقيت الأولاد بيقولوا إحنا اتسرقنا يا أستاذ، افتكرت طالب منهم اتسرقت فلوسه، فرد صديقه أنا افتكرت كدة ليه هو إيه اللى اتسرق؟، الأولاد قالوا إنهم دخلوا الفصل لقوا 5 كراسى غير موجودين بالفصل، طبعًا بلغت مشرف الدور وبالتبعية مشرف الدور بلغ الناظر، واتقلبت المدرسة ولقيت مدير المدرسة ومسئول الأمن فوق رأسى وفضلوا يلفوا فى المدرسة كلها لحد ما لقوا الكراسى فى جنينة المدرسة. فسأله صديقه وإيه اللى ودا الكراسى الجنينة؟، أولاد رموهم من الشباك واخترعوا حكاية السرقة، فرد صديقه وعملوا كدة ليه، أبدًا أصل أنا كنت عامل امتحان الشهر وهما ماكانوش مذاكرين فقرروا يعطلوا الحصة بأى شكل، فرد صديقه يا ولاد الإيه طبعا الحصة باظت، طبعًا أخدنا حوالى نص الحصة فى الحكاية ده وطبعًا أجلت الامتحان ليوم تانى. فرد صديقه دول مش عيال دول شياطين، بس ارحم من اللى عندى، إحنا عندنا فى المدرسة بيعملوا حصة للأخصائى الاجتماعى علشان الأولاد يعرفوا حقوقهم إن مافيش مدرس يضربهم ولو مدرس ضربهم يعملوا إيه ويشتكوا لمين وحاجات عن العنف الأسرى وما يفعلونه إذا تعرضوا لهذا العنف. أمس ذهبت لطالب بياخد درس خصوصى عندى فى 6 ابتدائى لقيت الولد ذراعه متجبس ووجهه عليه علامات ضرب وزرقان تحت عين، فسألت والدته إيه اللى حصل فردت قائلة: لا أبدًا وهو بيلعب وقع فاتكسر ذراعه، فرد صديقه طيب لو وقع إزاى فى زرقان تحت العين ؟! لا أكيد والدته أو والده هم اللى ضربوه، فرد صديقه توقعك فى محله بس مش دى المشكلة. فرد صديقه أمال إيه المشكلة؟، أول ما انفردت بالولد علشان أديله الدرس فسألته إيه اللى حصل، فرد الولد بابا ضربنى وكسر لى ذراعى علشان أنا بوظت كمبيوتر أخوى، وأنا بتعرض لعنف أسرى وباستنجد بك تبلغ البوليس عن بابا فقلت له إيه اللى بتقوله ده قال لى الإخصائى الاجتماعى قال لنا لو بتتعرضوا لعنف أسرى بلغوا المدرسة وإحنا هانبلغ البوليس ياخد تعهد على الوالد بعدم ضربك مرة أخرى، فرد صديقه يا نهار أبيض الولد عايز يبلغ على أبوه وأنت عملت إيه؟، ولا حاجة قلت له أنا هاعتبرك ما قلتش حاجة وعايزك تهدى وبعد ما خلصت الدرس قلت لوالدته الولد تعبان نفسيًا شوية اقعدوا معاه واتكلموا معه ومشيت، ورد صديقه ربنا يرحمنا الولد عايز يحبس أبوه وهنا انقطع الكلام لوصولهم إلى محطتهم.
