بعد ثورة 30 يونيو العظيمة التى أطاحت بجماعة الإخوان و أجهضت مخطط تقسيم مصر على أيدى مايسمى جماعات ( الإسلام السياسى) وقف الغرب ضد إرداة الشعب المصرى وموقف الجيش الوطنى الذى إنحاز لإرداة الشعب وقام بحماية الوطن من مصير أسود وانتشال مصر من الدخول فى نفق مظلم لايحمد عقباه . وانهالت تصريحات الرفض لما حدث فى مصر وخرجت عبارات الشجب والاستنكار والإدانة على اعتبار ماحدث فى مصر ( انقلابا عسكريا ) على الديمقراطية المزعومة ولم يراع هؤلاء تلك الملايين التى احتشدت فى جميع ميادين وشوارع مصر والتى فاقت نسبة المشاركين فى مظاهرات ( 25 يناير) والتى كان لأمريكا والغرب منها موقف آخر ! فعلق الاتحاد الأفريقى عضوية مصر لديه وهى الدولة المؤسسة له ! وقامت أمريكا بوقف المساعدات المالية والعسكرية لمصر والتى تأتى فى إطار اتفاقات مبرمة بين البلدين منذ عقود وألغت مناورات النجم الساطع التى كان من المقرر لها أن تجرى قبل نهاية عام 2013 كما لوح الاتحاد الأوروبى بفرض عقوبات اقتصادية على مصر وكان المسئولون الغربيون فى حال تخبط سياسى فج إزاء التطورات التى شهدتها مصر . ولم يكن هناك غير روسيا الذى أعلنت اعترافها بثورة 30يونيو وبشرعية بيان 3/ 7 وبخارطة الطريق التى حددها وأعلنت عن دعمها الكامل لمصر ...كذلك موقف السعودية وخطاب الملك عبدالله الشهير والذى كان له تأثير فى تغيير الموقف الغربى نحو مصر لكن بفضل الدبلوماسية المصرية الحكيمة استطاعت مصر العبور من كبوتها بكل هدوء وثقة وثبات وإصرار على مواصلة طريق التغيير وتكملة المشوار إلى آخره وهذا ما قاله المشير السيسى فى أكثر من مرة موجها حديثه لأبناء الشعب المصرى . وبعد وصول المشير / عبدالفتاح السيسى إلى الرئاسة بعد انتخابات رئاسية حرة ونزيهة شهد لها العالم أجمع اعتمد الرجل منهج الانفتاح على العالم واستعادة شخصية مصر وسط المجتمع الدولى وتعزيز مكانتها الدولية ودورها المحورى والإقليمى .. والاهتمام بالعمق الاستراتيجى لمصر وبمحيطها العربى والأقريقى فكانت زيارته لإثيوبيا لتخفيف حدة التوتر بين البلدين بسبب أزمة سد النهضة ثم زيارته لغينيا الاستوائية وحضور قمة الاتحاد الأفريقى والذى أُعلن خلالها عن وقف تجميد عضوية مصر بالاتحاد بعد إجراء الانتخابات الرئاسة ولنا أن نتذكر كلمة الرئيس السيسى فى هذه القمة والتى حملت الكثير من معانى العزة والشموخ والكبرياء والاعتزاز بمكانة مصر وبثورة شعبها والعتاب واللوم للأفارقة على موقفهم السابق بعد ثورة 30 يونيو . ثم زيارة السودان إحدى دول الجوار تلك الزيارة التى كان لها صدى كبير وانعكاس إيجابى على العلاقات بين مصر والسودان خصوصا فى ظل التوتر الذى شهدته العلاقة بين البلدين بسبب موقف الرئيس السودانى من جماعة الإخوان وتأييده لها بجانب أزمة حلايب وشلاتين فكان نتيجة تلك الزيارة تغيير الخطاب السياسى للنظام السودانى وإعلانه دعم مصر وإرداة شعبها وقيادته الجديدة . أما حضور الرئيس لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فكان اعترافا دوليا بشرعية ثورة 30 يونيو وبخارطة الطريق التى نتجت عنها وكان لكلمة الرئيس التاريخية فى مقر الأممالمتحدة والتى اختتمها ب (تحيا مصر ) ثلاث مرات وما قابلها من تصفيق حار من جانب كل الحضور فى القاعة صدى مدوى فى العالم كله وأعقبها الطلب المفاجئ للرئيس الأمريكى أوباما للقاء الرئيس السيسى وتطلعه لإقامة علاقات قوية مع مصر والتواصل معها وفتح صفحة جديدة فى سجل العلاقات بين البلدين. ثم جاء المد المصرى فى العلاقات الدبلوماسية والدولية نحو أوروبا وخصوصا دول الأورمتوسطى فكان الإعلان عن تحالف مصر مع اليونان وقبرص وهم دولتين من دول الجوار لتركيا التى تأخذ من مصر موقف معادى وفى ظل الهجمة الشرسة الذى يشنها رئيسها (أردوغان) على مصر منذ ثورة 30 يونيو وأيضا قبرص التى على خلاف كبير مع تركيا بسبب احتلال الأخيرة لجزء من أراضيها بجانب استفادة مصر من تحالفها مع قبرص فى مجال التعاون فى عملية استخراج الغاز واستغلال الاحتياطات الضخمة المتوفرة منه فى البحرالأبيض المتوسط وخصوصا فى ظل تحركات تركية وإسرائيلية للسيطرة على حقول الغاز فى البحر المتوسط هذا التحالف الذى جن جنون تركيا ورئيسها الأرعن . وخلال الأيام القليلة الماضية واصل الرئيس التقدم بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانة مصر الدولية وفتح علاقات جديدة مع دول العالم المختلفة من خلال جولته الأوروبية التى تشمل كلا من إيطاليا والفاتيكان وفرنسا وكلها زيارات تهدف إلى دعم الاقتصاد المصرى والتبادل التجارى بين مصر والاتحاد الأوروبى ففرنسا ذات الدور المحورى الهام فى مؤسسات الاتحاد الأوروبى كإحدى أهم القوى الأوروبية سياسياً واِقتصاديا وإيطاليا التى تتولى إ الرئاسة الدورية للاتحاد منذ مطلع يونيو 2014 ، فضلاً عما توليه إيطاليا من اهتمام خاص لموضوعات منطقة حوض المتوسط وأيضا الأوضاع فى ليبيا . كما جاءت زيارة الرئيس للفاتيكان تقديراً لمواقف البابا فرانسيس إزاء الانفتاح على الحوار مع الدين الإسلامى، والجهود التى يبذلها من أجل نشر السلام فى العالم ومكافحة الفقر والدفاع عن القضايا ذات الطابع الإنسانى والتنموى ، بالإضافة إلى مساعيه لوقف التدخل العسكرى فى سوريا، والتى تُعد أهدافاً مشتركة تفسح المجال بشكل أوسع لتوطيد العلاقات الثنائية على المستويين السياسى والدينى عبر تفعيل الحوار مع الأزهر الشريف. لقد عكست تلك الجولات والزيارات الخارجية الأخيرة للرئيس السيسى قدرة القيادة السياسية المصرية على فرض نفسها إقليميا ودوليا وعدم الرجوع للخلف أو التأثر بمحاولات عرقلة مسيرة البناء والتقدم والديمقراطية التى تحفظ للوطن سيادته وهويته وللشعب أمنه واستقراره .