أكد رئيسا مجلسى النواب الأردنى المهندس عاطف الطراونة والعراقى الدكتور سليم الجبورى، خلال مباحثاتهما اليوم الأحد فى عمان، على ضرورة مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومضامينه وتجفيف منابعه باعتباره أصل الكوارث والأمراض. ومن جهته، قال الطراونة " إن زراعة الإرهاب فى المنطقة جاء على غفلة من غياب الاستقرار السياسى واستمرار غياب قيم العدالة والمساواة، حيث تشكلت أنويته فى خضم الفوضى الأمنية فى دول الجوار، ولقد اكتوينا جميعا بهذا المرض بعد استبدال التسامح والاعتدال بالتطرف والغلو". ونبه إلى أن تنظيم (داعش) الإرهابى وغيره من التنظيمات الإرهابية تعيث بالمجتمعات العربية فسادا بعد أن شوهت قيم الدين الإسلامى الحنيف، وهو الدين الوسطى المتصالح مع كل الحضارات والأديان والأفكار.. قائلا "إن سيرة النبى العربى محمد صلى الله عليه وسلم تعد تأكيدا على ما نقول". ودعا إلى ضرورة التصدى لمرتزقة التشدد والتطرف والغلو ومكافحة إرهابهم عسكريا أولا وثقافيا وفكريا دائما، فوباء ما يفعلون هو خطر حقيقى قد يصيب أجيالا كاملة لا يحرمها الحاجات الأساسية وحسب بل سيحرمها حرية التفكير وتكوين الثقافة وتبنى الرأى المستند للحجة والبرهان لا القوة وقال الطراونة "إن الأردن كان الساعى بالفعل وليس بالقول لاستقرار العراق سياسيا، واستكمال مشروع بناء الدولة المدنية الديمقراطية التى يعيش فيها الجميع دون إقصاء مذهب أو تهميش طائفة أو إبعاد حزب"..مؤكدا على أن الأردن لا يألو جهدا فى سبيل تمكين وتعزيز العلاقات الأردنية العربية وخاصة العراقية. وأضاف "إننا فى الأردن كنا دائما سندا للشقيق العراقى كما كان العراق وعلى الدوام ظهيرا عربيا صادقا فى الدعم مسخرا إمكانياته لخير هذه الأمة، وأنه فى السنوات الأخيرة ظلت علاقاتنا تتطور على الرغم من كل المعيقات، فمصالحنا المشتركة وتعاوننا الثنائى كان النموذج فى العلاقات العربية". ونبه إلى أنه على الرغم من تأثر الأردن بأزمات الإقليم إلا أنه يواصل دوره تجاه أشقائه، حيث تحمل العبء الأكبر فى استضافة اللاجئين السوريين حيث يقاسمهم كل شيء.. لافتا فى هذا الإطار إلى الفاتورة الأمنية المتزايدة التى تتحملها المملكة فى تحصين حدودها الشمالية والشرقية التى باتت محمية من جانب واحد. وأشار فى الوقت ذاته إلى أن الأردن لا يزال يتصدى للسياسات الإسرائيلية الأحادية فى القدس والضفة الغربية لتعرية كذب مواقف الاحتلال المتغطرس ويناضل مع أشقائه الفلسطينيين من أجل الحصول على حقوقهم التاريخية ؛ وهو ما يتطلب دعما عربيا يعزز صمود الأردن فى مواجهة كل هذه التحديات الضاغطة. وبدوره..أكد رئيس مجلس النواب العراقى، خلال المباحثات، على سعى بلاده للعمل على مواجهة التحديات فى العراق والمنطقة.. قائلا "إن صمت البعض لشعوره بالأمان حيال ما يجرى بالمنطقة أمر غير مقبول، لأنه لا أحد بمنأى عن خطر الإرهاب والتطرف، خاصة وأن (داعش) أسرف فى جرائمه الوحشية لإقامة دولة الخرافة والأساطير، لذا فإن الكل مطالب اليوم بالعمل لاستئصال هذه الجرثومة الخبيثة". وقال الجبورى "إننى ومن خلال البرلمان الأردنى أطلق مبادرة القانون العربى الموحد لمكافحة الإرهاب، ليكون له دور فى منع هذه الآفة قبل وقوعها"..داعيا البرلمانات العربية للاسراع فى النظر بالقانون لرفعه إلى البرلمان العربى ليتم إقراره بعد ذلك بأسرع وقت ممكن من قبل الجامعة العربية كى يتم تطبيقه على المستوى العربى. وقدم الشكر والامتنان للملك عبدالله الثانى وللشعب الأردنى اللذين وقفا على الدوام إلى جانب العراق فى جميع الظروف وأحلكها ولاستضافة اللاجئين العراقيين وتقديم كل عون ومساعدة لهم فى المحنة التى أصابتهم.